تنفرد "عقيدتي" بنشر أسرار لقاء المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بأعضاء البعثة الأزهرية وأئمة الأوقاف في المركز الإسلامي بتنزانيا والذي يعد من أكبر المراكز الإسلامية في أفريقيا. قال المهندس محلب في لقائه بالعلماء في تنزانيا : ان الدين الإسلامي انتشر بالمعاملات والحب والرحمة لكن هناك من يحاول أن يربط هذا الدين بالعنف والإرهاب وأن التطرف آفة تنتشر نتيجة التعليم الديني الخطأ ومن الكتب المغلوطة التي هي أبعد ما تكون عن منهج الأزهر الوسطي. ووجه المهندس محلب حديثه للإرهابيين المتشددين قائلاً: كفاكم دماً.. عودوا إلي دينكم وعليكم أن ترفعوا راية الإسلام التي تدعو إلي السلام فالله أكبر من الإرهاب وممن يحاولون تغيير سماحته وطالما ان الأزهر موجود فإننا مطمئنون علي الإسلام. قام رئيس الوزراء بمناقشة قضايا المركز.. تحدث الشيخ أحمد الششتاوي إمام وخطيب ومدرس قائلاً: نمتلك في المركز الإسلامي مستشفي كبيراً مغلقاً تماماً يسكنه الحشرات وينسج العنكبوت خيوطه علي أبوابه. مع العلم بأن أجهزة المستشفي ومعداتها موجودة داخل السفارة المصرية في تنزانيا ولا يستفيد منها أحد. كما اننا في احتياج شديد للأطباء والممرضين حتي نستطيع استكمال تشغيل المستشفي حيث اننا نعاني أشد المعاناة من رحلة المرض والعلاج في تنزانيا فنرجو أن تكون هناك خطوات إجرائية جادة وملموسة تجاه هذه العقبة. المرتبات وقال الشيخ أبو بكر سليمان: أتحدث لسيادتكم نيابة عن جموع الأئمة المبعوثين من الأزهر الأوقاف بأن يناقش وزير الأوقاف مرتباتنا حيث ان الوزير د. محمد مختار جمعة قام بتخفيض مرتباتنا إلي الثلث فأصبح المبلغ الذي نتقاضاه قليلاً جداً نظراً لأن الحياة هنا تتسم بالغلاء المرتفع. كما أن الراتب لا يكافيء ما نقوم به من أعمال وكلها لصالح الإسلام ولصالح بلدنا الحبيب مصر فنرجوه جميعا مراجعة وزير الأوقاف في مرتباتنا. حيث إن الإمام كان يتقاضي راتباً حسب درجته المالية وأساسي راتبه. طالب الشيخ وحيد منصور بالاهتمام بالمركز الإسلامي المصري بدار السلام وفروعه في محافظتي أروشا وأرينجا من حيث زيادة المبالغ المقررة للنفقات علي المركز للاعتناء بالمبني وزيادة عدد الفصول وتوفير مكان مبيت للطلاب حيث انهم يأتون من مسافات بعيدة جداً والسعي لتوفير وجبة غذائية لكل طالب. كما طالب رئيس الوزراء بدراسة طباعة كتب خاصة وسهلة المعلومة لمساعدة الطلاب علي فهم اللغة العربية حيث اننا ندرس لهم كتب الأزهر الشريف ومنها كتب النحو والصرف والبلاغة والأدب التي تدرس في الإعدادية والثانوية الأزهرية وكما هو معلوم انها كتب صعبة للغاية علي الطلاب. كما طالب الشيخ وحيد منصور تخصيص مبني للدعاة قريب من المركز خاصة ان المركز به أرض فضاء واسعة تصلح للغرض حيث اننا نعيش بعيداً وفي أماكن متفرقة وللعلم فإن المركز الإسلامي بتنزانيا دوره الآن فعال بدرجة كبيرة جدا عن الماضي مما لفت أنظار الجميع إليه. وهناك صراع من تيارات أخري لإعاقة دور المركز تتمثل في التيارات المتشددة في تنزانيا وبعض الجهات الشيعية. مشكلة التقديرات قام أحد الدارسين التنزانيين بالتحدث إلي السيد رئيس الوزراء وقال: ان المركز بمن فيه يقوم بدوره علي الوجه الأكمل وبفضل الله ثم بفضل القائمين علي العمل نحصل علي أعلي الدرجات في الامتحانات ونحصل علي الشهادة بها درجات التفوق التي نسعد بها جميعاً ولكن الدولة هنا لا تعترف بالدرجات فلذلك أناشدكم بتحويل الدرجات إلي التقديرات كمقبول وجيد وجيد جداً وممتاز حتي نستفيد من شهاداتنا في حياتنا العملية في تنزانيا. أشار د. أسامة إسماعيل مدير المركز إلي أن المركز يقوم بالدور التعليمي والدعوي ويضم 3 مراحل تعليمية تحضيرية ثم إعدادية ثم الثانوية الأزهرية. كما انه المركز الوحيد الذي يعطي شهادة ثانوية أزهرية. فالمرحلة