تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للقضاء علي العنف ضد المرأة. نظم المجلس مؤتمرات علي مستوي 27 محافظة لاستطلاع رأي مبدئي حول ظاهرة العنف بهدف تحليل أبعاد المشكلة والتعرف علي أسبابه وأشكاله وآثاره علي المرأة والمجتمع وسبل القضاء عليه. وقد غطي الاستطلاع ما يقرب من "13500" سيدة وفتاة علي مستوي الجمهورية وما يقرب من "50" عينة من كل محافظة من بين الشريحة العمرية من 15 إلي 50 عاماً وضم الاستطلاع تنوعاً فئوياً شمل عدداً من الطالبات وربات البيوت. الرائدات الريفيات. وبعض عضوات الجمعيات الأهلية والموظفات والعاملات بالجامعات والمراكز البحثية. وأساتذة الجامعة. وعدداً من الشخصيات العامة. العنف الأسري أوضح استطلاع الرأي أن هناك نسبة يعتد بها من النساء تعاني من العنف الأسري تصل إلي حوالي ثلث العينة وتبلغ هذه النسبة أقصاها في محافظة القليوبية "61%" وأدناها في محافظة السويس "16%". ثمة رهط كبير من النساء يقتربن من ثلث العينة يتعرضن للعنف في الشارع وهنا تسجل الدقهلية أعلي نسبة "52%". والأقصر نسبة "12%". ونسبة معتبرة تصل إلي "4.54%" تعرضن للختان وكانت الأقصر أعلي الأقاليم شهوداً للختان 88%. والقاهرة أقلها "13%". ولاتزال ظاهرة الزواج المبكر موجودة بدليل اعتراف حوالي خمس المبحوثات بإكراه الإناث علي الزواج المبكر وكان المركز الأول بهذا الخصوص من حظ محافظة بورسعيد "38%" والمركز الأخير من نصيب محافظ البحر الأحمر "5%". في الغالب الأعم يحدث العنف الأسري ضد المرأة لسببين رئيسيين هما العادات والتقاليد من ناحية. وسوء خصال الرجل من ناحية أخري. وهذا ما ذهب إليه أقل قليلاً من ثلث المبحوثات "8.31%. 30.8%" وجاءت الدقهلية في الصدارة من حيث تأثير العادات والتقاليد علي العنف الأسري 57%. بينما جاءت القليوبية في المؤخرة 12%. كما احتلت الدقهلية ايضا المركز الأول فيما يتعلق بتأثير طبائع الرجال علي العنف الأسري "45%". في حين ذهب المركز الأخير إلي محافظة جنوبسيناء 15%. العنف المجتمعي أما بالنسبة للعنف المجتمعي الذي يقع علي المرأة في الشارع أو في وسائل المواصلات والذي قد يأخذ شكل التحرش اللفظي أو التحرش الجسدي أو محاولة السرقة. فقد اتضح أن نصف النساء تعرضن للتحرش اللفظي. مع مجيء محافظة بورسعيد علي رأس القائمة. ومحافظة بني سويف في ذيلها. كما أن ما يزيد قليلاً علي ثلث النساء محل الاستطلاع 38% قد تعرضن لمحاولات السرقة. واحتلت البحيرة المركز الأول بنسبة 69% فيما شغلت دمياط المركز الأخير بمعدل 9%. كذلك فإن ما يربو علي ثلث الإناث 4.31% قد وقعن في شرك التحرش الجسدي. وبهذا الخصوص كانت القمة لمحافظة الغربية "53%". بينما كان السفح لمحافظة الشرقية 9%. تصدر غياب الوازع الأخلاقي قائمة أسباب العنف المجتمعي ضد المرأة حيث أقر بذلك ما يناهز ثلثي المبحوثات 5.63% وحازت الغربية علي أعلي معدل. فيما سجلت القاهرة أدني معدل 91% مقابل 38%. كما شكل الانفلات الأمني السبب الثاني للعنف المجتمعي وذلك باعتراف نسبة يعتد بها من نساء العينة بلغت حوالي 42%. وفي