شهدت الفترة الأخيرة تركيزا إعلاميا حول الشذوذ الجنسي ووصفه بأنه زواج بين المثليين ووصل الأمر الي عقد أفراح لهؤلاء . وفي نفس الوقت يتم امتداح حفيد الفنانين المشهورين وافتخاره وافتخار أسرته بأنه مثلي الجنس . ووصف مجلة أمريكية لها بأنه الأب الروحي للمثليين العرب . علي الجانب الآخر نجد ترحيبا من أعداء الأديان والفضيلة بمثل هذه السلوكيات الشاذة والأخلاق المنحطة التي فاقت الحيوانات تحت مسمي حرية الإنسان في جسده ووصل الأمر إلي حد تزيين الكفر والإلحاد كان للجاهلية التي سبقت الإسلام قاموسها الجاهلي... فالحرابة والغارة شجاعة وشطارة... والظلم "شيمة" من شيم النفوس أما العدل.. فضعف يرجع إلي علّة تمنع صاحبها من الظلم.. ومن المعروف أن من أبرز نتائج ¢الغارة¢ خطف النساء الحرائر. وتحويلهن إلي سلعة للتجارة.. وإقامة أسواق النخاسة.. وأماكن الدعارة.. فلما جاء الإسلام ألغي كل ذلك ووضع ضوابط شرعية صارمة. وعندما انتزع الله من المسلمين القيادة الحضارية -بجدارة- وسيطرت الحضارة الأوربية التي قامت علي حرب الدين الكنسي اللاهوتي المصادر للعقل والداعي إلي احتقار المرأة وعدم الزواج» علي أساس أن المرأة رجس من عمل الشيطان... وأنها شرّ لابدّ منه للضعفاء!! بدأ القاموس الجاهلي - في ظل غيبة الإسلام- يعود للسيطرة علي مناهج الفكر والحياة.. وبقدر ما وقع من تقدم في عالم المادة. بقدر ما سيطرت مصطلحات جديدة تؤصل للانغماس في حمأة الرذيلة. وفي إعلان الحرب علي الفضيلة.. فالزنا - حسب القاموس القرآني- أصبح ممارسة للحرية وللحبّ. واللّواط أصبح "زواجًا مثْليًا" مباحًا تحميه القوانين.. واللوطي المجرم المصاب بالإيدز. أصبح مجرد مريض يستحق العطف.. وليس نشازا في السنة الكونية الحاكمة حتي للحيوان... فما عرف "اللقاء المثلي" بين الحيوانات قط.. ولهذا نجحت الحضارة المنحطة في أن تثبت صدق القرآن الكريم عندما تنبَّأ بأن الإنسان سيصل إلي "أسفل سافلين" "إِنْ هُمْ إِلاّ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ سَبِيلاً""سورة: الفرقان - الأية: 44"... فمعذرةً للأنعام والبهائم عندما نهبط بها ونقارن بين الإنسان وبينها... لقد أصبح "الحيوان" هو الصِّنف الأرقي الذي يعيش بالفطرة. ولا يصنع "الواقي الذكري" - احتقارًا لأنثاه وتماديًا في الضلال بعيدًا عن انتقام الله "بالإيدز الحيواني"!!. سيبقي "الزنا" هو الزنا.. وسيبقي "اللواط" هو اللواط. وستبقي "الفاحشة" هي الفاحشة. وسيبقي الزواج - أو النكاح - لا يطلق إلا علي علاقة رجل بامرأة في إطار شرعي!! أما الزناة.. فهم كما قال الله: "الزّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً" "سورة: النور - الآية: 3". وسيبقي تحذير الله للمجرمين المروجين للزنا واللواط والفواحش - من خلال مؤتمرات السكان - وغيرها - قائمًا حجةً عليهم إلي يوم القيامة. مهما تكن الشعارات الكذوب التي يخدعون بها المراهقين. ويفرضونها - بالماسونية العولمية الصهيونية - علي دول عاشت علي احترام الأنثي وتقديس الزواج والعفة والشرف والحلال... وقد علَّمنا دينها أن من قتل دون عرضه فهو شهيد...!! سيبقي تحذير الله قائمًا يدعوهم إلي عدم السير في طريق الهلاك المحقق.. كما فعل الله بقوم لوط في سدوم. وكما دمر عشرات الحضارات المنحرفة... يقول الله تعالي مخبرًا ومحذِّرًا: "وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمّرْنَاهَا تَدْمِيراً" قال تعالي: "وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحي وَكَفَيَ بِرَبّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً" "سورة: الإسراء - الآية:16. 