تمر مصر بمنعطف خطير في مرحلة من أحرج. وأخطر المراحل. وعلينا واجب نحو هذا الوطن العزيز والحبيب. ونحو هذا الوطن الغالي. وعلي كل من واجب سواء كنا حكاما أو محكومين كبارا أو صغارا رجالا أو نساء وشبابا أو شيوخا. فعلي كل من واجب نحو هذا الوطن الحبيب فلابد من إنقاذ هذا الوطن فكيف؟! لابد من أن ننقذ وطننا في هذه المرحلة الخطيرة ليرتفع إلي مستوي الاستقرار والاطمئنان فيجب أن نأتي بما يلي: أن نعتصم بحبل الله وبكلمة الله وإعلاء كلمة الحق ولكن انظروا إلي مجتمعنا الذي نعيش فيه وقد تفرقت الكلمة فأصبح كل حزب يدعوا إلي نفسه من حيث العنصرية والحزبية والعصبية وهوي النفس وهناك أمور كثيرة فرقت بيننا نحن المؤمنين وما علينا أن نفعله هو أن نلجأ إلي الله وصدق الله العظيم إذ يقول: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بعمته إخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون" "سورة آل عمران الآية 103". فالإخوة العامة تجمع بين المسلمين وغيرهم إذا توصت وامتثلت بأوامر الله تعالي وأمور الدين والدنيا أما الإخوة الخاصة فهي الإخوة الايمانية بدليل قوله تعالي "إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون" "سورة الحجرات الآية 10". فلابد علي الأمة الإسلامية والشعب المصري أن يتحدوا ويتعاونوا علي البر والتقوي لا علي الإثم والعدوان ولابد أن يتحمل كل انسان مسئولية نفسه فالانسان مسئول عن جوارحه "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا "سورة الاسراء 36". وفي حديث عبدالله بن عمر أن رسول الله- صلي الله عليه وسلم- قال: "كلكم راع فمسئول عن رعيته. فالأمير الذي علي الناس راع وهو مسئول عنهم. والرجل راع علي أهل بيته وهو مسئول عنهم. والمرأة راعية علي بيت بعلها ووالده وهي مسئولة عنهم. والعبد راع علي مال سيده وهو مسئول عنه. ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" متفق عليه. فمسئولية ولي الأمر هنا عجب عجاب من هذه المسئولية لأنه عندما يطلب من الأمة الإسلامية أن يترشح منها ولي أمر للأمة فيتصارعوا إلي هذه المناصب ويتساهموا عليها. أما الذي أتعجب منه أن هذا المنصب ما أصعبه وما أصعب من يترشح له لكن هناك تصارع بين الأمة وكم ينفق الإنسان من أموال طائلة وأموال كثيرة مقابل هذا المنصب فلابد أن يعلم أن هذا المرشح أن هذا المنصب منصب تكليف وليس منصب تشريف والذي يدل علي هذا الكلام. وانظر لهذا الموقف أين نحن منه اليوم فعن نوفل بن أبي الفرات قال: كتبت الحجبة إلي عمر بن عبدالعزيز يأمر للبيت بكسوة كما يفعل من كان قبله. فكتب إليهم: "إني رأيت أن أجعل ذلك في أكباد جائعة فإنهم أؤلي بذلك من البيت" "حلية الأولياء ج5 ص 306". فانظروا إذا وصل أي من هؤلاء المرشحين اليوم إلي هذا المنصب ليس صعبا وإنما الصعب هو إدارة هذا الوطن الحبيب فانظروا علي خطورة هذا المنصب أمام الله تعالي فيجب أن يتوفر فيمن يصل إلي هذا المنصب بعض الأمور منها: أن يكون قويا وأمينا وهناك أمور لابد من أن نقف عليها وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل علي أن الحاكم لابد أن يكون قويا وأمينا وعالما وقد جاء ذكر هذا المعني في القرآن الكريم. فلابد في الانسان أن يكون قوي الشخصية لكي يحكم علي الفاسد بقوة وحزم وأسلوب راق فاننا بحاجة إلي ان نعي هذا الموقف الخطير لأن الرسول- صلي الله عليه وسلم- كان يختار الشروط المتوفرة في الصحابي الذي يريده الرسول- صلي الله عليه وسلم- أن يوليه ولاية وقد ورد عن سيدنا أبي ذر الغفاري أنه كان يقول ناجيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ليلة إلي الصبح فقلت يا رسول الله أمرني فقال "إنها أمانة وخزي وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها وأدي الذي عليه فيها" "مسند الإمام أحمد الحديث رقم 20536".