التأهيلية هدفها تأهيل الطلاب الذين يحضرون إلي المركز حيث انهم لا ينطقون اللغة العربية فنعمل علي تأهيلهم للتمكن من الدراسة موضحاً أن الطلاب التنزانيين يمكنهم تعلم اللغة العربية خلال 40 يوماً. ويتم التدريس في هذه المرحلة بواسطة مدرسين تنزانيين من خريجي المركز. ويضم المركز هذا العام 780 طالباً. وأكد الدكتور إسامة إسماعيل ان هذه المرحلة التحضيرية غير كافية لانتقال الطالب للمرحلة الاعدادية والثانوية فأناشد رئيس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر إضافة للمرحلة الابتدائية قبل الاعدادية. وأضاف: يتم تدريس المناهج داخل المركز وفق المذهب الشافعي والمواد عبارة عن النحو والصرف والبلاغة والسيرة بالإضافة إلي أن الامتحانات يتم إرسال النموذج الخاص بها من الأزهر الشريف بمصر ولكن امتحانات النقل يتم وضعها من خلال أعضاء المركز ونقوم كل عام بترشيخ 20 طالباً من طلاب المركز لاستكمال الدراسة بالأزهر بمصر. ويتم اختيار 16 من الحاصلين علي الشهادة الثانوية لاستكمال الدراسة بجامعة الأزهر. و4 من المرحلة الاعدادية لاستكمال الدراسة في المرحلة الاعدادية بالمعاهد الأزهرية. أشار إلي أن البعثة في تنزانيا أرسل الأزهر ومسئولون عن نقل الرسالة التي حملها لهم الأزهر وهي رسالة نشر تعاليم الإسلام الصحيحة وتصحيح المفاهيم الخاطئة والتي تجد قبولاً كبيراً وواسعاً لدي التنزانيين جميعاً علي اختلاف طوائفهم. أوضح الشيخ أسامة إسماعيل ان هناك بعض الأشخاص يتبنون الفكر المتشدد مثل كل دول العالم ولهم الكثير من المنابر التي تعبر عنهم وعن أفكارهم. ولكن الجانب الأكبر في تنزانيا هو الذي يمثل فكر الأزهر. والمركز يعقد اللقاءات والندوات والحلقات النقاشية ويحضر أعداد كثيرة لتقريب وجهات النظر المختلفة وتصحيح المباديء الخاطئة لديهم. واشتكي مدير المركز من عدم تأهيل البعثات المصرية لتنزانيا أو للخارج وأكد انه لا يتم تأهيلهم جيداً. متمنياً أن يحدث ذلك فعلي سبيل المثال بعد انتهاء بعثتي ورئاستي للمركز سيأتي شخص آخر لا يتحدث لغة البلد الأصلية وانني قد مررت بهذه التجربة ووجدت صعوبة في بداية الأمر. أضاف: ان أعضاء البعثة دبلوماسيون الذين يعرفهم الناس. مشيراً إلي أنه من الموضوعات الرئيسية التي كنا نركز عليها دائماً في الخطب بالتأكيد علي انه لا فرق بين مصر وتنزانيا وأن ما يحتاجه أحد البلدين يقدمه للآخر. وفي نهاية عرض المشكلات أمام رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وعد الجميع بتذليل كل هذه المشكلات فور عودته إلي القاهرة مع الجهات المعنية الخاصة بكل مشكلة وطالبهم في نهاية حديثه بالمحافظة علي الإسلام ووقال لهم انه أمانة في رقابكم فحافظوا عليه لأنكم حصنه الحصين. يذكر أن المركز الإسلامي المصري بتنزانيا يعد أهم وأكبر مركز إسلامي تابع للأزهر الشريف في افريقيا أنشيء المركز منذ خمسين عاماً ويقوم بالدور التعليمي والدعوي ويضم ثلاث مراحل تعليمية. أولاها تحضيرية ثم إعدادية ثم الثانوية الأزهرية وهو المركز الإسلامي المصري الوحيد علي مستوي المراكز الإسلامية في افريقيا الذي يعطي شهادة ثانوية أزهرية. كما أن قيمة المركز الإسلامي في تنزانيا تكمن في أن أعضاء البعثة من أئمة الأزهر يؤدون خطب صلاة الجمعة في عدد كبير من المساجد تكاد تكون ثلث اجمالي المساجد في منطقة دار السلام التابع لها المركز الإسلامي المصري. ويلقي الخطب فيها أعضاء البعثة الإسلامية باللغة العربية وتتم ترجمتها باللغة السواحلية من أحد طلاب المركز. المركز يضم 1400 دارس تنزاني تتحمل مصر تكلفة دراستهم بالمركز تقديراً لتنزانيا وفي إطار دور الأزهر الشريف لنشر الدعوة الإسلامية الوسطية وتقدم مصر إلي تنزانيا 300 منحة تدريبية سنوياً لأبناء تنزانيا لم يتم تخفيضها بالرغم من الظروف الاقتصادية الحالية لمصر.