أكد الدكتور أسامة الأزهري- المشرف العام علي مكتب رسالة الأزهر- أن الرسول صلي الله عليه وسلم. علم أمته كيف تحول آيات القرآن إلي برامج عمل ومناهج تنفيذ وتطبيق بحيث تتحول الرحمة العامة من شعار وقيمة إلي بناء مؤسسة وصناعة حضارة وتكوين مجتمع حتي نهض المجتمع النبوي علي ثلاثة أركان تري البشرية كلها من خلالها معاني قوله تعالي ¢وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين¢ وتلك الأركان والمقومات للمجتمع النبوي هي الإنسان والأوطان والعمران. والمسلمون قاموا عبر تاريخهم بأمر معرفي عميق يستحق التأمل فأخذوا كل آية من القرآن الكريم وحولوها إلي منهج عمل لينهضوا به لأنهم يحملون ميراثا من الرحمة حيث تنزلت هذه الرحمة إلي إجراءات وسنن ينهض عليها المجتمع الذي يقوم علي أسس. منوها إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم بني الإنسان علي هذا الأساس وعلي مواريث النبوة وهو أمر قدسي. فالركن الأول وهو الإنسان فقد عظّم النبي صلي الله عليه وسلم من قدره وجاء له بسعادة الدنيا والآخرة ورعي خاطره وضمن أمانه وعلمه كيف تتسع آفاقه وكيف يقوم برعاية مقاصد الشريعة ليكون رحمة علي الناس من حوله وليكون رفيع الأخلاق واسع العطاء رحيما يملأ الدنيا من حوله بالأمل والعمل. وبناء الإنسان هو أول مقوم وأساس من أسس بناء المجتمع الذي يري الناس من خلاله معاني الرحمة العامة ومحاسن الشريعة. وعلمنا النبي صلي الله عليه وسلم أن الانتماء دوائر يبدأ بالانتماء إلي القبيلة أو أرض الميلاد ثم الانتماء إلي الوطن ثم الانتماء للأمة ثم الانتماء للإنسانية كلها فضلا عن الدوائر الفرعية الأخري للانتماء. وطالب د. الأزهري- علي هامش الاحتفالية التي أقامتها وزارة الشباب والرياضة لتكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن- الشباب ببذل كامل طاقاتهم وأخد قدوة من جميع الأنبياء الذين نقلوا للبشرية قيمة وأهمية العمل. لان العمل يمثل تراثا نبويا يحرك همم البشرية ويصنع مستقبل الأجيال. لذلك لابد من تضاعف الجهود والطاقات المبذولة من خلال استحضار العديد من الأفكار والقيم التي تساهم في إعمار الأرض. والكلمة يمكن أن تصنع الإنسان وتحرك الهمم والعزيمة في النفس البشرية. لذلك لابد من تعلم العلوم والفنون والآداب والإدارة من أجل التغلب علي مشكلات البلاد والعمل الناجح هو الذي يمكن التخطيط له في وقت طويل وتنفيذه في وقت وجيز.