17". وقوله تعالي "وَسَيَعْلَمْ الّذِينَ ظَلَمُوَاْ أَيّ مُنقَلَبي يَنقَلِبُونَ" "سورة: الشعراء - الآية: 227". قال تعالي: "فَذَرْنِي وَمَن يُكَذّبُ بِهََذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنّ كَيْدِي مَتِينى" "سورة: القلم - الآية:44. 45".وإنا لمنتظرون صامدون صابرون مؤمنون بأن انتقام الله لا يتخلف لقول الله تعالي "أَنّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرى لأنْفُسِهِمْ إِنّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوَاْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابى مّهِينى" "سورة: آل عمران - الآية: 178". تتعالي نبرة الدعوة إلي التغيير والإصلاح ويتقدم من يعتبرون أنفسهم صفوة المجتمع في مصر بمشروعات لهذا التغيير يدعون أنها من الداخل وهي تلتقي مع ما يطلبه أعداء هذه الأمة في الخارج من حيث استبعاد منهج الإسلام في هذا التغيير ويعقدون المؤتمرات تحت عنوان: الصفوة. والسلطة والجماهير ومعني ذلك أنهم يستهدفون أن تستشير السلطة هؤلاء الصفوة فيما يصلح للجماهير وتختلف الرؤي في تحديد سمات الصفوة والسلطة. فالصفوة في مفهوم العلمانيين المتصدرين لهذه المشروعات هم من تثقفوا علي مناهج الغرب وافتتنوا بحضارته ويريدون نقلها بعجرها وبجرها بحسناتها وسيئاتها بتقدمها المادي وتفسخها الخلقي ورفضها للوحي وعالم الغيب بل إن أي مثقف لا يرد في حديثه مصطلح أجنبي أو تعبير إنجليري ينظر إليه من هؤلاء الصفوة علي أنه رجعي متحجر متعصب للغته وحضارتها الذابلة أنهم يعيشون بأجسادهم في مصر وبأرواحهم في الغرب ويبلغ النفور مداه إذا تحدث أحد عن الدين والضمير والخلق. إنهم يتاجرون بآلام الناس وبفساد السلطة وضغط القوي الخارجية ليقفزوا إلي السلطة وحين يتحقق ذلك لا قدر الله فسنجدهم أخطر في نهب ثروات الأمة وتحويلها إلي أسيادهم ممن ينتقدونهم الآن إذ هم لا يؤمنون بحساب الآخرة ولا برقابة العليم الخبير ثم ما المراد بالسلطة هل هي السلطة التشريعية أو التنفيذية أو الأمنية؟ هل تبدأ من أعلي حيث الرياسة والوزارة والإدارة أو من الموظف المكبل بقيود اللوائح والنظم المطحون بمتطلبات الحياة المحروم من حقه في الحياة؟ أو ليس هذا من الجماهير؟پ إننا ندعي أن هذا الفساد الداخلي وهذا الضغط الخارجي ما تحقق إلا حين خوت النفوس من التقوي وحين غابت النزاهة والانتماء والهدف. ولن نجد هدفا أشرف من أن تكون هذه الأمة وارثة لهداية السماء تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله. تنشر العدل والرحمة وتجمع بين الناس بالألفة والمودة. وتشيع الأمن والطمأنينة علي الحاضر والمستقبل في النفس وفي المجتمع ولهذا يجب إشعال المصابيح علي طريق الإصلاح للفرد وللأسرة والأمة مستلهمة وصايا ربها ونصائح نبيها وتخص هذا العدد التاسع بمزيد من الأضواء علي عراقة الدين وتأبيه علي الريب والشبهات وتحديه لكل من يريد تشويه مبادئه أو تناقض آياته فهو الذي يعلن في ثقة أن "قُل لّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنّ عَلَيَ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هََذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضي ظَهِيراً" "سورة: الإسراء - الآية: 88" وقول الله تعالي "ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًي لّلْمُتّقِينَ" "سورة: البقرة - الآية: 2". وذلك مع الحفاظ علي الأبواب الثابتة والحوارات النافعة.