قبل أيام قليلة دعا الأزهر الشريف الأمة الإسلامية إلي إنقاذ الأقصي من محاولات التدمير التي يتعرض لها من قبل الكيان الصهيوني ويبدو للأسف الشديد أن نداءات الفلسطينيين لم تصل لآذان صانعي القرار في عالمنا العربي أو يبدو أنهم غير مصدقين لحقيقة الوضع في بيت المقدس والمخاطر التي يتعرض لها الأقصي الشريف ... التوافق من خلال هذا التقرير ترصد الأفكار الصهيونية حيال القدس والأقصي من خلال قراءة في الصحف وتقارير الهيئات المعرفية الصهيونية ودوائر صنع القرار الديني باعتبار أن صناعة القرار في اسرائيل هي صناعة دينية قبل أن تكون سياسية. والمتابع لما يتعرض له الأقصي سيدرك أن المؤسسة الصهيونية تواصل وبجد مخططاتها لبناء الهيكل المزعوم فبعد محاولة استصدار قانون من الكنيست الإسرئيلي لنقل الإشراف علي الأقصي من الأردن لاسرائيل بدأت المنظمات الصهيونية في إعداد العدة لوضع أساس الهيكل المزعوم وكثفت السلطات الصهيونية من حفرياتها أسفل المسجد الأقصي كجزء من مخططاتها سعيا لتمهيد الطريق أمام بناء الهيكل الثالث الذي يؤمن كل صهيوني بأن هدم المسجد الأقصي طقس أساسي من الطقوس التي يجب أن يقوموا بها من أجل بناء هذا الهيكل. ويخطئ من يظن أن الجرائم الصهيونية ضد الأقصي ستتوقف عند مجرد الحفريات أو منع المصلين من الدخول الي المسجد أو حتي هدم باب المغاربة أو بناء معبد يهودي من طابقين أسفل الأقصي. فكل هذه مجرد خطوات تمهد بها المؤسسة الصهيونية الطريق أمام عشرات التجمعات اليهودية المتطرفة التي باتت تعلن في وقاحة خططها المستقبلية والحاقدة تجاه الأقصي وتتصدر تلك المنظمات والجمعيات الصهيونية منظمات أمناء جبل الهيكلپوتاج الكهان والعودة إلي مدينة. ووفقا لدائرة المعارف العبرية فإن حلم بناء الهيكل الثالث كان محل جدل كبير بين الحاخامات اليهود منذ تخريب الهيكل الثاني علي يد تيتوس ابن القيصر الروماني اسفيانوس. وكان هناك رأيان للحاخامات اليهود.. الأول يري عدم الحاجة إلي إنشاء الهيكل الثالث إلي أن يظهر المسيح المخلص الذي ينتظره كل يهودي حيث يقوم ذلك المسيح المنتظر ببناء الهيكل الثالث بنفسه. أما الرأي الثاني فظهر في أعقاب ظهور الإسلام وكان له الكثير من المؤيدين الصهاينة من بين الحاخامات اليهود المتطرفين. ويرون ضرورة تمهيد الأرض لبناء الهيكل الثالث وكان أحد أهم ملامح تمهيد الأرض من وجهة نظرهم هو هدم الأقصي عدا حائط البراق الذي يظنون أنه الحائط الوحيد المتبقي من هيكل سليمان. وتضيف دائرة المعارف العبرية: أن التيارين الصهيونيين ظلا موجودين علي الساحة الصهيونية حتي حرب يونيو - حزيران 1967 حيث انتصر عقب هذه الحرب الرأي الساعي إلي هدم الأقصي. وعلي أثر ذلك اختفي الرأي الذي يري ترك مسألة بناء الهيكل الثالث للمسيح المنتظر. وهكذا ظهرت علي الساحة اليهودية العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التي وضعت ضمن أهدافها الأساسية ضرورة العمل علي تقويض أساسات المسجد المبارك حتي يستطيع الصهاينة إنشاء ذلك الهيكل من دون خوف. وقد قام العديد من تلك الحركات بالتخطيط الفعلي لنسف الأقصي ولكن خوف المؤسسة الصهيونية الرسمية من ردود الفعل الإسلامية خاصة الشعبية منها جعل تلك المؤسسة تتدخل دائما لوقف تلك المخططات. أما دائرة المعارف الحرة فتشير إلي أن هناك وثيقة إسرائيلية رسمية تحدثت في منتصف التسعينات عن ضرورة