أعلن عدد من مشايخ الطرق الصوفية المصرية, من العاصمة الفرنسية باريس أمس تأسيس الاتحاد العالمي للصوفية ليكون كيانا دوليا لنشر المنهج الصوفي المعتدل ومواجهة التطرف.. وقرر19 شيخا خلال أعمال مؤتمر' تفعيل الدور الصوفي في أمن واستقرار المجتمعات الذي يختتم أعماله اليوم بباريس بمشاركة مشايخ صوفية من مصر وعدد من الدول الإسلامية تبني أنشطة ثقافية واجتماعية بالتنسيق بين الطرق الصوفية في عدد من دول العالم وتحويل الموالد والاحتفالات الشعبية إلي مؤتمرات علمية لنشر المنهج الصوفي المعتدل وتبادل الخبرات ومواجهة التعددية المذهبية والخلافات الفكرية وعقد مؤتمرات مماثلة في مصر والدول العربية لتحقيق أهداف الكيان الصوفي الجديد. وطالب الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية, رئيس المؤتمر في كلمته بالجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر بإظهار حقيقة التصوف في العالم ووجه أبو العزايم رسالة إلي الدولة المصرية والدول العربية والإسلامية بأن يقوموا بالتنسيق مع الطرق الصوفية لمواجهة التطرف والتكفيريين والعمل علي نشر الفكر الصوفي الذي يستند إلي المنهج الوسطي, خاصة أن الصوفية بدأوا الخروج من عزلتهم التي فرضوها علي أنفسهم طوال التاريخ, وقرروا دخول الساحة السياسية والاجتماعية وحتي الاقتصادية والخيرية حتي لا يتركوا الفرصة لأصحاب الفكر المتطرف والتكفيري في بث سمومهم في المجتمع. أما الشيخ أحمد التيجاني شيخ الطريقة التيجانية فطالب بتدريس المنهج الصوفي لطلاب المدارس والجامعات لحماية المجتمع من أخطار العنف والتطرف, وأشار إلي أن الطرق الصوفية هي التي أسهمت في نشر الدين الإسلامي في بلاد شرق آسيا والقارة الأفريقية, كما أن المجاهدين والمشايخ الصوفية وعلي رأسهم العز ابن عبد السلام والسيد البدوي والأمير عبد القادر الجزائري وعمر المختار كان لهم الدور الكبير في الجهاد ضد أعداء الإسلام والمسلمين, أما الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي فقال إن منهج التصوف ينشر الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار في المجتمع, ومن جانبه انتقد الشيخ عبد الحليم العزمي من سماهم الشباب المغرر بهم الذين يرفعون راية الإيمان وفقا لتصورهم علي حساب الأمن وإشاعة الخوف والرعب في المجتمع, وحث العزمي الدولة علي التوسع في إقامة الزوايا الصوفية وجعلها منارات لنشر الدعوة الوسطية في مواجهة الأسر والخلايا الإخوانية التي تنتشر كالسرطان في المدن والقري والنجوع, وإقامة تحالف قوي مع الطرق الصوفية لمواجهة الإرهاب والعنف الذي ينشره الخوارج في المجتمع.