في أول صدام للتيار السلفي مع وزارة الأوقاف شهدت محافظة المنيا وقائع أزمة حامية الوطيس بين ادارة الاوقاف ممثلة في الوزير الدكتور محمد مختار جمعة. والداعية السلفي الاشهر الشيخ محمد حسين يعقوب الذي وجهت له الدعوة لالقاء خطبة الجمعه في افتتاح مسجد بالمحافظة. وهو أمر طبيعي بل أنه تم تأجيل موعد افتتاح المسجد عدة مرات ليتلاءم ذلك مع مواعيد الشيخ التي عادة ما تكون مليئة لعدة أسابيع وربما أشهر. وفي محاولة منه لمنع الأمر وبعد ابلاغه من قبل رجاله بالمنيا تحرك الوزير وطلب عدم دعوة يعقوب للمسجد. ووجه وكيل أول الوزراة لشئون الدعوة فضيلة الشيخ محمد عز الدين للمنيا لالقاء خطبة الجمعه. وبالفعل توجه وكيل أول الوزارة للمسجد يرافقه وكيل الوزارة للاوقاف بالمحافظة لكن كانت المفاجأة المتوقعة بمنعهما من مجرد دخول المسجد. وكاد الامر يتحول لمعركة فما كان من الوزير الا ان وجه رجاله بتحرير محضر ضد الشيخ محمد حسين يعقوب باغتصاب منبر الاوقاف بدون وجه حق. من جهته أكد المهندس جلال مرة. أمين عام حزب النور. أن الحزب تحرك لحل مشكلة الشيخ محمد حسين يعقوب مع وزارة الأوقاف من أجل مصلحة البلاد ولتخفيف حدة الاحتقان في الشارع المصري لا لصالح فرد أو جماعة. رغم أننا لا نوافق علي منع خطيب أوقاف أو أي موظف من أداء عمله. من جانب آخر أكدت قيادات سلفية أن إلقاء الخطبة جاء بناء علي تنسيق بينه وبين القائم علي المسجد في المنيا¢. مشيرا إلي أن استقبال الناس بحفاوة للشيخ يعقوب وصعوده للمنبر مسجل بالفيديو ويؤكد أن الشيخ صعد المنبر بترحيب من المواطنين. وأن التنويه عن خطبة الشيخ يعقوب في محافظة المنيا من أيام كثيرة والإعلان عن الخطبة ملأت الشوارع قبل سفر الشيخ للمنيا. الأمر الذي يؤكد أن ما ذكره ممثل الأوقاف من اعتلاء المنبر بالقوة كذب صريح. وأن الشيخ يعقوب غير ممنوع من إلقاء الخطبة. من ناحية اخري اصدرت كل من دار الإفتاء المصرية ومشيخة الطرق الصوفية بيانا ادانت فيه تصرفات محمد حسين يعقوب وجماعته السلفية بالمنيا في اعتلاء المنبر بالقوة ومنع علماء الأوقاف من دخول المسجد وحتي الصلاة فيه. فقد نددت دار الإفتاء المصرية بمنع الشيخ محمد عز الدين - الخطيب بوزارة الأوقاف - من ممارسة عمله وأداء خطبة الجمعة بمسجد الرحمن الرحيم بقرية المطاهرة القبلية - مركز أبوقرقاص - المنيا. وتمكين بعض المحسوبين علي التيار السلفي الداعية السلفي محمد حسين يعقوب من اعتلاء المنبر وأداء خطبة الجمعة بما يعد مخالفة صريحة لآداب المهنة ويدخل ضمن التصرفات المشينة التي ينهي عنها الشرع ويجرمها القانون. وأكدت دار الإفتاء أن ما حدث يعتبر تعد واضح علي حرمة بيوت الله. وإشاعة للتشاحن داخل المسجد في يوم مبارك كيوم الجمعة. كما أنه يثير البلبلة بين المصلين. وأضافت الدار أن الاعتداء علي رجال الأوقاف ومحاولة السيطرة علي بيت من بيوت الله دون وجه حق لا يليق بمن يدعون أنهم دعاة إلي الله. وكان أولي بهم أن يراعوا حرمة المساجد وأن يلجأوا للطرق القانونية والشرعية إن أرادوا اعتلاء المنابر. طالبت دار الإفتاء الجهات المعنية باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية بيوت الله وخطباء الأوقاف ضد أي اعتداءات تقع عليهم من قبل أي طائفة تسعي لفرض سيطرتها علي بيوت الله واعتبرت الدار ذلك من أساسيات الحفاظ علي الأمن القومي المصري في هذه الفترة الفارقة من تاريخ الوطن. ومن جانبه. أكد الدكتور عبد الهادي القصبي. رئيس المجلس الأعلي للطرق الصوفية. أن المشيخة تعبر عن صدمتها واستيائها الشديد في انتقال مظاهر البلطجة إلي بيوت الله من جماعات "المتأسلفين". حسب وصفه. منتهكين حرمات المساجد. حيث قال الله عز وجل "وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادي بِظُلْمي نُذِقْهُ مِنْ عَذَاب أَلِيم". موضحا أنهم بذلك مستهينون بالقانون والهيئات التي تقوم علي تنظيم المساجد. وطالب القصبي باتخاذ الإجراءات الرادعة مع من استهان بحرمات الله وفق القانون. وشدد علي أن مشيخة الطرق الصوفية تقف جنبا إلي جنب مع وزارة الأوقاف وكافة الجهات» للقضاء علي الفوضي التي تحاول تشويه صورة الإسلام الحنيف.