حالة الجدل التي احدثتها تصريحات وزير الخارجية نبيل فهمي حول العلاقات المصرية الأمريكية واثارت ردود أفعال سلبية لدي الأحزاب والقوي السياسية لم تتوقف ولم تفلح تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي في ايضاح الصورة بل ساهمت في دفع الأحزاب الي إعلان موقفها الرافض لهذه التصريحات وما يرتبط بها من مفاهيم قد تفسر بطريقة تسيء الي وضع مصر ومركزها الدولي. رفض حزب التحالف الشعبي الاشتراكي تصريحات وزير الخارجية. واعتبرها تعبيرا صارخا عن حالة التبعية والقبول بوضع مصر في مكانة غير لائقة بتاريخها وشعبها. وقال عبد الغفار شكر. رئيس الحزب. إن المشكلة الحقيقية تعود الي تاريخ أعلن الرئيس السادات أن 99% من أوراق اللعبة السياسية في الشرق الأوسط بيد الولاياتالمتحدة. حيث حدث التحول الكبير من خلال العلاقة المصرية الأمريكية الإسرائيلية وحقق النظام المصري رغبة الولاياتالمتحدة بالصلح مع إسرائيل في عام 1978. كاشفا أن المعونة الأمريكية لمصر بلغت 63.5 مليار دولار حتي عام 2010 ولم يستفد منها فقراء مصر بل استفاد منها قمم الفساد في النظام المصري. ويوضح أن مقابل هذه المعونة قبلت مصر شروط الولاياتالمتحدةالأمريكية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير فباعت القطاع العام بابخس الأسعار وبددت ثروة المصريين وأطلقت يد القطاع الخاص والاحتكارات وحررت أسعار الصرف والأسواق وتخلت الدولة عن دورها الإنتاجي. وأعادت هيكلة المرافق والخدمات العامة ليتوالي رفع أسعارها وتردي مستواها. مبينا انه نتيجة سياسات التبعية ووفقا لبيانات البنك الدولي أن 43% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر. كما غرقت مصر في الديون الخارجية والمحلية وأصبحت مدينة للعالم الخارجي بأكثر من 47 مليار دولار أي 329 مليار جنيه حتي سبتمبر 2013 أكثر من 59% منها بالدولار الأمريكي وليصبح نصيب كل مواطن من الدين الخارجي 490 دولارا. ويضيف أن نظام مبارك لهث لتوقيع اتفاقية منطقة تجارة حرة مع الولاياتالمتحدة وقبولها بدخول المكون الإسرائيلي في المنتجات المصرية بموجب اتفاقية الكويز منذ عام 2004 ولم تسمح الولاياتالمتحدة بتوقيع الاتفاقية رغم كل ما قدمه النظام المصري من تنازلات. مبينا أن الميزان التجاري مازال مع الولاياتالمتحدة يعاني عجز يتجاوز 20 مليار جنيه في 2012. وعدلت مصر العديد من التشريعات وانحازت لرجال الأعمال علي حساب العمال وقدمت لهم التسهيلات والإعفاءات واستمرت في ربط مصر سياسيا واقتصاديا بالمصالح الأمريكية في المنطقة حتي ولو كان ذلك علي حساب الشعب المصري وفقرائه ومنتجيه. ويؤكد أن تصريح وزير الخارجية نبيل إسماعيل فهمي هي استمرار التزام الحكومة بسياسات الإفقار والتبعية. وقال مجدي الشريف. رئيس حزب حراس الثورة. العلاقات الخارجية المصرية بعد قيام ثورتين شعبيتين. يجب أن تكون علاقات ندية وليست تبعية. وأن يكون الحوار الاستراتيجي قائما علي التبادل وليس التلقي. مشددا علي ضرورة إقالة وزير الخارجيه وإصلاح ما عجز عنه وتحسين صورة مصر الخارجية. واعتبر المهندس محمد صلاح زايد. رئيس حزب النصر الصوفي. أن التصريحات لا تتفق مع ثورات مصر أو مكانتها. ولا تطلعات الشعب المصري. موضحا أن الحكومات الغربية لم تعد تحتل الدول عن طريق الجيوش والحروب. ولكنها تستخدم الآن نفوذها لتدمير الدول من خلال التدخل في اختيار الرؤساء والوزراء والمسئولين. وهو ما حدث بالفعل عندما أرادت أمريكا تدمير الاتحاد السوفيتي إذ سيطرت علي الرئيس الروسي ميخائيل جورباتشوف الذي أنهي الاتحاد السوفيتي عام 1991. ويؤكد ناجي الشهابي. رئيس حزب الجيل ومنسق تحالف أحزاب التيار المدني الاجتماعي. أن التغيرات التي تحدث في مصر تستوجب تبني سياسات خارجية قوية تتفق مع مكانة مصر وتاريخها ونضال شعبها. مضيفا أن الشعب المصري أنهي علاقة التبعية لأمريكا بثورته في 30 يونيو وأسقط مخططها التأمري ضد مصر والامة العربية وأعاد للبلاد استقلالية قرارها الوطني وانهي وإلي الابد نظام القطب الواحد.