المسارعة في الجهود الرامية لتمهيد الطريق أمام بناء الهيكل الثالث بحيث تتم السيطرة الصهيونية علي أكبر قدر ممكن من المسجد الأقصي والأحياء الإسلامية المحيطة به حتي يتم إنشاء الهيكل الثالث علي مساحة تعادل ثلاثة أضعاف الهيكل القديم وفق المعتقدات الصهيونية وبحيث تكون الصورة النهائية لذلك الهيكل المزعوم علي الصورة نفسها التي جاءت في سفر حزقيال في العهد القديم. وتضيف دائرة المعارف الحرة أن حكومة الليكود السابقة وضعت بالفعل مجموعة من النماذج والتصورات عن شكل الهيكل الجديد بحيث أخلت منطقة القدس القديمة من أي بناء يرمز الي المسجد الأقصي وحل بدلا منه بناء مستطيل يشبه المعابد اليهودية القديمة رمزوا له بالهيكل الثالث وقد أعد تلك الخرائط والنماذج البروفيسور اليهودي الشهير دانيال ميخالسون وهو متخصص في علوم الهندسة والحاسب الآلي ويعمل في مؤسسة وايزمان. أفكار الهدم وفقا لما نشرته مجلة نقوداه العبرية الناطقة بلسان حال المستوطنين اليهود فإن هناك تيارا يمينيا متطرفا داخل الحكومة الإسرائيلية يمثله أفيجدور ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا يحرص علي تهيئة الرأي العام الصهيوني خاصة المتطرفين كي يلعبوا دورهم في الضغط علي الحكومة الإسرائيلية للاستمرار في منح الفرصة للمنظمات اليهودية التي تخرب أساسات الأقصي بدعوي الحفريات الأثرية. وفي الوقت نفسه تقوم التيارات اليهودية المتطرفة بالتواصل مع وسائل الإعلام العالمية من أجل العمل علي خلق رأي عام دولي يقف مع إسرائيل عند البدء في أولي مراحل بناء الهيكل. والحقيقة أن ما قالته المجلة كشف عن موقع إعلامي شعبي إسرائيلي يحمل عنوان الهيكل والحرية والانتصار حيث نشر مجموعة من المقالات تلقاها خلال أسبوع واحد بعد بدء هدم باب المغاربة الملاصق للمسجد الأقصي وجاءت عناوين تلك المقالات لتوضح مدي الشوق الصهيوني لهدم الأقصي حيث حمل المقال الأول عنوان: هل حان الوقت لهدم المسجد لبناء الهيكل؟ وهل حان وقت تقريب القرابين؟?. وقال شموئيل بن حامو أحد زعماء حركة القرابين وهي حركة تنادي بسرعة بناء الهيكل الثالث حتي يقدم اليهود قرابينهم في قدس الأقداس: إنه قد حان الوقت ليبدأ اليهود في إرسال تبرعاتهم من أجل البناء الجديد ولتبدأ التبرعات بأن يدفع كل مواطن يهودي سبعة شواكل. ووفقا لمعلومات نشرتها مجلة أومديا الصهيونية الناطقة بالعبرية فإن هناك خريطة ديموجرافية ومعمارية مستقبلية وضعتها حكومة إسرائيل في بداية عام 2000 تتحدث عن وضع مدينة القدس عام 2020 ومن ضمن ما جاء في هذه الخريطة إحصائيات تؤكد أن الخطط الإسرائيلية الحالية ستؤدي إلي أن تكون القدس كاملة عام 2020 مدينة صهيونية يهودية تقطنها أقلية مسلمة . أغسطس 2020 وقد أجرت صحيفة هاآرتس العبرية حوارا مطولا قبل حوالي ستة أسابيع مع جرشون شلومو زعيم منظمة أمناء جبل الهيكل أكد فيه أن هناك اتصالات قوية بين حكومة أولمرت وجماعة تهدف إلي البحث عن الأسلوب الأمثل لطرد العرب المسلمين الذين يحيطون بالأقصي ويمنعون كل محاولات جماعته والجماعات اليهودية الأخري الساعية إلي هدم الأقصي وبناء الهيكل الثالث. وكشف شلومو عن قيامه بتقديم خطة متكاملة إلي الحكومة الإسرائيلية للتخلص من الوجود الإسلامي في القدس وتقضي تلك الخطة بفتح باب التبرعات أمام يهود العالم والأثرياء المؤيدين للكيان بحيث يتم جمع مبالغ مالية كبيرة تستخدم