لاجدال ان الاجراءات التنظيمية التي اتخذها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف الجديد احدثت لغطا شديدا بين اصحاب الهوي والمصالح الشخصية وهواة الصيد في الماء العكر وعدم استقرار الدولة ونظام الحكم . فراحوا يبثون سمومهم بين الناس تارة ويتهمون الرجل بمحاربة الدين تارة اخري . قالوا ان قرارات الوزير من شأنها تكميم الافواه والقضاء علي الدعوة الاسلامية ومحاربة الاسلاميين وقصر خطبة الجمعة علي الخطباء الرسميين. واذا كانت هذه القرارات التي اتخذها الوزير من شأنها تكميم افواه اشباه الدعاة الذين علت صيحاتهم سبا وقذفا في الاجهزة الامنية والشرطية والدفاعية فانعم بها من قرارات واذا كانت هذه القرارات لإظهار الاسلام الوسطي وان تقتصر المنابر علي من هم اهل لها وفي صميم تخصصهم وهم رجال الازهر وخريجوه فمرحبا بهذه القرارات التي عادت بالحق لاصحابه. واذا كانت القرارات لوأد فتن الزوايا وما خلفته لنا من مشكلات طوال الفترة الفائتة فاهلا بغلق الزوايا التي تبث سمومها دون مراعاة لوازع من ضمير اواخلاق. لذلك ادعو الدكتور مختار جمعة الا يستجيب لدعوات الاحباط ومدمني الفكر الظلامي وان يضرب بيد من حديد علي ايدي الطابور الخامس في الوزارة الذين يأكلون علي كل الموائد فهم اول من تقدموا الصفوف ووقفوا يدعمون الرئيس المعزول وباتوا ليالي واياما في ميدان رابعة دعما للشرعية المزعومة ومن قبلها كثيرا ما هللوا للرئيس المخلوع واليوم يدعون انهم يناصرون شرعية ثورة 30 يونيو . وهم بذلك يثبتون انهم بلا مبادئ اواخلاق. ان الاعتماد علي رجال الازهر صاحب المنهج الوسطي هو الحل للخروج بالمنابر من كبوتها وليعلم الوزير ان خريجي الازهر وهم كثر قادرون علي تخطي الازمة ومواجهة الصعاب مهما وضع امامهم المعوقين من عراقيل وصعوبات. وقد احسنت الاوقاف صنعا حينما الغت تصاريح الخطابة التي حصل عليها اصحاب الافكار التكفيرية من معاهد بئر السلم وحجرات الخفافيش واستبدلتها بخريجي الازهر اصحاب المنهج الوسطي المعتدل. لكن يبقي امام الوزير تطهير الدعوة والدعاة من كل من يثبت انه يدعو لاي فكر متطرف او يجعل من المنبر أدة لهدم اركان الدولة او يستخدم المنبر لبث الفرقة والسموم بين ابناء الوطن. * * * وختاما : قال تعالي: "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون" صدق الله العظيم المائدة 122