اليوم تستقبل صناديق الاقتراع أصوات الجماهير.. هناك من ينادي بقطع الطريق علي لجان الاقتراع. وعدم الذهاب للصندوق.. بحجج كثيرة. مع الرأي بالمناشدة للذهاب للصندوق والآخر الذي يمنع الذهاب للاستفتاء.. استطلعت عقيدتي آراء العلماء حول هذه القضية الحياتية. في البداية يقول د.محمود فرج مدير مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة الأزهر: الاستفتاء علي الدستور أصبح ضرورة وطنية ملحة. فالذهاب إلي الاستفتاء في هذه الظروف الراهنة واجب قومي. فالبلد الآن في حال يرثي لها لأن الحياة تكاد تكون متوقفة. ونحن ننتظر أن ننتهي من الحالة الاستثنائية. بالاضافة التي دفع عجلة الانتاج والتقدم الي الأمام. من هنا لابد من الواجب أن يذهب المواطن المصري لابداء رأيه في الدستور سواء بالسلب أو الايجاب المهم أن نذهب جميعا لتحديد مسار حياتنا في المستقبل القريب أو البعيد. فلا بد أن نضع أمام أعيننا. وألا يشغلنا إلا عودة الاستقرار لجميع ربوع مصر. وإذا عاد الاستقرار فسوف ننعم وتنعم الأمة بالرخاء. و التقدم والازدهار والنماء. وقال: أطالب الجميع مسلما ومسيحيا بالتسابق يومي الثلاثاء والأربعاء إلي لجان الاستفتاء والإدلاء بالرأي حول دستور هذه الأمة. يشير الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الأسبق إلي أن الاستفتاء في هذه الأيام علي وجه الخصوص واجب ديني ووطني. فهو واجب ديني لأن الرسول "صلي الله عليه وسلم" يقول "لا يكن أحدكم إمعة إن أحسن الناس أحسنت. وإن أساءوا أساءت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤا أن تتجنبوا إساءتهم" فالواجب الديني ألا ينساق المؤمن وراء أي إنسان أو رأي وإنما عليه يظهر رأيه وفكره وعقله. ولا يكون كالقطيع. ولذلك لابد أن يذهب المسلم إلي الاستفتاء لابداء رأيه في دستور دولته. الذي بموجبه تسير الأمور في الحاضر والمستقبل. وأضاف هذا الوطن مصر التي أكلنا من خيرها. واستظللنا بسمائها وشربنا من نيلها. وحنت علينا وقت الشدائد. وضمتنا وقت المحن. هذا الوطن من الواجب علينا تجاهه هو أن نقرر له دستوره ونذهب لابداء الرأي حوله. بل نذهب لنقول "نعم" لهذا الدستور. وقال: هذا الدستور من وجهة نظري وحسب إطلاعي علي جميع مواده. هو من أحسن الدساتير التي صدرت حتي الآن. وإن كان فيه بعض الملاحظات فهذا شيء طبيعي فهو من صناعة البشر وصناعة البشر حتما لاتجدها في درجة الكمال. فالكمال لله وطالما وصل التوافق عليه بنسبة عالية فأصبح من الأمور المرضي عنها. والتصويت عليها بالموافقة. ويضيف الشيخ عبدالحميد الأطرش: الذين يقفون لقطع الطريق علي الاستفتاء للدستور هم الذين يريدون وقف الحال لمصر وشعبها. فيكفينا الحالة الاستثنائية ووقف الحال الذي نعيشه منذ ثلاث سنوات.. توقفت فيها عجلة المياه. وأصبح كل فرد يفعل ما يراه دون اعتبار للدولة أو المصلحة العامة ولذلك هؤلاء الداعون لرفض الاستفتاء ويريدون وقف استمرار حالة الركود. والضياع التي يعيشها المواطن المصري. ولذلك أصبح من الواجب علينا أن ننتهي من مسألة الدستور حتي تسير الأمور. تحديد المصير يقول د.جمعة عبدالبديع سلامة رئيس الادارة المركزية للتعليم الثانوي بقطاع المعاهد الأزهرية: لا خير في أمة لاتستطيع تحديد مصائرها. وأول هذه المصائر هو الدستور الذي يحكم سلوكيات وأفعال وقوانين الدولة والشعب. فالدستور هو الذي يحدد مسيرة الحياة والتي يجب أن يعبر عن جميع أطياف الشعب. في الحقوق والواجبات. ولذلك أصبح من الواجب وطنيا أن ينزل الشعب كله أو من يحق له الإدلاء بصوته أن يذهب إلي صناديق الاقتراع ليدلي بصوته حول دستور بلاده. وتجديد مسيرة وطنه. وتحديد حقوقه وواجباته. وأضاف: تحديد أولي قواعد ودعائم الدولة وهو الدستور سوف يؤدي إلي تغيير الواقع الأليم الذي يعيشه المواطن المصري. والتحول إلي واقع تترعرع فيه الشوري. وتضاء فيه الحريات. ويلجم منه الظلم وتتهاوي المفاسد. ولذلك ومن المنطلق الوطني وحبنا الجارف لهذا البلد لابد أن نذهب عصبة واحدة إلي الاستفتاء والادلاء بآرائنا دون وصية من أحد يقول لنا قولوا نعم. أو أخر يقول لنا قولوا: لا. بل سنذهب بقناعتنا دون أي انسياق كالبعير. ويضيف د.جمعة: لقد اشتاق المجتمع المصري الي الاستقرار الذي حرم منه طيلة السنوات الثلاث الماضية فلماذا نحرم هذا الشعب من هذا الاستقرار الذي ينشده؟! وأصبحت قناعة الشعب الآن الاستقرار والهدوء قبل أي مسيرات أو مظاهرات أو استفزاز سياسي. أو تكالب علي السلطة ولذلك سوف حسب ما أري تذهب الجماهير الغفيرة الأسبوع القادم بصورة تذهل العالم ليحددوا مصير أمتهم. وانتهي كلامه قائلا: علي الذين يسعون في الأرض فسادا قتلا وحرقا وتقتيلا أن يحتجوا بعيدا عن السيل الذي سوف يجرفهم طالما وقفوا ضد التيار.