في إغراء العرب المسلمين الذين يقيمون حول الأقصي من أجل مغادرة القدس وعدم العودة إليها وهكذا يمكن التخلص من عدد لا بأس به من المسلمين حسبما يقول شلومو أما من يرفض منهم الخروج فإن خطته تقضي بإلقائهم بالقوة خارج أسوار الأقصي. وتأسست قبل خمس سنوات تقريبا حركة صهيونية جديدة حملت اسم جماعة بناة الهيكل ويترأسها محام دولي صهيوني يدعي باروخ بن يوسف وتضم في عضويتها ما يزيد علي 700 شخص كلهم من المهندسين ورجال الأعمال وتهدف إلي شحذ همة اليهود والصهاينة من أجل الإسراع في الخطة التي تقضي بالاحتفال في شهر أغسطس/ آب عام 2020 ببناء الهيكل الثالث وإتمام إنشاء قدس الأقداس والمذبح المقدس. وجاء اختيار شهر أغسطس لأنه وفقا للرؤي الصهيونية يوافق تاريخ هدم الهيكل الثاني ويزعم اليهود أن حائط البراق الذي يطلقون عليه حائط المبكي يذرف الدموع طوال هذا الشهر من كل عام ولن يتوقف عن البكاء إلا عند إتمام بقية حوائط الهيكل. ورصدت عقيدتي ما يزيد علي 250 موقعا الكترونيا صهيونيا تجمع التبرعات وتؤجج المشاعر الصهيونية لدفع المتطرفين الي التعدي علي الأقصي بغية هدمه أو نسفه بل إن أحد زعماء حركة كاخ اليهودية المتطرفة ويدعي دافيد عبري قالها صراحة: إن من يخلص اليهود من الأقصي ليساهم في بناء الهيكل هو شخص قرر أن يفتدي الأمة اليهودية كلها. وقد نجحت الجماعات الصهيونية بالفعل قبل عام تقريبا في إقامة معبد يهودي صغير أسفل جدران الأقصي يدخلونه في حماية الجيش الإسرائيلي حيث يقيمون فيه صلواتهم. ووضعوا في أحد أرجائه الشمعدان الذهبي الذي جهزوه ليضعوه في قدس الأقداس عقب إتمام بناء هيكلهم المزعوم. وتعليقا علي تلك المعلومات يقول. الدكتور محمد الدسوقي الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة : إن الصهاينة استغلوا غياب العرب عن الساحات الدولية ونجحوا في نشر كذبهم المنظم وضللوا العديد من الهيئات والمنظمات الدولية التي أصبحت تتعامل مع القدس علي أنها مدينة يهودية الطابع تحتوي فقط علي بعض المقدسات الإسلامية البسيطة. وأصبح العالم علي استعداد لقبول الواقع الذي تفرضه إسرائيل وليس الواقع التاريخي الحقيقي ولو استمر الوضع علي ما هو عليه فسوف تنجح إسرائيل والصهاينة في تقويض الأقصي ولن يتحرك وقتها سوي المسلمين الذين سيملأون الدنيا ضجيجا. ويضيف د. الدسوقي: أن وسائل الإعلام تنقل بين الحين والآخر المعلومات حول الخرائط التي أعدها الصهاينة لهيكلهم المزعوم والمجسم المعماري الذي أعدوه لهذا الهيكل وحتي مواد البناء التي جهزوها وحفظوها في أماكن سرية. بل إن هناك من تحدث عن إعدادهم لأثواب الحاخامات الحريرية التي سيرتدونها في أول أيام الاحتفال بتدشين ذلك الهيكل. وكل هذا والأمة الإسلامية تكتفي بالمؤتمرات والبيانات ورغم أن هناك من يبذل جهودا ضخمة للإعداد لهذه المؤتمرات إلا أن الصهاينة لا يفهمون لغة الشجب والاستنكار ويجب علي المسلمين أن يكشروا عن أنيابهم ولو قليلاً حتي يدرك الصهاينة أن للمسلمين أنيابا يجب أن يخشوها. ويجب أن يتكاتف المسلمون جميعا من أجل مواجهة الأكاذيب الصهيونية علي المستوي الدولي بحيث يتم توضيح الحقيقة لدوائر صنع القرار وحتي للرأي العام الشعبي في الغرب. وينبغي التركيز علي إسلامية الأقصي ومن حوله مدينة القدس ويجب أن يتعاون الجميع علي دعم الشعب الفلسطيني المرابط حول الأقصي وفي الوقت نفسه يجب