قد أزعجت أعمال بعض طلاب الجامعات في الأيام القليلة الماضية. من عدوان علي أساتذتهم. والمنشآت التي يتعلمون فيها بالمجان. وقد شاهدنا ذلك في كثير من الكليات الجامعية. خاصة جامعة الأزهر الشريف ذات التاريخ العريق الذي يفخر به كل مصري أصيل. قد أزعجت هذه الأعمال الكثير من المواطنين. وغيرهم من الذين يحبون مصر ويعرفون تاريخها العريق. وحضارتها الفريدة. خاصة الآباء والأمهات من أولياء الأمور لهؤلاء الطلاب الذين يسيئون لأساتذتهم. ويحطمون ويكسرون منشآتهم التي يتلقون فيها العلم والتعليم بالمجان. إنهم يخربون بيوتهم بأيديهم. وكذلك أزعج هؤلاء المشتغلون بتربية النشء وتعليمهم من ذوي التخصصات الدقيقة في المناهج الدراسية التي تعتبر من أكثر الوسائل. وأقوي الآليات فعالية في إعداد النشء من حيث تزويدهم بالمعارف والمعلومات والثقافات المفيدة. وإكسابهم المهارات البناءة. وتكوِّن لديهم الاتجاهات والقيم السوية. التي تجعلهم يعرفون قدر وفضل أساتذتهم عليهم. ويحبون وطنهم حيث حب الوطن من الإيمان كما يتضح من قول الرسول الأعظم محمد "صلي الله عليه وسلم" والقدوة الصالحة لكل إنسان وهو يهاجر من مكة بلده ومسقط رأسه عليه السلام. يهاجر إلي يثرب المدينةالمنورة يهاجر مكرهًا من أهله. ومأمورا من ربه.. ينظر إلي مكةالمكرمة وهو يقول ما مضمونه ومحتواه: "إنك أعز بلاد الله إليَّ ولولا ان أخرجوني منك ما خرجت".. أليس هذا درساً واضحاً في حب الوطن؟! بلي ورب الكعبة إنه درس مفيد. ولكن هل من مستفيد؟ ومن يحب وطنه يفدي كل ذرة من ذرات ترابه بحياته. ويحافظ علي منشآته. خاصة التعليمية حيث إليها ينتمي.. فلماذا هذه البذاءات من هؤلاء الطلاب علي أساتذتهم الذين ينبغي أن يكون لكل منهم منزلة ومكانة الوالدين. وما هي الوسائل والآليات التي تعيد هؤلاء الطلاب إلي رشدهم. وتحميهم من الانحراف والانجراف إلي الجريمة والخطر؟! تساؤلات كبيرة. وأسئلة كثيرة تتطلب إجابات علمية واضحة ودقيقة تعالج المرض. وليس العرض. كما نقرأ ونسمع ونشاهد. والحل من وجهة نظري أراه يتمثل في الآتي: أولاً: الخبرات والمناهج الدراسية من رياض الأطفال حتي المعاهد والكليات الجامعية. مناهج تربوية وتعليمية تقوم وتعتمد علي أسس ومعايير علمية وفق الاتجاهات الحديثة في المناهج الدراسية يعدها ويطورها ويقومها أهل التخصصات الدقيقة -غير ذات النتوء- وأصحاب التاريخ التربوي المستقيم القويم من أصحاب الرسالة أو القضية يقول الحق تعالي: "اتقوا الله ويعلمكم الله". ثانياً: أما الصيدليات التي نجد فيها ذلك الدواء البلسم الناجع فهي المدرسة من روضة الأطفال. ومدرسة التعليم الأساسي حتي المعاهد والكليات الجامعية. خاصة المكتبات المدرسية والجامعية. ثالثاً: أما الصيدلاني الذي يُعدُّ هذا الدواء المرجو. ويقدمه للنشء الذين يرجوهم أولياء الأمور من الآباء والأمهات. كما ترجوهم الأوطان في كل زمان ومكان. خاصة مصر. ذلك الوطن عريق التاريخ. فريد الحضارة. ذلك الطبيب الماهر حسن الاستعداد. جيد الاعداد. إنه المعلم المعلم المعلم. إن المرض مهما كانت أعراضه مزعجة. فالمرضي قليلون. والأطباء المعالجون -بحمدالله وفضله- موجودون. ومستعدون للعمل من أجل هذا الوطن العزيز الغالي مصر ذات التاريخ العريق والحضارة الفريدة.. ولكن -وللأسف الأسيف- هؤلاء الأطباء مبعدون أو مبتعدون ولذلك كثيراً ما نري المدارس عبارة عن مراكز إيواء. والمكتبات خواء. والمعاهد والكليات ملاجيء غير الأوفياء. اللهم ما أشهد أني قد بلغت يا وزراء التربية والتعليم العالي.