* يسأل الأستاذ محمد الجندي شبين الكوم منوفية: ما حكم إطلاق الكفر علي أحد من المسلمين؟ ** يجيب عن هذا السؤال الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: الحكم بالكفر علي أحد المسلمين حكم خظير ولا يجوز شرعا لأن من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما كما أنه يترتب عليه فسخ عقد النكاح وألا يرثه أهله أو هو يرثهم ويصبح مرتدا وتجب عليه حد الردة وإن مات لا يصلي عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين لذا فلا يجوز لأحد أن يتجرأ أن يطلقها علي أحد من المسلمين إلا أن يكون انطبق عليه شروط التكفير وانتفي عنه موانع إطلاق الكفر عن المعين ولم يتب عما هو عليه من عقيدة الكفر ومات علي ذلك ومن يستطيع إثبات ذلك؟ وقد حذر منه رسول الله في أحاديث كثيرة منها: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" البخاري وقوله: "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد جاء بها أحدهما" "البخاري" وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" "البخاري" وفي رواية أخري: "لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك" وقال ابن تيمية في الاستقامة "1/38": "والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل لا يجهل وظلم كحال أهل البدع وذلك أن الأصل حفظ جارحة اللسان من القول إلا بالحق وحماية أعراض الناس ومن انتهاكها زورا وبهتانا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليقل حقا أو ليسكت "مسلم" وقد حرم الله تعالي القول في المسلم بغير علم فقال تعالي "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "15" ولولا أن سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم "16" سورة النور. ويقول أيضا في درء العارض العقل والنقل "1/242": "فإن إطلاق الكفر أو الفسق علي أحد لا يكون إلا بموجب قطعي ولا سيما الكفر فإنه يكون بمثل تكذيب الرسول صلي الله عليه وسلم فيما أخبر به أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه مثل كفر فرعون واليهود ونحوه" وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم "1/138" "واعلم أن مذهب أهل الحق "أي أهل السنة" أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا يكفر أهل الأهواء والبدع إلا من جحد ما يعلم من دين الإسلام ضرورة حكم بردته وكفره إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة ونحوه ممن يخفي عليه ذلك فإن استمر حكم بكفره وكذا حكم من استحل الزنا والخمر والقتل أو غير ذلك من المحرمات التي يعلم تحريمها ضرورة" لذلك لا ينبغي لأحد أن يطلق كلمة التفكير علي أحد ألا يتسرع أو يطير بها في الآفاق إلا بعد أن يعلم الأحكام الشرعية الخاصة بها وأن العلم والعدل شرطان أساسيان في الكلام في الناس عموما والأصل فيهم السلام من كل قدح ولأن يخطيء الإنسان في السلامة خير له من أن يخطيء في الحكم بالكفر علي أحد المسلمين والله أعلم.