في مثل هذا اليوم من عام ألف وتسعمائة وثمانون رحل عن دنيانا أشهر من رتل القرآن الكريم في عالمنا الإسلامي وأول من سجل القرآن بصوته مرتلاً في الإذاعة المصرية ألا وهو الشيخ محمود خليل الحصري عليه سحائب الرحمة والغفران الذي ذاع صيته وأدائه الرائع في أرجاء الدنيا حيث غرد بصوته العذب في جميع عواصم العالم الإسلامي وغير الإسلامي. وتعد مدرسة الشيخ الحصري من أهم المدارس العبقرية الفذة في عالم التلاوة حيث تقوم علي الاحساس اليقظ بعلوم التجويد للقرآن الكريم تجعل من البيان القرآني سيفونية بيانية تترجم المشاعر والأصوات فتحيل المفردات إلي كائنات حية.. وكذلك تأثره البالغ بالقرآن حيث كان عاملاً بما يقول ذو ورع وتقوي كما روت لي ابنته البارة الحاجة ياسمين الحصري في إحدي لقاءاتي المتكررة معها هذا الورع كسي صوته رهبة ومخافة فاعطت لصوته خشوعاً وخضوعاًَ لله تعالي مما كان له أكبر الأثر الايجابي علي أذن مستمعيه. ويعتير الشيخ محمود خليل الحصري من أكثر القراء علماً وخبرة بفنون القراءة والترتيل بجانب استفاضته في علوم التفسير والحديث فقد كان يجيد التلاوة والترتيل بالقراءات العشر علماً وفهماً وحفظاً بجميع الأسانيد المأثورة يعرف طرقها وروايتها. وكان رحمه الله يري أن الترتيل ليس مجرد قواعد يمكن ان يتعلمها الإنسان ليصبح أحد القراء المعتمدين.. إنما هو فن في غاية الدقة والتعقيد ويحتاج لدراسة متبحرة في فقه اللغة واللهجات العربية واستشفاف روح العصر.. كل هذا اكسب صوت الشيخ جمالاً وبهاء وقدرة علي معرفة الآيات القرآنية ففهمته شعوب العالم أجمع حتي التي لا تجيد العربية مما جعله ذائع الصيت في العالم كله. ورغم أن العديد من دول العالم الإسلامي تحيي ذكري الرجل إلا أن مصر الأزهر أراها ملتزمة الصمت ولم ترع حق الشيخ الجليل.. فلماذا لا ينظم الأزهر الشريف أو إحدي مؤسسات الأوقاف أو الافتاء أو الأعلي للشئون الإسلامية أو حتي نقابة القراء احتفالية تليق بقدر الشيخ وما قدمه لأمته الإسلامية لإحياء مدرسته القرآنية خاصة وأنه رحمه الله أول من يتم تعيينه شيخاً للمقاريء ورئيس لجنة المصحف الشريف ورئيس اتحاد قراء العالم الإسلامي والعديد من المناصب القرآنية الأخري. 1⁄4 1⁄4 1⁄4 1⁄4 وختاماً: قال تعالي: "ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون" صدق الله العظيم "يونس 62 63".