هذا الشأن كانت الصدارة لمحافظة القليوبية 94% بينما احتلت محافظة الشرقية ذيل القائمة بمعدل 14%. شكل تطبيق صحيح الدين والتوعية بحقوق النساء أفضل حل وأنجح سبيل إلي تجفيف منابع العنف ضد المرأة. وهذا ما رأته أكثر المبحوثات 4.42% وفي هذا المقام احتلت الدقهلية قمة الهرم 67%. بينما احتلت سفحه محافظة القاهرة 17%. شرطة متخصصة بعد طرح نتائج استطلاع الرأي حول العنف ضد المرأة فقد خرج الاستطلاع بعدد من التوصيات لعل من أهمها: إنشاء وحدات متخصصة في مراكز الشرطة لاستقبال والتحقيق في حالات العنف المنزلي والاعتداء الجنسي مزودة بالموظفين المدربين. الاهتمام بإعداد الشرطة النسائية للتعامل مع المرأة في مراكز وأقسام الشرطة.. زيادة معدل التواجد الأمن في الشارع المصري لحماية المرأة من بعض أشكال العنف. إدراج مواد تعليمية في المواد الدراسية بهدف القضاء علي العنف الأسري والمجتمعي.. الاهتمام بالأنشطة المدرسية والرياضية لتفريغ شحنات الأبناء ونبذ العنف. ايضا تفعيل دور جهاز الصحة النفسية والاخصائي الاجتماعي بالمدارس والجامعات للحد من العنف الأسري والمجتمعي. أهمية وضرورة الحوار الأسري لحل المشكلات والنزاعات بين الزوجين أو الأبناء لتجنب العنف. بحوث ودراسات إجراء البحوث والدراسات التي تهتم بدراسة أسباب الظاهرة. وإعداد البرامج العلاجية لها والاستفادة منها علي المستوي التطبيقي. ضرورة تبني خطة قومية مدتها خمس سنوات للقضاء نهائياً علي ظاهرة ختان الإناث والزواج المبكر. والتعريف بأضراره الصحية والنفسية.. وضع آلية قانونية ومحددة بشأنهما باعتبار الأول بدنياً والثاني إتجار بالبشر.. الحد من عمالة الأطفال لما لها من أثر فعال وتأثيره علي زيادة صور العنف. لابد من توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للمرأة والدفاع عن النساء اللاتي يتعرضن للعنف. وتوفير خدمات لمساعدتهن كبيوت الإيواء. كذلك العمل علي الحد من تسرب الفتيات من التعليم لأهمية التعليم في الحد من العنف. ضرورة دعم المرأة اقتصادياً لتحقيق المساواة بينها وبين الرجل. وفي تصريح خاص ل "عقيدتي" قالت السيدة ميرفت التلاوي - رئيس المجلس -: لابد من رفع وعي الرجال والنساء والشباب من الجنسين بالتعاليم الصحيحة للدين الإسلامي. وينبغي أن يتم ذلك في جميع المساجد ومن خلال التليفزيون ووسائل الإعلام. توعية الشباب المقدمين علي الزواج بأساليب التعامل الأسري وتربية الأبناء وكيفية مواجهة النزاعات والمشكلات الأسرية. الاهتمام بالمواد الإعلامية لزيادة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة وتحسين صورتها في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. ضرورة تنقية الموروث الثقافي عن العنف ضد المرأة.. مع التركيز علي حملات التوعية في المناطق الريفية البعيدة والتي تشتد فيها وطأة العادات والتقاليد البالية مع الأخذ في الاعتبار خصوصية المجتمع المحلي وثقافته حفاظاً علي هويته. أهمية إلقاء الضوء علي عنف المرأة ضد المرأة. ايضا الترويج وترسيخ فكرة قبول الآخر المختلف جنسياً وعقائدياً وفكرياً.