كشف البروفسيور أبشلوم ويلين الأكاديمي اليهودي المعروف النقاب عن ان للقدس وجهاً إسلامياً يجب ان يعترف به اليهود اذا كانوا يرغبون في الحياة بسلام وأمن في منطقة الشرق الأوسط. وقال أبشالوم في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في عددها الصادر هذا الأسبوع انه وخلال ستة وأربعين عاماً كانت القدس هي الصخرة التي تحطمت عليها كل محاولات إقرار السلام بين اليهود والمسلمين بسبب تطرف قلة من اليهود الذين لا يرغبون في ظهور دولة للفلسطينيين رغم أن قيام هذه الدولة هو الذي يمنح الفلسطينيين الأمان الذي يبحثون عنه. واضاف أبشلوم: ان الآلة الصهيونية نجحت في إيهام اليهود منذ حرب الخامس من يونيو بأن القدس مدينة مقدسة لليهود رغم ان هذا غير صحيح فللقدس وجه إسلامي كما ان لها وجهاً يهودياً فالثابت ان المسجد الأقصي وقبة الصخرة هي مقدسات إسلامية قديمة للغاية ولن يستطيع المسلمون غض النظر عن تهويدها بأي حال من الأحوال وقد سبق واعترف زعماء يهود متشددون بالوجه الإسلامي للقدس لدرجة أن موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي الراحل قام بمنع رفع علم إسرائيل فوق الأقصي أو قبة الصخرة عقب حرب يونيو 1967 عندما حاول أعضاء الجامعات اليهودية المتطرفة استغلال هزيمة العرب في هذه الحرب من أجل تهويد كل المساجد والمقدسات الإسلامية بالقدس. ويقول أبشلوم: يجب أن نقر اننا كيهود حاولنا مراراً وتكراراً إخراج القدس من كل جولات الحوار بيننا وبين الفلسطينيين ولكنهم رفضوا ونحن فشلنا في إقرار ذلك وهو أمر يجب ان ينبهنا إلي حقيقة ان المسلمين لن يتنازلوا عن مقدساتهم في القدس مهما مر من زمن ويجب أيضاً ان نتذكر علامات الزعيم اليهودي الكبير مؤسس دولة إسرائيل -ديفيد بن جوريون- الذي اكد في آخر لقاء صحفي معه أنه علي استعداد لإعادة القدس كلها للمسلمين إذا كان ذلك سيضمن لليهود مائة عام من السلام مع جيرانهم العرب والمسلمين حيث ادرك بن جوريون في اواخر أيامه أن مصير الأمة اليهودية مرتبط بإقرار حق المسلمين في القدس وعدم الهرولة وراء معتقدات الصهيونية العالمية التي تري ان الاستيلاء علي القدس أهم من مستقبل الأمة اليهودية. وأنهي الأكاديمي اليهودي الكبير مقاله التاريخي قائلاً: علي كل يهودي ان يزيل القداسة المزعومة عن القدس إذا كان يرغب في أن تحيا الأمة اليهودية في سلام فنحن ومع بداية العام الواحد والستين لإنشاء الدولة العبرية علينا أن نلاحظ المعطيات التي يفرضها علينا الواقع فالمسلمون لن يتركونا نستولي علي مقدساتهم والحركات الدينية الإسلامية تثير حماس الشعوب المسلمة ونحن لن نستطيع ان نحيا وسط كل هذا العداء والكراهية فالواقع يؤكد اننا بدون القدس سنحيا بسلام ويمكننا ان نقتسم المدينة مع المسلمين وهم سبق ان وافقوا علي العديد من قرارات مجلس الأمن التي تطالب بتقسيم القدس بين اليهود والمسلمين والجدير بالذكر ان هناك فتاوي يهودية أفتي بها عدد من الحاخامات الكبار يؤكدون فيها أن دخول اليهود باحة المسجد الأقصي أو جبل الهيكل كما يزعمون محرم تماما وأي يهودي يفعل ذلك يكون قد اقترف ذنبا عظيما . كان الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين قد حذر قبل أيام قليلة من مخطط صهيوني للاستيلاء علي المسجد الاقصي واتهم جماعات صهيونية متطرفة. باقتحام ساحات المسجد