واهم من يظن أن الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب فقط هو الأداة الإعلامية المؤثرة.. فهناك أخطر الأجهزة وهي منابر المساجد وإن كانت حتي وقت قريب آمنة ومستقرة ويتوجها الاستمرار حتي جاءت ثورة 25 يناير. وارتفعت الحناجر فانحرفت المنابر عن طريقها المعهود والمعروف.. وبدلاً من دعوتها الرشيدة.. سمعنا من يكفر الناس من فوقها. وأفتي أنصاف الرجال بفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان وكان من ثمارها تقسيم الناس إلي طوائف وشيع هذا مؤمن وهذا كافر والثالث في طريقه للزندقة. وقلنا يومها.. حرام عليكم.. فقالوا إنه مارق. إنه يعادي الله ورسوله. وصدق ذلك الطبقات الفقيرة وما أكثرهم. وتناسوا أن الله براء من مقولاتهم وتحرضاتهم. ومن فوق منبر الأزهر تنفس بعض من هؤلاء أحقادهم وأمراضهم والتي مازلنا نكتوي بنارها حتي اليوم وقلنا يومها الإسلام يعرف التخصص ولا يمكن السكوت علي هؤلاء الهواة.. بعدما أصبحت المنابر مرتعاً لكل من هب ودب.. فنعتونا بكل ما هو قبيح ويومها صبرنا واحتسبنا لربما تصيبهم نفحة الهداية إلا أنهم استمروا في طريقهم الشائك والوعر. رحلوا وتركوا وراءهم تركة ثقيلة بالأمراض الاجتماعية هم من كانوا سبباً في انتشارها من بدايتها الانقسام والتشرذم والتفكك. والحمد لله.. صدر أخيراً مرسوم بقانون يمنع غير الأزهريين من اعتلاء المنابر.. وقد يغيب عن كثيرين أن كل القرارات التي تنظم عمل وزارة الأوقاف تصب في مضامينها أن الوزارة دون غيرها هي المنوط بها أمر الدعوة الإسلامية وبالتالي فليس من حق أي جمعية أن تمارس نشاطاً دعوياً حتي لا يحدث الهرج والمرج.. أما عن دور هذه الجمعيات فهو لا يخرج عن الأنشطة الاجتماعية.. وإذا أردنا الوقوف علي ما أصاب منابر الجمعيات. فابعثوا من يقف علي الحقيقة المرة. وليسمعوا الخطب وما يقال فيها. يكفرون الناس ويسفهونهم وكله باسم الحرية. الإسلام يا سادة لا يعرف إثارة النعرات وإشعال الفتن. نحن أمام قانون صدر في ظروف فارقة وهامة وبالتالي لابد من ترجمته علي أرض الواقع من خلال الدفع بالأزهريين أصحاب الفكر المعتدل. وليذهب المتشددون إلي ثكناتهم وكفي الله المؤمنين شر القتال وكفانا ايضا ما رسخوه في عقول البسطاء والضحايا. لذا فعلي كل أجهزة الدولة مؤازرة الأوقاف في سرعة ضبط إيقاع منابر الجمعيات حفاظاً علي أولادنا وأحفادنا.. ومن أجل إعطاء الفرصة للاستقرار وتفويت الفرصة أمام المتربصين وما أكثرهم.. فهل نحن فاعلون؟!