لا تخطئ عين الشعبية التي يتمتع بها السيد عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي حاليا والمشير وزير الدفاع سابقا ولا يوجد موضوعي ينكر هذه الشعبية. وعلي الرجل أن يدرك أنه أصبح يعمل بالسياسة فيتقبل النقد بصدر رحب ويحلل ويفحص ويمحص ما يقال له وما يطلب منه وأهم ما يقال له إنه قد حان الوقت لأن يكون لمصر زعيم وليس مجرد رئيس. نعم زعيم له ثقله ووزنه في المجتمع الدولي. يحسب به الآخرون لمصر ألف حساب. خصوصا أنه لم ينقص مصر شيء سوي أن يفرز هذا الزعيم نفسه ويقول ها أنذا. فكل مقومات قوتها متوفرة ولكننا الذين نهدرها بالأنانية وحب الذات وإعلاء المصالح الدنيا للأفراد علي المصالح العليا للمجتمع ككل . لا أجد غضاضة في القول إنني في الأيام القليلة الماضية كنت أحسد الروس علي زعيمهم القوي فلاديمير بوتين وتمنيت أن يكون لمصر زعيم مثله. فالرجل رجل أفعال لا رجل أقوال. اتخذ قراره بضم شبه جزيرة القرم ونفذه في أربع وعشرين ساعة غير آبه بصراخ أمريكا وعويل أوروبا الذين توسلوا إليه تارة وتوعدوه تارة أخري ولكنه قال قولته التي حَجَّمتْهم : ¢ إن أية الدولة تغامر بضرب روسيا سوف تتحول إلي كتلة من اللهب ¢ وبعدها بدقائق بدأت التصريحات تتوالي من أمريكا وأوروبا بأنه لا نية لأية عمليات عسكرية. وحفظا لماء الوجه قرر بعضهم تنفيذ عقوبات ضد روسيا ولما هددت روسيا بالمعاملة بالمثل اضطرت مستشارة ألمانيا ميركل إلي التراجع بالقول لا يمكن لأوروبا أن تستغني عن الغاز الروسي . هكذا يكون الزعماء مثل بوتين وإلا فلا. يحققون لشعوبهم العزة والكرامة والقوة والمنعة فلا يدخلون بهم في نطاق مصالح دول أخري . والزعيم في اللغة هو من يكفل ويرعي القوم ويحقق لهم مطالبهم.دون أن يضطرهم إلي وقفات احتجاجية واعتصامات يومية ومطالب فئوية بسبب غياب العدل. وهو الذي ينافح ويكافح من أجل أن تتبوأ بلاده مكانة مرموقة بين الأمم. يهابه الأعداء علي عكس ما هو شائع في وطننا العربي يهابه شعبه ويتجرأ عليه أعداؤه . والزعيم الحق هو من يختار حاشيته وبطانته ممن يتصفون بالقوة والأمانة قال أهل العلم في هذا : ينبغي أن يعرف الأصلح في كل منصب. فإن الولاية لها ركنان: القوة والأمانة كما قال تعالي في قصة سيدنا موسي مع صاحب مدين : ¢ إن خير من استأجرت القوي الأمين ¢ القصص: 26. والقوة في كل ولاية بحسبها: فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلي شجاعة القلب والخبرة بالحروب والمخادعة لأن الحرب خُدْعَةى. وإلي القدرة علي أنواع القتال. والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلي العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة. وإلي القدرة علي تنفيذ الأحكام. والأمانة ترجع إلي خشية الله. وتركِ خشية الناس. نتمني أن يقيض الله تعالي لمصر زعيما يعرف قيمتها ويضرب بيد من حديد علي أيدي المفسدين في الداخل والخارج لأن المفسدين في الداخل هم الأغلبية وفي الخارج يتطاولون علينا . إهداء من أمير الشعراء أحمد شوقي إلي عمال مصر : أيها العمال أفنوا العمر كدا واكتسابا واعمروا الارض فلَوْلا سعيكم امست خرابا إن لي نصحا إليكم إن أذنتم أو عتابا في زمان غبي الناصح فيه أو تغابي أين انتم من جدود خلدوا هذا الترابا أَتْقَنوا الصنعة حتي اخذوا الخلد غلابا اتقنوا يحببكم الله ويرفعكم جنابا واطلبوا الحق برفق واجعلوا الواجب دابا