أن تقوم المنظمات الإسلامية الكبري بدورها في تنشيط الدور الإسلامي لحماية مقدساتنا. وعلي الدول العربية والإسلامية الكبري أن تقوم بدور فعال وقوي بالضغط علي القوي العالمية الكبري لإجبار إسرائيل علي التخلي عن أحلامها الصهيونية غير الشرعية في القدس والأقصي. وأخيرا يجب علي الفلسطينيين المرابطين في الأقصي وحوله أن يثقوا في أن الله معهم وأنهم حائط الصد الأول الذي يقع عليه عبء إفشال المخططات الصهيونية التي تستهدف المقدسات الإسلامية في القدس. الحقوق المزعومة ويقول د. محمد أبو غدير أستاذ الدراسات العبرية في جامعة الأزهر: اليهود وبشهادة التاريخ المحايد ليست لهم أية أماكن مقدسة في القدس وحتي حائط المبكي الذي يزعمون أنه أحد جدران هيكل سليمان المزعوم لم ينجح عالم آثار إسرائيلي واحد في إثبات ذلك رغم كل الحفريات التي قاموا بها. بل الغريب أن آخر حفرياتهم أسفر عن اكتشاف آثار إسلامية ليثبت ذلك بالدليل القاطع أن اليهود ليس لهم أي حق في القدس ولكن ما يدعو للأسف هو أن إسرائيل نجحت بشكل أو بآخر في الترويج لعكس ذلك كله مستغلة انعدام الفهم العالمي لطبيعة قضية القدس. والذي قد لا يعلمه الكثيرون أن العلمانيين اليهود هم المحرك الأساسي لهدم الأقصي وبناء هيكلهم المزعوم من أجل استمرار ارتباط اليهود بأرض فلسطين ودفع من يرفضون الهجرة إلي فلسطين إلي الهجرة تحت تأثير الوازع الديني وهو ما يشير وبوضوح إلي أن مسألة بناء الهيكل ما هي إلا أكذوبة كبيرة روجها الصهاينة الأوائل لجذب المزيد من يهود العالم إلي فلسطين. ومن الواضح أن من روجوا للمشروع الصهيوني الديني نجحوا في خلقه ونحن الآن نري النتيجة في صورة مخططات جاهزة لإعادة بناء الهيكل المزعوم علي أنقاض المسجد الأقصي ويروجون كل يوم للأخطار التي تحيط بالمسجد المبارك حتي لا يفاجأ المسلمون ذات يوم عندما يقوم أي متطرف يهودي بتخريب المسجد وعندها ستقول إسرائيل إنه شخص مخبول ولا مانع من محاكمته وسجنه طالما أنه حقق الحلم الصهيوني المتجدد وطالما اكتفينا نحن بالشجب والإستنكار . مؤتمر عالمي أما الدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية سابقا وأستاذ الشريعة بجامعة حلوان فينادي العالم الإسلامي بضرورةپ العمل علي عقد مؤتمر إسلامي عالمي يشارك فيه نخبة من العلماء غير المسلمين من المحايدين من أجل پمواجهة پالتحركات والمخططات الصهيونية علي أن يخرج هذا المؤتمر بخطوات إسلامية حقيقية وقوية تتناسب مع الخطر الذي يحيط بالمسجد المبارك . پ ويضيف د. الجندي : پأننا لو طلبنا حكم الشرع في صمت المسلمين حيال الخطر المحدق بلاأقصي پفسوف نجد أن أي صمت إسلامي علي تهديد أولي القبلتين وثالث الحرمين يعد جريمة شرعية كبري لأن الإسلام لا يبيح الصمت حيال تدنيس مقدساتنا وتعريضها للخطر وهو الأمر الذي لا يجب أن نسمح به علي الإطلاق خاصة وأن الأقصي يعد جزءاً من عقيدة المسلمينپ باعتباره محور معجزة الإسراء والمعراج پفإليه انتهي الإسراء پپومنه بدأ المعراج إلي السماوات العُلا پپفالمعجزة جزء من العقيدة پپوفيه صلي رسول الله صلي الله عليه وسلم إماماً بالأنبياء والرسل جميعاً پوتسلمه عمر رضي الله عنه دون أن تراق قطرة دم . ووقع مع صفرونيوس زعيم المسيحيين وثيقة الأمن والسلام ¢ العهدة العمرية ¢ التي نسير علي هداها حتي الآن كما حرره الناصر صلاح الدين من الصليبيين فإن مكانة المسجد