يوميا وارتكاب اعمال فاحشة. وشرب الخمر. والصلاة في ساحاته. وقال التميمي ان حوالي 500 صهيوني متطرف يقتحمون ساحات المسجد الاقصي من جهة باب المغاربة بشكل يومي مدعومين من الشرطة الاسرائيلية. واضاف ان اليهود يستخفون بمشاعر المسلمين وقد رصدناهم يرتكبون الفواحش ويقيمون علاقات غير شرعية ويشربون الخمر في ساحات المسجد الاقصي. ويقول التميمي ان هؤلاء اليهود اصبحوا مؤخرا يدخلون بشكل منظم ويقودهم أعضاء كنيست من احزاب دينية يمينية متطرفة. واضاف لقد بدأوا أيضا يقرأون التلمود بأصوات مرتفعة في ساحات الحرم الشريف مؤكدا أن أصواتهم تشوش علي صلاة المسلمين . وحذر التميمي من إقدام اسرائيل علي تكرار نموذج الحرم الابراهيمي في الخليل بحجة حماية المستوطنين اي تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود وقال: ربما ايضا تستولي عليه كاملا وتابع انها -اسرائيل- تبني سلسلة كنس حول المسجد واسفله. وتخطط لبناء اكبر كنيس في العالم في ساحة البراق -حائط المبكي حسب المزاعم اليهودية - وتمنع من تشاء من دخول المسجد وتتحكم بأبوابه . إلا ان القلق الاكبر الذي يساور التميمي: ومسئولين في الاوقاف والجماعات الاسلامية في القدس. هو انهيار المسجد كاملا. وقال التميمي الحفر تحت اساسات الاقصي وصلت إلي خطر شديد. لقد اذابت اسرائيل كل الصخور تحته بمواد كيماوية وازالت كل الاتربة واضاف: المسجد معلق في الهواء. هناك تصدعات في الاسوار الغربية وانا اقول بشكل واضح. ومسئول عن كلامي ان اية هزة ارضية ستسقط المسجد. وبحسب التميمي فإن مهندسي بناء مختصين اجروا الدراسات اللازمة التي اثبتت انه مسجد معلق في الهواء وآيل للسقوط وكانت جماعات يهودية متطرفة قد اعلنت مؤخرا. أنها نجحت في اقتحام المسجد الأقصي بالمئات وقرأت نصوصاً دينية يهودية بشكل جماعي وبأصوات عالية برعاية السلطات الاسرائيلية . والحقيقة أنه ومنذ أمد بعيد يخطط اليهود لإقامة ما يسمونه الهيكل الثالث علي أنقاض المسجد الأقصي فعندما أقام الصهاينة دولتهم علي أرض فلسطين عملوا علي تنفيذ تلك المخططات فقد أنشأوا في فلسطين عدداً من المنظمات المعنية ببناء الهيكل علي أنقاض الأقصي منها حركة الاستيلاء علي الأقصي. وتأسست عام 1968م علي يد موشي ليفنجر. ومنظمة يشيفات أتريت كوهانين ومعناه التاج الكهنوتي ولديها مخططات هندسية كاملة لما تسميه الهيكل الثالث وجماعة جوش ايموفيم "ومعناها كتلة الإيمان" وأسسها موشي ليفنجر أيضاً عام 1973م وجماعة أمناء الهيكل وتقوم بأداء الصلوات بجوار المسجد الأقصي بانتظار أن تصلي في الهيكل بعد حين و مؤسسة الهيكل المقدس. وأسسها ستانلي جولدفوت و جمعية صندوق جبل الهيكل. وأسست عام"1983م" وأسسها الثري المسيحي تيري اونهوفر. كما أنشأت الحكومة الإسرائيلية خمس مدارس دينية تعلم الطلاب عن الهيكل وطقوسه وتاريخه كما ينعقد في القدس مؤتمر سنوي لرابطة "إعادة بناء الهيكل" بمباركة ومشاركة حكومية والرابطة تضم عشر منظمات كبري تشترك في تنظيم المؤتمر ويحضره آلاف من اليهود المتدينين من منظمات أخري يجمعهم قاطبة أنهم أعضاء في منظمات يهودية سرية وعلنية تدعو جهاراً إلي التعجيل بهدم الأقصي وبناء الهيكل . وقد تعرض المسجد الأقصي لاعتداءات آثمة متكررة وقد قامت الجماعات اليهودية والجيش الإسرائيلي منذ عام 1967م الذي احتل اليهود فيه القدس