لعبت المرأة المصرية في الاستفتاء الأخير دورا كبيرا في الحضور والحشد. وكان ذلك واضحا بشكل كبير سواء في إصرارها علي المشاركة أو اصطحاب أبنائها وزوجها أو التغلب علي عقبة السن والإعاقة لدرجة أن كثيرات ذهبن للجان علي مقاعد متحركة! ليس هذا فحسب بل وضعت المرأة بنزولها. الرجل في مأزق ¢حتمية¢ المشاركة بإيجابية وإلا كان متخاذلاً ومتخلّفاً عن الواجب الوطني. وقد أجمعن علي حرصهن في إقرار دستور البلاد سعيا وراء الاستقرار وبناء مستقبل أفضل لهن ولأسرهن بعد 3 سنوات عجاف عاشتها مصر. فما الذي ينتظرنه من وراء هذا الحرص الشديد علي المشاركة السياسية؟ هذا ما سنعرفه من خلال تلك السطور. في البداية تقول هند محمد عسل- دراسات عليا في هندسة عين شمس- : أنتظر أن يحقق الدستور الجديد الاستقرار الذي نتطلع إليه منذ ثلاثة أعوام. وأن يعود الأمن للشارع وأن يتحسن الاقتصاد ولو قليلاً. ورغم أنه كانت لدي تحفظات كثيرة علي الدستور منها إلغاء مجلس الشوري وعدم وضع نصوص واضحة بخصوص قانون الطوارئ. وأنا مقتنعة أنني وكثير من الشباب قد ضحّينا بالحريات التي اكتسبناها بعد ثورة 25 يناير من أجل الأمن. وأتمني أن يتفهم القائمون علي هذا الوطن ذلك ! أما آية عبد الرحيم صالح- تجارة القاهرة- فتقول: شاركت لانه واجب علي نحو وطني. وانتظر من كلمة ¢نعم¢ الأمان والاستقرار. وأكيد سيكون في صالحها اذا تحقق الأمان والاستقرار والاطمئنان داخل البلد. عودة الأمل والفرحة تلتقط خيط الحديث شيرين نبيل- الهيئة القبطية الإنجيلية- قائلة : أكثر ما يسعدني بهذا الاستفتاء. عودة الفرحة الي وجوه المصريين وعودة الأمل في بناء مصر الحديثة. عودة الثقة بين الأهالي والأسر البسيطة وبين رجال جيشنا العظيم وايضا رجال الداخلية برغم مشهد الدم المتكرر وقسوة الإرهاب.. أعتقد أن مشروع الدستور توافقي يلزم الدولة نحو الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والفلاحين والمرأة. وأيضا يعطي مساحة أكثر للحريات وقد كانت هذه محاور طلبات الشعب في الثورة.. العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. ربما تكون هناك بعض المواد يجب دراستها ومناقشاتها بعناية ولكن ثقة معظم الشعب في ثقل وحكمة وتنوع لجنة الخمسين أعطي أيضا ثقة بحسن كتابة المواد وتأكدت كل الفئات بتنوعها أن هناك تمثيلا لها في اللجنة يراعي مصلحة الوطن ومصلحتها دون تهميش.. حفظ الله مصرنا وليكن مشروع الدستور أول خطوة وحجر الأساس لبناء مصر التي في خاطري وخاطرك وخاطر وقلب كل عاشق لها. حقوق المرأة من جانبها تؤكد كواعب البراهمي- محامية. تقيم في سلطنة عمان. حرصها علي الإدلاء بصوتها في لجنة السفارة المصرية- وتقول: شاركت في الاستفتاء علي الدستور ب ¢نعم¢ لسببين : الأول أن مواد الدستور كلها ممتازة وتضمن حق المواطن وتحافظ عليه ومنها حقوق كثيرة للمرأة وإشتراط أن يكون للمواطن محام يحضر معه أثناء أي تحقيق في قسم الشرطة. كما وردت نصوص خاصة بالمعاقين. وذلك لم يكن موجودا في الدساتير السابقة. السبب الثاني: أنه بالتصويت علي الدستور بدأنا أول خطوة في إستقرار أحوال البلاد. والنهوض بمصر لكي يكتمل المشوار وبإذن الله أنتظر الإستقرار وحصول كل شخص علي حقوقه كاملة. وعلي المستوي الأسري طبعا ستكون هناك قدرة علي عمل كل شخص في هدوء وزيادة الإنتاج حيث أنه عندما تكون هناك مشاكل وعدم إستقرار أحوال البلاد سيؤثر سلبا علي عمل الأشخاص والإنتاج والمستوي المعيشي للشعب. لإقرار الأمن ويشير ناصر القوصي- مدرس بقرية الخرانقة. مركز قوص- إلي أنه حرص علي المشاركة باعتبارها حق سياسي. وينتظر بعد إقرار