مازلت مع المدعو إسلام بحيري مقدم برنامج "مع إسلام" علي قناة القاهرة والناس الذي ظل يشك ويشكك في كل شئ حتي صار "يشك" علي نفسه!! .. وكما وعدت سأحاول جاهداً أن يكون بعض ما يهرف به في برنامجه بما لا يعرف هو موضوع هذا المقال محتملا رائحة كريهة تزكم أنفي حين أشرع في الكتابة عنه؟!. يا أخ إسلام .. إصرارك علي الادعاء بأنك قادر علي تفكيك المصطلحات المستخدمة في العلوم الإسلامية وأكثرها في الفقه والحديث مثل المعلوم من الدين بالضرورة ومتفق عليه .. يدفعني إصرارك هذا دفعاً إلي نصحك بأن تكف فوراً عن هذا العبث المأزور غير المأجور وتبحث عن عمل آخر تكسب منه رزقاً حلالاً وتستطيع أن تمارس من خلاله هواية الفك والتفكيك والتركيب أيضاً وعلي استعداد أن أتوسط لك لدي عمك رمضان عسكر الميكانيكي المحترم لقبولك بلية في ورشته. أما زعمك بأنك انتهيت من تفكيك بعض هذه المصطلحات وأنك ماض في تقويض أركان وأعمدة الفكر الإسلامي فهذا ما لم ولن يحدث مادامت رؤوس العقلاء والفقهاء علي أكتافهم. وأن كنت تمتلك منبراً رخيصاً للهدم فإن علماء الإسلام يملكون منابر من نور للبناء. فالأمر إذن محض وهم وخيال مريض لا يجاوز أثره محيط ¢البلاتوه¢ ذي الرائحة الكريهة الذي تبث منه خزعبلاتك المضحكة التي لا تنطلي علي طالب ثانوي في المعاهد الأزهرية. من أسف أنك تجهل ولا تفهم معني أو حقيقة هذه المصطلحات - والإنسان عدو ما يجهل - فخير لك أن تجلس بين يدي أو تحت قدمي أصغر عالم أزهري لتتأدب أولا بأدب الخطاب الإسلامي ثم تتعلم صحيح العلم وساعتها ستعرف ضآلة قدرك ودناءة مقدارك بالنسبة للأئمة الأعلام الذين أوسعتهم في برنامجك تطاولاً عليهم وسخرية من علمهم وجرأة علي مصطلحاتهم. يا أخ بحيري .. المعلوم من الدين بالضرورة سيظل هكذا بين المسلمبن إلي قيام الساعة شئت أم أبيت وإذا أنكرت معلوماً من الدين بالضرورة وأبيت نصح العلماء واستتابتهم فأنت واقع تحت طائلة الحكم بالكفر لا محالة. وحتي لا تنزعج من هذا الحكم القاسي وتحاول إزعاج الناس من خلال برنامجك القائم علي التدليس وتلبيس الحق بالباطل أرسل كاميرا مع أصغر مذيع لعمل تقرير مصور يستطلع من فيه رأي عامة المسلمين وخاصتهم فيمن أنكر معلوما من الدين بالضرورة وأتحداك أن تعرض هذا التقرير في برنامجك لأنك ستفاجأ بأن الفلاح البسيط في حقله والعامل في ورشته يعلم ما هو معلوم من الدين بالضرورة الذي زعمت زوراً وبهتاناً أن العلماء لم يتفقوا علي تعريفه. يا عم المفككاتي إذا أنكرت ركناً من أركان الإسلام وأظنك لا تجهلها فقد أنكرت معلوماً من الدين بالضرورة وإذا أنكرت أن صلاة الصبح ركعتان والظهر أربع ركعات .. وهكذا. فقد أنكرت معلوماً من الدين بالضرورة. واستدلالك علي فساد هذا المصطلح بما يفعله تنظيم داعش الإرهابي استدلال مغرض وفاسد لأن الحكم بالكفر أو الإيمان ليس من عمل العامة أمثالك ولا من عمل المتطرفين الإرهابيين وإنما هو محض عمل العالم أوالقاضي المفوض من قبل ولي الأمر في ذلك. وإذا صدر الحكم بالكفر أو بالردة الناقضة للإسلام وظل المنكر مصراً رغم استتابته وبيان فساد معتفده وسوء عاقبته وصدر الحكم بإعدامه. فليس لأحد أن يقتله إلا بموافقة ولي الأمر الذي هو الحاكم وبالطريق الذي يحدده القانون. هذا إجمال لما تفصله كتب التراث التي يريد البحيري حرقها. واختصار أرجو ألا يكون مخلاً تم استدعاؤه من الذاكرة دون إعداد أو تحضير أو مراجعة لما قرأته في الثمانينات عن المعلوم من الدين بالضرورة وحكم منكره. وللحديث بقية إن شاء الله تعالي.