القرار الذي اتخذه د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بحظر خطب الجمعة في الزوايا وقصر الخطابة والامامة علي الأزهريين فقط هو قرار جريء ورائع وسليم وانتفاضة هائلة ضد تسييس المساجد انتظرناه كثيراً. القرار معناه واضح ولن تؤثر فيه مزايدات أو افتراءات أو مغالطات.. معناه عدم منع الصلاة في الزوايا الموجودة أسفل المنازل فيما عدا الجمعة فقط التي تحتاج إلي "خطبة".. ومعناه ان كافة المساجد الجامعة مفتوحة لكل الصلوات بما فيها طبعا الجمعة.. ومعناه ان الخطيب والامام لابد ان يكونا من خريجي الأزهر الشريف والمعاهد التابعة للأوقاف. انه قرار تنظيمي بحت يعلي من قيمة وقامة المسجد الجامع. ويعطي حق الدعوة لأصحابها الذين درسوها دراسة صحيحة وفق منهج وسطي لا تهويل فيه ولا تهوين. ويحافظ علي الهوية الدينية لشعب مصر. لقد عانينا كثيرا من خطباء التطرف والغلواء الذين استباحوا بيوت الله وسيسوها علي هوي تياراتهم التكفيرية والاقصائية.. وكم طالبنا بضرورة وقف هذه المهزلة وتلك المسخرة ولكن ضاعت أصواتنا هباء منثورا بين التجاهل تارة والاهمال تارة أخري وعدم ادراك عواقب الأمور تارة ثالثة حتي تحولت الزوايا التي انتشرت كالسرطان الي قنابل موقوتة ومفارخ للارهاب مما هدد السلام الاجتماعي ووجه ضربة محدودة تحت الحزام للوسطية الدينية التي تحلينا بها منذ نشأة الأزهر الشريف. لقد لعب المتطرفون علي مدي عقود بورقة حقيرة وهي تصنيف بيوت الله.. زعموا ان المساجد الواقعة تت اشراف وزارة الأوقاف هي مساجد حكومية بل ان بعضهم وصفها صراحة بأنها مساجد ضرار.. وان المساجد التي يؤمونها والزوايا التي ينشئونها هم فانها بيوت الله التي يرضي الله عنها وعن المصلين فيها.. ومن خلال هذه الفرية القذرة غذي خطباؤهم ودعاتهم الناس بأفكارهم المتطرفة والمشوشة والجهولة والتي هي أخطر علي الدين والدولة والناس من قنابل ورصاصات الارهابيين. المعتدلون في مصرنا وهم الغالبية العظمي يفهمون جيداً معني القرار ولن تؤثر فيهم الحملة المسعورة التي يشنها التيار المتأسلم من ان الدولة تحارب الدين وتمنع الصلاة!!!! أقول للمتأسلمين: أيها الجهلة والمغرضون.. كيف تحارب الدولة الدين وهي تعترف صراحة في المادة الثانية من الدستور- والتي لن تتغير- بأن "الاسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومباديء الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع"..؟؟ وأيها العميان بصرا وبصيرة.. كيف تمنع الدولة الصلاة ولدينا آلاف المساجد الجامعة التي تقام فيها كل الصلوات وصلاة الجمعة.. بخلاف أضعاف أعدادها من المساجد الصغيرة والزوايا التي لم ولن تمنع فيها الصلوات الخمس ولا يمكن السماح بذلك أبداً؟؟ حملتكم مفضوح مغزاها.. فقرار الأوقاف يحرم دعاة الفتنة من اعتلاء منبر رسول الله ومن إمامة المسلمين ويقصرهما علي خريجي الأزهر فقط.. مما يقضي علي منهجكم المتطرف ويكمم أفواهكم الكريهة عن اشعال نار الفتنة والكراهية. أخيراً.. نسيتم ان القرار "دستوري".. وارجعوا الي المادة الرابعة من دستوركم التي تنص علي ان الأزهر يتولي نشر الدعوة الاسلامية وعلوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم.. انتهي الكلام ولكن لن نغفل عنكم أبداً.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وأزهرها.. آمين.