إن من المقومات الأساسية والاركان التي لا غني عنها بالنسبة للخطاب الديني أن يكون مواكبا للأحداث . ومتاثرا بها ومؤيدا لما هو حق منها . واقصد بالاحداث تلك الاقوال والافعال والقضايا والصراعات والمسرات والاحزان التي تتعاقب بتعاقب الليل والنهار . والخطاب الديني الحكيم هو الذي يراعي فيه المتكلم أحوال الناس . فإذا كانوا في حالة سرور ونعمة ساق لهم من الايات والاحاديث ما يدعوهم للحفاظ عليها .وان نزلت بهم المصائب والاحزان والمتاعب الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرهما ركز حديثه علي العلاج الناجح والدواء السليم الذي من شأنه ان يعمل علي تخفيف تلك المصائب أو إزالتها. كما يجب أن يكون الخطاب الديني قائما علي الاعتدال والتوسط ويكون بعيدا كل البعد عن التعصب والعنصرية . وعلي المتحدث العاقل عليه ان يكون ملتزما بالاعتدال والوسطية في خطابه. لان شريعة الاسلام تقوم علي هذا التوسط والاعتدال في كل أحكامها وتشريعاتها ومعاملاتها وآدابها . ولابد للخطاب الديني ان يكون موفقا ومقنعا للعقول والقلوب وان يراعي احوال المخاطبين. وان يخاطب المثقفين والذين عندهم قسط من العلم في مختلف فروعه بخطاب يتناسب مع ثقافتهم وعلمهم . *والتجديد سنة من سنن الكون وضرورة من ضرورات العصر التي لا غني عنها .پ مصداقا لقول رسول الله صل الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الامة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". والفرد والمجتمع معنيان دائما بالتجديد والتحديث . والتجديد والتطوير في الخطاب الديني لا يكون في ثوابت الدين والعقيدة . وإنما تطوير لغته ومضمونه والمطالبة بأخذ كل ما هو جديد لمواكبة الواقع المعاصر والتغيرات الحادثة والمستجدات المستمرة وما يحيط بها من تحديات .پ وعلي العلماء والدعاة ان يتزودوا الي جانب ثقافتهم الدينية الاصيلة الواسعة . بالكثير من الوان العلوم الاجتماعية كعلم النفس والتاريخ والاقتصاد وطبائع الافراد والامم . ولا يمكن تطوير الخطاب الديني الا بتطوير الخطيب والداعية وان يستمر في المطالعة والقراءة والبحث في كل ما هو جديد وحديث حتي يتسني له تطوير خطابه. وبدون هذا لا يمكن ان يتطور الخطاب الديني ...