شهدت العاصمة الفرنسية باريس ميلاد الاتحاد العالمي للطرق الصوفية بعد يومين من المناقشات والمداولات في أول مؤتمر صوفي عالمي نظمته مشيخة الطريقة العزمية يومي السبت والأحد الماضيين بقيادة الشيخپپعلاء أبو العزائم بالتعاون مع جبهة الإصلاح الصوفي بقيادة السيد عبد الخالق الشبراوي- شيخ الطريقة الشبراوية- برعاية ودعم فرنسي في مسعي يؤكد التوجه السياسي العالمي الجديد تجاه التيارات الدينية وخاصة الإسلامية لمواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة التي عاني منها العالم في الفترة الأخيرة.پپپپپپ وقرر المشاركون اختيار الشيخ علاء أبو العزائم لرئاسة الاتحاد علي ان يتوليپالإجراءات اللازمة لإشهار الاتحاد والشيخ أحمد الحافظ التيجاني لمهام نائب رئيس الاتحاد للشئون الخارجية.والشيخ عبد الخالق الشبراوي . لمهام نائب رئيس الاتحاد للشئون الداخلية والشيخ عبد الحليم العزمي. لمهام الأمين العام والمتحدث الرسمي.والشيخ عمر البسطويسي . لمنصب السكرتير العام والشيخ عبد المجيد الشرنوبي. لمهام أمين الصندوق. كما قرروا تشكيل لجنة من الحضور بصفتهم الاعضاء المؤسسين للاتحاد لوضع تصور كامل للعمل ونشاط اللجان النوعية واختصاصاتها وأوجه نشاطها وذلك خلال اسبوعين من تاريخه. واختيار رؤساء ومقرري واعضاء تلك اللجان . علي ان تعقد الاجتماعات بصفة دورية. كان المؤتمر قد عقد تحت عنوان¢ تفعيل الدور الصوفي في أمن واستقرار المجتمعات¢ بمشاركة أكثر من 30 طريقة صوفية من مصر والعالم واتفقوا علي ضرورة تبني أنشطة ثقافية واجتماعية الي جانب النشاط الديني تجوب أنحاء العالم لأن المنهج الصوفي هو الوسط بين الغلاة والبغاة وقد أصبح عنصر الأمن والأمان في كل المجتمعات. وأعلنوا أن الاتحاد يهدف للنهوض بالتصوف وتقديمه بالصورة اللائقة والدفاع عنه ضد خصومه المتربصين به وتبادل أخبار الصوفية في جميع أنحاء العالم ومن المشاركين في المؤتمر: عبد الباقي الحبيبي د. بهجت الخضيري عبد اللطيف الحسيني عيسي الجوهري أحمد قبلاي فكري الفيتوري أيمن عتمان نضال المغازي وفتح الباب لكل الطرق الصوفية في العالم. كما طالبوا القيادة السياسية بإفساح المجال للمنهج الصوفي للانطلاق إعلاميا وثقافيا وتعليميا لعلاج التطرف والإرهاب في كل المجتمعات وحث الصوفية في العالم علي ممارسة حقوقهم كاملة سياسية واقتصادية وثقافية حيثما وجدوا واستثمار ثقلهم البشري والروحي في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين وتقديم العون بكافة أشكاله للمسلمين المستضعفين في الأرض.أوصوا بتحويل الموالد لمؤتمرات شعبية لإجلاء حقيقة التصوف والعمل علي التنسيق بين شيوخ التصوف بما يحقق تكاملا في برامجها وتبادلا للتجارب والخبرات بينها واستقرارا وتقدما وأمناً للمجتمعات. دعوا الصوفية لأداء دورهم المعروف في توحيد الأمة في ظل التعددية المذهبية بين الشيعة والسنة واستمرار هذه المؤتمرات وتكثيف حضور المشايخ ونشر نتائجها وفعالياتها بكافة الطرق والوسائل الإعلامية المعروفة إدراكا منهم للخطر الذي يهدد الأمة الإسلامية في وجودها ومعتقداتها ومقدراتها وشعورا من اهل الشريعة والحقيقة بضرورة المرابطة والمجاهدة والصبر والمصابرة من اجل تعبئة قوي الأمة واستنهاض هممها وحثها علي تجاوز حالة الضعف والاستكانة لمواجهة وحشية النظام العالمي الجديد الذي يتبي الفوضي الخلاقة وعدم الأمن والاستقرار للسيطرة علي المجتمعات وتأكيدا علي أن العمل الجماعي هو القاعدة لاستعادة دور الأمة الإسلامية الحضاري باعتبارها أمة وسطا شاهدة علي الناس تؤمن بأن تزكية النفس ومجاهدتها لبناء الشخصية الإسلامية الصالحة هي الطريق الي الانتصار علي الضعف والكفيلة بتحريك طاقات الأمة في مواجهة اعدائها. كان المؤتمر قد افتتح أعماله بتلاوة لآيات الذكر الحكيم من خواتيم سورة البقرة تلاها الشيخ عوني القبيسي- شيخ الطريقة القبيسية- ثم تحدث الشيخ ابو العزائم مؤكدا الحاجة اليوم الي الصوفية الإيجابية التي تخرج من عزلتها ووحدتها الي ساحة الحياة وقيادتها فالتصوف ليس ضعفا ولا خمولا ولا انعزالا بل إنه الجهاد في أعلي ذراه والعلم في أصفي موارده والخلق في أعلي مثله والإيمان في أسمي انواره وإشراقاته مشيرا الي ان هذا المؤتمر يأتي إظهارا لحقيقة الخوارج الجدد الذين خرجوا علينا بآرائهم