وحتي عام 2008م مئات الأعمال العدائية ضد المسجد الأقصي ومن هذه الاعتداءات الإستيلاء عليه وتدنيس حرمته عام 1967م وقد قال دايان وزير الدفاع حينذاك: اليوم فتحت الطريق إلي بابل ويثرب ويومها قال وزير الأديان زيرخ فارهافتك : ¢أنا لا أناقش أحداً في أن الهدف النهائي لنا هو إقامة الهيكل. ولكن الأوان لم يحن بعد. وعندما يحين الموعد لابد من حدوث زلزال يهدم الأقصي ونبني الهيكل علي أنقاضه ¢ ويري علماء الأثار المسلمين أن الحفريات التي تجري في أساسات المسجد الأقصي وتحته ما هي إلا توطئة للزلزال الذي يحلم به المتطرفون اليهود . ومن أبرز التهديدات التي تعرض لها الأقصي عبر تاريخه ما حدث في وفي 15 اغسطس 1967م حينما دخل الحاخام الأكبر شلومو غودين بالزي العسكري ساحة المسجد الأقصي برفقة عشرين من ضباط الجيش الإسرائيلي وأخذ المقاسات لساحة المسجد. وأعلن تحديد مكان الهيكل. وأنشأ ما سمي بحركة إسرائيل الكبري. وفي 21/أغسطس/1969م" تعرض المسجد الأقصي للحرق علي يد الأسترالي دينيس مايكل وقد أفرج عنه فيما بعد بحجة أنه مجنون وفي عام 1970 بدأت السلطات الإسرائيلية في حفر الأنفاق أسفل الأقصي من جهته الجنوبية والغربية ووصلت تلك الأنفاق إلي ما تحت مسجد النساء عام 1977 وفي عام 1977 بدأت اسرائيل في بناء معبد يهودي تحت الأقصي وقد افتتحه رئيس وزراء إسرائيل عام"1986م". كما تم عام "1979م" إنشاء نفق واسع طويل يمر تحت المسجد من شرقه إلي غربه. وفي "2/3/1982م" قام 15 متعصباً من جماعة أمناء جبل الهيكل باقتحام أحد الأبواب الخارجية للمسجد الأقصي باب السلسلة واعتدوا علي الحراس واشتبكوا معهم. وفي "27أبريل1982م" قام الحاخام كاهانا ومعه مائة متطرف يهودي بمحاولة لاقتحام المسجد الأقصي وحملوا صورة ضخمة تجعل الهيكل مكان الأقصي. وفي "1أغسطس1984م" اكتشف حراس الأقصي عدداً من الإرهابيين اليهود يعدون لعملية نسف المسجد الأقصي ولا عناية الله لما بقي حجر علي حجر من المبني الشريف. وقد سمحت الحكومة الإسرائيلية خلال عامي 1995و 1996م لمؤسستين إسرائيليتين وهما: شركة الآثار الإسرائيلية وشركة تطوير القدس بإجراء المزيد من الحفريات وتكمن خطورة هذه الحفريات في أنها تهدد أساسات المسجد الأقصي في المرحلة الحالية. وتسهل أو تكمل مشروع بناء الهيكل في المراحل التالية وكانت قصة الافتتاح الرسمي لنفق الحشمو نائيم في سبتمبر عام 1996م بمثابة لفت نظر لتبني الدولة رسميا لمثل هذه المشروعات . وقبل أيام قليلة افتتحت اسرائيل بشكل رسمي كنيساً يهودياً أقيم علي أرض وقف إسلامي يبعد عشرات الأمتار فقط عن المسجد الأقصي المبارك يقع من جهة الجدار الغربي للمسجد الأقصي المبارك في المنطقة الواقعة أقصي شارع الواد ما بين حائط البراق وسوق القطانين في البلدة القديمة في القدس ويرتبط هذا الكنيس بشبكة من الأنفاق والحفريات وقد أطلق عليه اسم إوهل يتسحاق . الأمر الأكثر إثارة أن وسائل الإعلام العبرية كشفت النقاب عن وجود مزرعة أنشئت قرب تل أبيب تربي فيها أبقار صفراء لتكون قرابين تذبح عند اكتمال بناء الهيكل المزعوم . يقظة المسلمين وتعليقا علي ذلك يري الدكتور محمد أبو غدير أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر أن اليهود لن يتراجعوا عن التخلص من الأقصي بأي حال من الأحوال ولهذا فعلي المسلمين اليقظة التامة والعمل علي مواجهة كافة المخططات الصهيونية الساعية لتهديد المسجد المبارك . ويضيف د .