الأقصي العقائدية لدي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها جعلتها مطمعاً للغزاة . وويجب أن نعمل جاهدين حتي يدرك الرأي العام العالمي أن الاحتلال الصهيوني للقدس وتخريبه للأقصي ببطء پيعد أبشع صور الغزو علي مر التاريخ پلأنه احتلال پيدنس المقدسات وينتهك الحرمات بمخططات ومؤامرات لا تخفي علي أحد . ومن هذا المنطلق فيجب عمل توعية كبري في كل المنطقة الإسلامية بهذا الخطر الصهيوني المحيط بالأقصي وحملة التوعية ليس المقصود بها علماء الدين فحسب بل مقصود بها كل المسلمين ويجب أن يلعب الإعلام الإسلامي دوراً قوياً في تعبئة الرأي العام الإسلامي لمواجهة المخططات الصهيونية خاصة وأن مخطط التهويد والاستيطان الصهيوني والحفر اسفل المسجد الاقصي قد بلغ علي ارض الواقع مرحلة تتسم بالخطورة الشديدة علي الطابع العربي والسكاني ليس علي المسجد الاقصي فحسب وانما علي المدينة المقدسة كلها. ولهذا فإن نشر القضية وتعميقها في نفوس الرأي العام الإسلامي أمر مهم وضروري لإحياء قضية القدس والأقصي لأن أخطر ما يمكن أن تواجهه قضية عادلة ومقدسة مثل قضية الأقصي هو آفة النسيان مع مرور الزمن وطول الأمد وفرض الأمر الواقع بالتهويد والاغتصاب يمكن أن ينطمس الحق وتغيب آثاره ومعالمه في الزمان والمكان فلا يمكن التعرف عليه ولا علي أصحابه الحقيقيين والأصليين وإن الرد علي خطر النسيان بل محاولات تغييب الأقصي وطمسها في الذاكرة هو أن نتذكر وأن تبقي الذاكرة حية متوهجة لا تضل ولا تنسي من هنا تأتي أهمية نشر كل ما يهم الأقصي في اماكن بارزة في وسائل الإعلام الإسلامية پحتي تبقي القضية حية في ذاكرة المسلمين والعرب ذاكرة كل الشعوب الحرة والحية والمؤمنة بالحرية والعدالةوحتي يصبح الأقصي ضد النسيان وضد كل محاولات طمس الحقيقة وطمس القضية وتضييعها ودفنها في الرمال . الوحدة الإسلامية من جانبه يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء : للأسف الشديد فإن الصهاينة نجحوا في اختيار الوقت المناسب لتهديد الأقصي وتدنيسه وإقامة احتفالاتهم الماجنة في ساحته الشريفة فلقد شغل المسلمون أنفسهم بفتن عاصفة داخلية وخارجية فهناك فتنة عرقية طائفية دينية في العراق پوهناك اقتتال علي المشروعية السلطوية في فلسطينوهناك فتنة بين علماء السنة والشيعة وكل طرف يتحرش بالأخر دون أن ندرك أننا بذلك نساهم في تهويد الأقصي وتنفيذ كافة المخططات الصهيونية حياله ولهذا فإن وحدة الأمة هي المفتاح الوحيد لتعديل الخلل في ميزان القوة بيننا وبين عدونا لذلك فإن الطريق لتحرير القدسوفلسطين تبدأ باستنهاض الأمة لتحقيق وحدتها إن الجدل حول ثنائية الوحدة والتحرير أصبح محسوماً في عقولنا ووعينا فلا بد من تحقيق الوحدة لبلوغ هدف التحرير وإذا كانت الوحدة العضوية أو الكيانية السياسية صعبة أو مستحيلة اليوم وهذا حلم كبير يجب أن يبقي مائلاً فيپ أذهاننا فلنتفق علي وحدة هدف ووحدة قضية ووحدة مصالح ووحدة أولويات صحيحة ووحدة قاسم مشترك يجمع الأمة علي اختلاف مشاربها كما أن الفلسطينيين أنفسهم سواء من فتح أو حماس عليهم بالتوحد من أجل التصدي سوية لحملة تهويد الأقصي والتي صعد الاحتلال من وتيرتها في الآونة الأخيرة بهدف تفريغ المدينة من سكانها الأصليين ويجب علي كل المسلمين دون استثناء تغليب الانتماء إلي المقدسات بدلا من الانتماء إلي المذاهب والفرق المتناحرة .