تهتم معظم الدول فى الوقت الحاضر بتنمية الموارد البشرية باعتبارها ثروة قومية تفوق فى الأهمية الثروات المادية، لأن الثروات المادية تنفد أو تقل قيمتها مع مرور الزمن أو بفعل عوامل أخرى، والموارد البشرية إذا ما تم إعدادها بطرق سليمة وحديثة تتمكن من إدارة واستثمار الموارد المادية بأسلوب صحيح يحافظ عليها ويطورها ويستثمرها، وهذا يؤدى إلى ازدهار اقتصاد الدولة. ويوضح الدكتور محمد أمين المفتى، أستاذ المناهج وإستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية، بأن تكوين الموارد البشرية وتنميتها يبدأ من السنوات الأولى من التعليم ويستمر حتى التخرج فى الجامعة والالتحاق بالعمل، ثم تبدأ مرحلة التنمية المهنية التى تختلف حسب نوعية العمل. وهذا الأمر يطرح عدة تساؤلات هى من المسئول عن تكوين النشء فى المؤسسات التعليمية، هل يمكن أن يقوم أى إنسان يحمل شهادة جامعية بمسئولية تعليم النشء، أم أن هناك إعدادا خاصا فى كليات معينة تؤهل الإنسان كى يكون معلما ويقوم بعملية تعليم النشء، وما طبيعة هذا الإعداد وبرامجه، وأخيرا ما مواصفات هذا المعلم الذى يتخرج فى هذه الكليات ويعلم أجيال عليها تحمل مسئولية الوطن؟ ومن ثم فإن لابد من الوقوف على أن التعليم مهنة شأنها فى ذلك شأن أى مهنة أخرى ولها كليات هى كليات التربية تعد من يلتحق بها لأداء مهام ومسئوليات هذه المهنة، وذلك مثل كليات الطب التى تعد لمهنة الطب، وكليات هندسة تعد للمهن الهندسية، وهكذا وبناء على ذلك لا يستطيع أى خريج لكليات أخرى غير التربية أن يقوم بعملية التعليم. وإعداد من يلتحق بكليات التربية يستغرق أربع سنوات يدرس خلالها مواد التخصص بنسبة 75%، و20% مواد تربوية ونفسية، و5%مواد ثقافية، هذا علاوة على التدريب الميدانى على التدريس (يتم فى المدارس) تحت إشراف أساتذة فى التخصص وأساتذة فى التربويات. وعند مزاولته للعمل فى المدارس يعين معلما مساعدا تحت إشراف المعلمين ذوى الخبرة فى المدرسة التى يعين بها ثم بعد فترة معينة يزاول عمله كمعلم.