أبو غدير: لعل الكثيرين لا يعلمون أن الإستخبارات الصهيونية كشفت عشرات المخططات التي خطط لها يهود متطرفون من اجل نسف الأقصي منها ما حدث عام 1980 عندما ألقت السلطات الإسرائيلية القبض علي مجموعة كانت تنوي نسف المسجد الأقصي واكتشف بحوزتها كميات كبيرة من المتفجرات لتنفيذ الجريمة. وفي 1982 اكتشف حراس المسجد الأقصي طرداً مشبوهاً يحتوي علي متفجرات موقوتة وفي 1983 - يوم جمعة - اكتشف حراس المسجد الأقصي كذلك طرداً مشبوهاً يحتوي علي ثلاثة كيلوغرام من المتفجرات وفي 1982 خطط أحد قادة حركة كاخ لنسف المسجد الأقصي كما حاولت مجموعة من اليهود في 1984 الدخول إلي المسجد الأقصي وهم يحملون ثلاث قنابل يدوية وست حقائب من المتفجرات في محاولة لنسف المسجد وعثر في 27/1/1984 علي 18 قنبلة يدوية وعشرة كيلوجرامات من المتفجرات قرب السور الشرقي للمسجد. وعلي ثلاث قنابل مخبأة في قطعة قماش عند باب الأسباط في عام 1984 واسرائيل عندما تتبع تلك المحاولات وتكشفها إنما تفعل ذلك خوفا من رد الفعل الإسلامي خاصة علي المستوي الشعبي فهي تنتظر الفرصة المناسبة لتنفيذ مخططاتها تجاه الأقصي . ويشير د . أبو غدير إلي أن وسائل الإعلام الصهيونية تحرص بين الحين والآخر علي بث تقارير تتحدث عن تصوراتهم للتخلص من الأقصي فمثلا نشرت صحيفة معاريف في أحد هذه التقارير أن القيام بعمل ضد الأماكن الإسلامية قد يأخذ أحد الأشكال الثلاثة إما انتفاضة شعبية عارمة من مئات ألوف المتطرفين حيث يقومون بسلسلة عمليات شغب عنيفة لإشاعة جو من الفوضي يتم خلاله تنفيذ ما يريدون أو يقوم متطرف يهودي واحد دون شركاء وبدون مساندة أو إعداد سابق بهذا العمل مثل ما قام به عامير في قتل رابين أو باروخ جولد شتاين في مذبحة المسجد الإبراهيمي ولا مانع من أن يقوم طيار يهودي بتنفيذ عملية ضخمة وتفجير الأقصي بالصواريخ في إحدي طلعاته التدريبية. أما الافتراض الثالث فهو أن تقوم خلية يهودية سرية بتوجيه ضربتها مستخدمة القنابل أو الصواريخ !! وهناك طريق رابع يضيفه بعض المتابعين للموضوع وهو إمعان اليهود في المزيد من إضعاف أساسات المسجد وتفريغ الأرض من تحته عبر الأنفاق المختلفة ثم الادعاء عند أي هزة أرضية طبيعية أو صناعية أن المسجد هُدم قضاءً وقدرا وهو الأحتمال الأقرب للتنفيذ خاصة أن المتابعين للأمر في القدس يؤكدون أن المسجد الأقصي أصبح مسجدا معلقا في الهواء بفعل الحفريات الصهيونية ويهدف اليهود من وراء تنفيذ ذلك المخطط إلي إعفائهم من ويلات ردود الأفعال الإسلامية في حال تعرض الأقصي لأي مكروه وانا أذكر أنه في هذا الصدد نشرت جريدة يديعوت أحرونوت خبراً بعنوان: "يهودي مجنون قد ينسف الأقصي أو قبة الصخرة". وجاء في الخبر: يخشي قادة "الشاباك" - جهاز الأمن - أن يقوم متطرف من "اليمين الإسرائيلي" بالاعتداء علي المسجد الأقصي أو قبة الصخرة بهدف الإجهاز علي العملية السلمية نهائياً وذكرت الصحيفة أن "سيناريو" الاعتداء عُرض علي رئيس الوزراء "نتنياهو" في اجتماع حضره وزير العدل والأمن الداخلي والمالية. إضافة إلي رئيس بلدية القدس. ورئيس جهاز "الشاباك" والمفتش العام للشرطة. وأعربت الصحيفة عن تخوفها من أن يؤدي الاعتداء علي المسجد الأقصي أو قبة الصخرة إلي إحراق المنطقة كلها .