المتطرفة منذ عشرينيات القرن الماضي فلم يسيئوا لأحد إلا المسلمين. اليد الممدودة دعا أبو العزائم كل مسلم وغير مسلم بمد يده لإعادة التصوف الي سابق عهده باعتباره صانع البطولات والرجال فكان له أكبر الأثر في توجيهات العالم الإسلامي الفكرية والعلمية والتعبدية بل كذلك أيضا في فتوحاته وانتصاراته العالمية ورسم أهدافه ومثله العليا الاجتماعية والخلقية والروحية. من جانبه أشار الشيخ أحمد التيجاني- شيخ الطريقة التيجانية- الي أن التصوف استطاع نشر الدعوة الإسلامية وجعلها عالمية دون سلاح أو غزو حاملا نورها وهداها الي كل بقاع الأرض صامدا في وجه التيارات الإلحادية والانحلالية حصنا شامخا يدفع عن الجماهير الإسلامية وثنية التتار وعصبية الصليبيين حتي ان الجبرتي ليحدثنا ان هزيمة الحملة الفرنسية علي مصر إنما كانت علي يد رجال المقاومة الشعبية من أبناء الطرق الصوفية وشيوخها الذين جعلوا الأزهر والأحياء حصونا لا تقتحم ومشاعل للثورة لا يخمد لهيبها.وحذر التيجاني من أننا نواجه اليوم الاستعمار العالمي ونصارع الصهيونية الدولية وهذا الصراع سيكتب النصر فيه لمن يملك قوي روحية وأدبية ومعنوية أعز وأقوي. اتفق معه الشيخ الشبراوي مؤكدا ان المجتمعات الإنسانية في أشد الحاجة الي المتصوف لأنه يدعو الي الأمن والاطمئنان والاستقرار وأن الاستجابة للسلوك الإسلامي تضفي علي المجتمع استقرارا ويقينا وثباتا وتوفيقا لذلك حظي المستجيبون للسلوك الصوفي بعظيم النتائج لأن قيم السلوك من المقامات والأحوال هي عواصم من السقوط كما انها تشكل خميرة النهوض وتوفر الإمكان الحضاري للأمة وإمكان الفاعلية البانية. أكد الشيخ مصطفي الصافي- شيخ الطريقة الصافية الهاشمية- أن الإنسان هو محور اهتمام الصوفية من هنا كان تركيزها عليه وتربيته وإعداده وتأهيله علميا وأخلاقيا كي يتولي مسئوليته في خدمة المجتمع والإنسانية جمعاء. ودعا الشيخ أحمد التسقياني- شيخ الطريقة التسقيانية- مشايخ الصوفية للاتحاد والائتلاف علي كلمة واحدة ليتخذوا منهجا واحدا بيّنا في كيفية إدخال السماحة في الرد علي من حاد عن المنهج بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بمثل فعلهم. وعرض الشيخ عمر البسطويسي- وكيل وزارة بالأزهر سابقا - لمشاهد من رجال التصوف عبر التاريخ مؤكدا ان العالم اليوم احوج ما يكون للمنهج الصوفي حتي ينعم بالأمن والأمان في ظل أمواج الإلحاد والتكفير المنتشرة حاليا وتهدد الأمن والسلام الاجتماعي. وقدم الشيخ عبد الحليم العزمي- مدير تحرير مجلة الإسلام وطن- بحثا مطولا عرض فيه تعريفا للتصوف ووصفا لرجاله وفائدته ومنهجه المستمد من الكتاب والسنة مشيرا الي ان الصوفية سلكوا عدة طرق لنشر التسامح في المجتمعات منها: تربية الفرد وعلاج ومواجهة التطرف وتوحيد الكلمة مؤكدا انهم هم القائمون بواجب الوقت رجال الرحمة وأشد الناس تأثرا بالحوادث. وطالب الشيخ أيمن فرغلي- شيخ الطريقة الفرغلية- الحكومات والأنظمة المختلفة بتطبيق التجربة الصوفية بعد ان جربت كثيرا من التجارب لتيارات دينية مختلفة وعانت منها أشد الويلات. الإصلاح الذاتي من جانبه طالب أبو الفضل الإسناوي- الباحث في الحركات الإسلامية- مشايخ الصوفية اولا بإصلاح التيار الصوفي وخطابه وتحويل سلوكه وأقواله لعمل وعدم اختزاله في العبادة فقط مشيرا الي ان الصوفية لعبت دورا كبيرا ومهما في ثورة 30 يونيه لذلك يأتي إعلان الاتحاد في وقته لكن ينبغي أن يكون مستقلا عن الأنظمة والحكومات السياسية فضلا عن ضرورة إطلاق قناة فضائية صوفية وتوظيف التصوف دبلوماسيا.عرض الشيخ احمد مصطفي إمباي- إمام مسجد ستراسبورج¢ عاصمة الاتحاد الأوروبي¢ وشيخ التيجانية في فرنسا- لأوضاع المسلمين عامة في فرنسا والصوفيين خاصة مشيرا الي أن عددهم 12 مليون مسلم وأغلبهم صوفية ولهم 5 آلاف مسجد ومع ذلك ليس لهم تأثير إعلامي كالسلفية الذين تتراوح اعدادهم بين 20- 50 ألفا فقط لكنهم الأكثر تنظيما وأعلي صوتا وحديثا عن الإسلام ويسيئون بتصرفاتهم وأفكارهم المتشددة والمتطرفة للدين الحنيف. ودعا الزميل مصطفي ياسين- مساعد رئيس التحرير- الأجهزة المسئولة في كل الدول وليست العربية أو الإسلامية فقط لدعم المنهج الصوفي الذي ينشر المحبة والأمان بين الناس لمواجهة الفكر المتطرف الذي عانت منه المجتمعات المعاصرة كثيراً.