قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "خمس من الفطرة الختان. والاستحداد. وقص الشارب. ونتف الإبط. وتقليم الأظافر" رواه البخاري ومسلم. وفي رواية أخري: ""عشر من الفطرة: قص الشارب. وإعفاء اللحية والسواك. واستنشاق الماء. وقص الأظافر. وغسل البراجم. نتف الإبط. وحلق العانة. وانتقاص الماء "يعني: الاستنجاء". قال الراوي: ونسيت المعاشرة إلا أن تكون المضمضة. فهذه خصال الفطرة النقية. بينها النبي صلي الله عليه وسلم وكلها حميدة تزيد المرء زينة وطهارة. إلي جانب انها وسائل وقائية عظيمة الفائدة فهي تمنع الكثير من الأمراض بإذن الله تعالي. فالماء من أفضل الوسائل في تحقيق النظافة والطهارة. الاستحداد أي حلق العانة. وسمي استحداداً لاستعمال الحديد "الموسي. والشفرة" وهو ازالة الشعر النابت حول عورة الرجل أو المرأة. وتحصل هذه الإزالة بالحلق أو النتف. أو باستعمال المراهم. وليس المقصود بالشعر النابت حول القُبُل فقط. بل وكذلك الشعر الذي ينمو حول الشرج. فهذا أكثر عرضة للاتساخ. وتركه في هذه المناطق يضر بالجسم كثيراً. حيث الإفرازات العرقية والروائح الكريهة والبيئة الخصبة لنمو البكتيريا والطفيليات.. وللأسف قد يهمل البعض نظافة هذه الأماكن لانها مستورة ومخبأة لا يراها أحد فتترك وتُهمل. وعلي الرغم من بدائية أدوات الحلاقة التي كانت عند العرب عندما جاءهم النبي صلي الله عليه وسلم بالإسلام وما فيه من أوامر وآداب فإنه أمر بحلق العانة وهو مكان خطير قد تؤدي الاصابة فيه إلي خطر كبير. قد تودي بحياة الإنسان. ورغم ذلك أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بحلقه لما في ذلك من مصلحة للإنسان. ولما في بقاء الشعر في هذا المكان من مضار كثيرة.. وكذلك من الحكمة البالغة أن يلفت نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم انتباهنا إلي نظافة هذه المنطقة الحيوية التي تهمل لانها مخبأة ومستورة. 1⁄4 الحديث النبوي يصدق ما جاء بعلم مكافحة العدوي قد قرر علم الطفيليات ان منطقة العانة وما يحيط بالقُبل والدبَّر منطقة كثيرة العرق والاحتكاك ببعضها البعض. وإن لم يحلق شعرها تراكمت عليها مفرزات العرق والدهن والبول والبراز فيصعب تنظيفها وتكون البيئة ملائمة لنمو كثير من الفطريات. وعلي رأسها القمل الذي يتغذي علي دم الإنسان. وينتشر في جسده كله. ويصاحب صاحبه بالحكة والدمامل والخراريج.. فسرعان ما يصاب الإنسان بالضعف العام وفقر الدم. وينتشر القيح والصديد. وربما سبب وفاة الإنسان وتسمم دمه بالبكتيريا. فهذا المزيج وتراكمه يؤدي إلي تخمره ونتانته. وتصدر عنه روائح كريهة.وقد تمنع صحة الصلاة إن لم تنظف. وكذلك يصاب الإنسان الذي لم يحلق العانة بداء الجرب حيث تجد حشرة الجرب البيئة مناسبة تماماً لوجود الإفرازات العرقية والروائح الكريهة. وعدم نظافة هذه الأماكن يسبب انتقال القمل والجراثيم والطفيليات وغيرها أثناء المعاشرة الجنسية. والوقاية من هذه الأمراض تكون بإحدي وسيلتين: إما ازالة الشعر حول العانة أو الاعتناء بنظافتها. ولما كان شعر العانة ليس متيسراً الاعتناء بنظافته يومياً ولعدة مرات فإن الحل هو ازالة هذا الشعر وبالتالي الوقاية من العديد من الأمراض في هذه المناطق والتي تعتبر عدم النظافة من العوامل المساعدة علي حدوثها. لذا سَنَّ الإسلام حلق العانة حول الدبر كلما طال الشعر تأميناً لنظافتها المستمرة. وأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بعدم ترك قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة أكثر من أربعين ليلة كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم. ولكن معظم العلماء ذهبوا إلي أن الضابط في إتيان الحلق هو الحاجة وطول الشعر فإذا ما طال حلقه. والمدة تختلف من شخص لآخر ويستحسن تفقد هذه الأمور من الجمعة إلي الجمعة: فإن ذلك أطيب للنفس وأطهر.