سأخرج من عزلتي.. سأذهب مبكراً إلي لجنة الانتخاب.. لست وحدي.. وإنما معي أهلي واصدقائي وجيراني وكل من أعرفهم.. سأدعوهم إلي الايجابية والتفاعل.. لن أكون سلبياً هذه المرة.. سأصوت بنعم للدستور.. فهي المرة الأولي التي أري فيها دستوري يدبج علي مرآي ومسمع من الجميع.. ربما تكون لي بعض الملاحظات.. إلا أنني أري أن ما لا يدرك كله لا يترك كله.. الدستور ليس نصاً مقدساً.. ولا هو أحد أسفار العهدين القديم أو الجديد.. ومن الطبيعي أن يتم تعديل أو تغيير أحد مواده في المستقبل.. فالتغيير والتبديل سنة الله في الخلق.. الأحكام الشرعية التي هي أعم وأشمل تدور مع الزمان والمكان.. هكذا تعلمنا.. وهذا ما يجب أن يترسخ لدي الجميع.. هذه المرة لن يخرج أبي من قبره ولن ينفض التراب عن وجهه وهو من رحل عن دنيانا منذ ربع قرن أو يزيد.. ولن تخرج أمي هي الأخري وقد لحقت به إلي عالم الآخرة الباقي ولن يخرج التوربيني قاتل الأطفال.. ولن يصوت لهم أحد.. هذا ما كان يحدث.. ولن أراه هذه المرة.. سأقول نعم: لتوجسات تطاردني من الغد وللعبور بالبلاد والعَباد إلي بر الأمان والاستقرار والهدوء.. سأقول نعم: لتدور عجلة الإنتاج التي توقفت لشهور مما ينذر بعواقب وخيمة لا نتحمل توابعها.. سأقول نعم: لأنعم بمزيد من جرعات الحرية المسئولة التي تنتهي عندما يبدأ ضرر الآخرين .. سأقول نعم: حتي نصل إلي انتخابات مجلس نواب جديدة يواكب طموحاتنا ويعبر عن همومنا وآلامنا.. سأقول نعم: لنطوي صفحة الماضي البغيض ونقف علي مشارف مرحلة جديدة من الصفاء والنقاء وحب الآخرين كما نحب لأنفسنا.. سأقول نعم: لأحصل علي حقي في العدالة والمساواة التي لا تفرق بين أبناء الوطن الواحد.. سأقول نعم: حتي يعود للأزهر دوره وهيبته ومكانته التي افتقدناها لسنوات طوال.. سأقول نعم: تفاؤلاً بالمستقبل واستشرافاً لغد أفضل من اليوم.. وما ذلك علي الله بعزيز..