قبل هذا اليوم من اربعين عاما.قام الجيش المصري العظيم بملحمة بطولية نادرة .استطاع فيها كسر غرور وصلف العدو الصهيوني.وتحرير ارضنا المغتصبة وعودة سيناء الحبيبة الي حضن الوطن. ولان قصص وبطولات هذه الحرب لم تنته حتي هذا اليوم فإننا نواصل فتح ملف البطولات في هذه الحرب العظيمة. في مدينة القنطرة غرب.كانت تتمركز الفرقة 18 مشاه بقيادة الفريق فؤاد عزيز غالي. هذه الفرقة وماحققته من بطولات لم يكتب منه حتي الان الا القليل.فهذه الفرقة هي التي قامت بتحرير مدينة القنطرة شرق بعد معركة عصيبة مع العدو الاسرائيلي. الفريق فؤاد عزيز غالي تم تكليفه في حرب اكتوبر 1973 بعبور قناة السويس بقواته في منطقة القنطرة وتدمير النقط الاسرائيلية فيها فقام بالمهمة علي أكمل وجه. وبعد عبور قناة السويس استولي علي نقط حصينة في القنطرة واحدة وبعدها استولي علي ست نقط حصينة ورأس كوبري واستطاع صد هجوم اسرائيلي و دمر 37 دبابه في القنطرة تلاتة وحاصر القنطرة شرق حتي اقتحمها يوم 7 اكتوبر وقت المغرب وحررها وحافظ عليها طول فترة الحرب. كانت الحصون التي بناها العدو في قطاع القنطرة شرق من أقوي حصون خط بارليف وصل عددها إلي سبعة حصون . كما أن القتال داخل المدينة يحتاج إلي جهد لأن القتال في المدن يختلف عن القتال في الصحراء .ولذلك استمر القتال شديدا خلال هذا اليوم .. واستمر ليلتي 7/8 أكتوبر استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين وتمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي في نهاية يوم 7 أكتوبر من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيدا ً لتحريرها . وجاء يوم الاثنين 8 أكتوبر وتمكنت الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي من تحرير مدينة القنطرة شرق بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها . ودار القتال في شوارعها وداخل مبانيها حتي انهارت القوات المعادية واستولت الفرقة علي كمية من أسلحة ومعدات العدو بينها عدد من الدبابات وتم أسر ثلاثين فردا للعدو هم كل من بقي في المدينة وأذيع في التاسعة والنصف من مساء اليوم 8 أكتوبر من إذاعة القاهرة تحرير المدينة الأمر الذي كان له تأثير طيب في نفوس الجميع. الشاويش كيلاني ابن مدينة ابو كبير محافظة الشرقية واحد افراد الفرقة 18 مشاه يروي لنا جانب من اسرار وبطولات معركة تحرير القنطرة شرق فيقول: كانت خدمتي في مدينة القنطرة غرب وكانت الكتيبة التي اتبعها بقيادة المقدم ناجي الجندي.وكان الهدف الاساسي لنا هو عبور قناة السويس وتحرير مدينة القنطرة شرق والسيطرة عليها ومنع العدو من العودة اليها مرة اخري. واضاف كانت التدريبات متواصلة ولم نكن نحصل علي اجازات الا نادرا جدا وبعد المعركة تمركزنا في مواقعنا امام القناة وفجأة شاهدنا اسراب الطائرات تنطلق من فوقنا في اتجاه البر الشرقي للقناة فلم نتمالك انفسنا وهتفنا الله اكبر. تدمير النقاط الحصينة وقال كان احد الجنود يجلس امام مدفعه وفور مشاهدته للطائرات تعبر القناة لم تمالك نفسه وقبل لحظات من صدور امر الضرب وجه مدفعه باتجاه النقطة الحصينة الموجودة امامنا علي الضفة الغربية للقناة وكانت تصويبة مباشرة اقتلعت النقطة الحصينة من مكانها فهتف الجنود وبدأنا رحلة العبور للبر الشرقي للقناة وكانت الكتيبة الخاصة بنا هي اول كتيبة تصل الي الضفة الشرقية للقناة وقمنا بتدمير النقاط الحصينة للعدو ونجحنا في تحرير القنطرة الشرق وكان جنود العدو يختبئون منا وكنا نطاردهم من مكان الي اخر حتي فرضنا سيطرتنا علي المدينة بالكامل وتصدينا لكل محاولات العدو العودة الي القنطرة شرق مرة اخري. عبد المنعم البنا التحق بالقوات المسلحة بتاريخ 25/5/1966 بالكتيبة 337 مشاة من قوة اللواء 113 وكان تسليحه في كتيبته ¢آر بي جي ¢ مضاد للمدرعات والدبابات. يقول ركبنا السيارات وتحركنا في اتجاه قناه السويس دون أن يعلم أي فرد شيئا عن تحركنا تصورنا جميعا وقتها إنها مناورة جديدة للواء أو مشروع حرب , وفي تمام الساعة الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر فوجئنا ونحن في المركبات أن الشمس قد احتجبت بسحابة كثيفة من طائرات سلاحنا الجوي متجهة إلي عمق العدو الإسرائيلي صدرت لنا وقتها الأوامر بالعبور وعبرت أول دبابة من وحدتي عبر الكباري التي صنعها رجال المهندسين العسكريين فوق مياه القناة وقام العدو الإسرائيلي بتفجيرها علي الفور أملا في تعطيل تقدم القوات وعبورهم للقناة وعلي الفور تقدم ¢ونش¢ تابع للواء 113 مشاة وقام بإلقاء الدبابة في مياة القناة ليسمح لباقي المركبات والدبابات بالعبور , وقمنا بعبور القناة مستترين بغطاء جوي ممتاز من طائرات سلاحنا الجوي الذي نسج مئات البطولات والملاحم في تلك الحرب, وأذكر انني دمرت مايقرب من 3 مركبات للعدو باستخدام سلاحي حتي نفذت ذخيرتي وكان الليل قد حل علينا وجاءتنا الأوامر بالرجوع مرة أخري إلي قاعدة دورياتنا للتزود بالاحتياجات الإدارية والذخيرة وللحصول علي قسط من الراحة وأثناء اتجاهنا إلي قاعدة الدوريات عثرنا علي ¢دشمة¢ للقوات الإسرائيلية مختبيء بداخلها 13 جنديا إسرائيليا وعلي الفور قمنا بمحاصرتهم علي الرغم من أن ذخيرتنا كانت قد أوشكت علي النفاد وأجبرناهم علي الاستسلام لنا في الدفرسوار