الدستور السير للأمام وتحقيق الاستقرار واستكمال استحقاقات خارطة المستقبل. فالدستور سيكون له مردود إيجابي كبير جدا علي المستوي الداخلي والخارجي إن شاء الله. لأنه سيكون ردا قويا علي الخارج حول إرادة الشعب فيما حدث في 30 يونيو وأن الشعب لا يريد العودة للخلف. أما داخليا فهو سيحبط كل الخطط الإرهابية ويعطي ثقة أكثر للأمن من كافة الشعب المصري. ويتدخل مصطفي أبو الفضل- محاسب- بقوله: قد يتصوّر البعض أنه بإقرار الدستور سيعود الاستقرار إلي الأسرة والمجتمع. لكن الحقيقة أن هناك مشكلة في غاية الأهمية وهي تطبيق ما في الدستور من مواد وتفعيل القوانين. فالمشكلة ليست في ¢نعم¢ ولكن في معناها وتطبيق نصوصها. فكل واحد منا يري ¢نعم¢ بمنظوره.. استقرار. أمان. تحريك عجلة الإنتاج. التقدم في العمل والانتاج. الحرية وما أدراك ما معني الحرية؟! أتمني من قلبي أن تفي ¢نعم¢ بكل ما هو خير لكل مصر وشعبها. ويصف فرح شريف- موظف بشركة سياحة- يوم الاستفتاء بأنه كان يوم عيد للشعب المصري كله. ويقول: لذلك حرصت ليس فقط علي المشاركة بل اصطحاب ابنتي الصغيرة ¢حبيبة¢ لتعايش لحظة بناء المستقبل الذي هو لها ولأمثالها من الأجيال القادمة. وزيادة في الحرية والديمقراطية لم أوجه زوجتي بل تركتها وحريتها لأن كل واحد في الأسرة له حق الاختيار. وهذا ما يقرره الدستور. المهم مصلحة الوطن التي ستعود علي جميع المواطنين بالخير والاستقرار إن شاء الله. من جانبه يؤكد المستشار جودة المنشاوي- بمحكمة العدل الدولية- بعد تصويته في السفارة المصرية بالنمسا. أن مصر وشعبها- بكل طبقاته وفئاته. نسائه قبل رجاله. شبابه وشيوخه- لم يعد بحاجة لتوجيه أو إرشاد من أحد بضرورة صنع مستقبله وبناء وطنه ب¢يده¢ ولذلك نقول للعالم أجمع: لقد استوعب الشعب الدرس. لقد تعلم هذا الشعب المؤمن بالله معني الانتماء للوطن والذي خلق منه شعباً جباراً يمتلك قراره وتقرير مصيره حينما يريد أن يثبت وجوده علي كافة الساحات المحلية والإقليمية والدولية. ويستشهد ¢المنشاوي¢ بما حدث قُبيل ثورة يناير أيام عهد الرئيس المعزول. وكيف كانت تحمل من فساد وجبروت. بيعت البلد لأقلية وعاد عصر قضت عليه ثورة 1952.. الرأسمالية المستبدة. لكن الشعب قام وحطمها واجتثها من جذورها. وإن كان البعض قد خشي علي نفسه وتسلّقت الجماعة تحت الستار الديني. واستعطفت الشعب الذي أعطاها التأييد والولاء لعلنا نرتقي وننهض تحت الحكم الديني العصري. لكن بعد مضي عام اكتشف نفس الشعب الجبار العظيم الخدعة ولم يدع نفسه رهينة مرة أخري وقام وثار واستنجد بقواته المسلحة لعلم الجميع بخطورة الموقف وأنه لا منقذ إلا الجيش. ولم يتأخر الجيش لحظة عن وفائه بحماية مصر والمصريين وكان الدور البطولي الذي شهد العالم أجمع به للشعب والجيش بأن مصر فريدة في العالم بشعبها وجيشها الوطني الذي لا ولاء ولا انتماء له إلا لشعب مصر وترابها. يضيف ¢المنشاوي¢ : إننا شعب عظيم يحب العظمة ويفخر بها. لذلك يريد قائدا وزعيماً يقود مسيرته ويفخر به ويهتف له. وقد وصلت الرسالة الي كل الجهات المنوط بها تلقيها داخليا وخارجيا. بأن مصر وشعبها قد أفاقوا من غفلة سرقتها وسوف تنهض إن شاء الله قريبا لتعود لمكانتها الطبيعية ويعرف كل إنسان حجمه أمامها ستعود مصر علي كافة الأصعدة أشد وأقوي مما كانت لكي يعرف الجميع أن مصر بها شعب وجيش لا يهاب إلا الواحد المنان. من أجل ذلك خرج الجميع صغيرا وكبيرا والفرحة تملأ القلوب قبل العيون ليقول: أنا مصري وهذا صوتي دون نفاق أو رياء عاشت مصر حرة أبيّة. وستشهد الفترة القليلة القادمة تغييرا واضحا علي كافة الأصعدة.