طالب شباب 21 دولة عربية وأفريقية بإعلان وإطلاق حملة عالمية مشتركة من جميع الدول لوقف تهويد القدس وتفنيد الادعاءات الصهيونية بالحق اليهودي في القدس والوقوف في وجه التزييف الذي يتعرض له تاريخ بيت المقدس. ومخاطبة كافة الحكومات لاعتبار التراث المعماري وبيت المقدس جزءا من الحضارة العربية والإسلامية بل والإنسانية. والوقوف في وجه العدوان الأمريكي المحتمل علي سوريا باعتباره مخالفا لكافة المواثيق والقوانين الدولية فضلا عن عدم وجود دليل باتهامها باستخدام السلاح الكيماوي. دعوا لتوقيع اتفاقيتين بين مصر ولبنان لإعلان مدينتي الفسطاط وطرابلس ضمن التراث العالمي. وتنفيذ برنامج مشترك مع الاتحادات والمنظمات الشبابية العربية لنظافة المدن التراثية الإسلامية والحفاظ علي هويتها. شددوا علي ضرورة توقيع برتوكول تآخي بين المحافظات والمديريات والمدن التي بها تراث إسلامي وإنساني بمختلف مراحله. مع أهمية تدعيم وتنشيط السياحة المستدامة بين الدول العربية والإسلامية. خاصة بلدان الربيع العربي مثل مصر وتونس مع انتقاء الأماكن البعيدة عن الاضطرابات. جاء ذلك في الملتقي السابع للاتحاد العربي للشباب والبيئة الذي استمر علي مدي 3 أيام بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ¢إيسيسكو¢. اقترحوا في التوصيات التي ألقاها د. مجدي علام- رئيس اللجنة الفنية للاتحاد- التنسيق مع المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ووزارة الشباب لعقد لقاء حول ¢الشباب وذاكرة الأمة¢ وتخريج كشّافة مهتمين بالتراث الأثري والبيئي. وتنظيم دورة للإعلاميين العرب والمسلمين. ملتقي في مكانه حرص المنظمون علي عقد الملتقي في أماكن أثرية فكان الافتتاح في بيت القاهرة والفعاليات في بيت السنّاري برعاية مكتبة الاسكندرية. وقدّموا نموذجاً يُحتذي بتنظيفهم مكان إقامتهم ومناقشاتهم وتبرعوا بصنايق قمامة للحفاظ علي البيئة. وناقشوا عددا كبيرا من القضايا السياحية والشبابية من خلال ثلاث جلسات علمية حيث تناولت الجلسة الأولي برئاسة د.نيفين جلال - الأستاذ بكلية السياحة. جامعة قناة السويس- قضية ¢ السياحة المستدامة ¢ تم خلالها عرض لتاريخ بيت السناري ¢ وتحدث د.حسين أباظة- مستشار الاممالمتحدة للتنمية المستدامة- عن السياحة المستدامة. واستعرضت د.ناهد عمران - مدير عام جهاز التنسيق القومي الحضاري طرق الحفاظ علي المباني والمناطق الاثرية. وتم عرض لكتاب السياحة البيئية من قبل د.عبد الغفار حنيش - خبير التنمية المستدامة. ثم ناقشت الجلسة الثانية ¢ برئاسة د. سعاد عمران- الأستاذ المتفرغ بكلية السياحة. المشاكل البيئية للمناطق الاثرية السياحية ¢ وتم فيها بحث انماط السياحة المختلفة من قبل د.جمال البوهي - هيئة الآثار المصرية. وعرض د.احمد الجلاد- استاذ السياحة البيئية- لقضايا ومشكلات التنمية البيئية للمناطق الاثرية. وقدّم د.تامر عثمان- مدرس بكليه السياحة والفنادق جامعة قناة السويس. عرضا لسياحة المحميات الطبيعية. أما الجلسة الثالثة برئاسة د.عماد عدلي- رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة- فتم خلالها عرض برامج لجنة التراث الاسلامي بالايسيسكو من قبل د.عبد العزيز سليم- ممثل منظمة الايسيسكو. وعرض د.وائل رضا- رئيس وحدة الشباب بوزارة البيئة- لبعض التجارب الشبابية في حماية البيئة والحفاظ علي نظافتها. ثم تحدث د.مجدي علام- الاتحاد العربي للشباب والبيئة- عن تغير المناخ ومدن التراث. تاريخنا في آثارنا من جانبه أكد د.محمد حمزة الحداد- عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة- أهمية الآثار سواء للدراسة أو تصحيح المفاهيم والتدليل علي الأديان وليست وسيلة للحب والعشق. فالآثار آية من آيات الله تُعرّفنا بقصص الأنبياء والأديان وبالتالي يُخطئ من يحاربها أو يدّعي حُرمتها بل إنها تعطينا العظة والعبرة في الأمم السابقة. مندداً بالقتاوي التي تبيح الحفائر الأهلية لسرقة الآثار. مطالباً بضرورة وجود رؤية تسويقية لآثارنا التي تُعدّ ثلثي آثار العالم وفي الأقصر وحدها ثلث آثار العالم. وانتقد د.الحداد الأفعال التي مارستها التيارات الدينية مؤخراً سواء مع البشر أو الحجر. داعياً لتعلّم سيرة النبي الكريم وصحابته رضوان الله عليهم الذين فتحوا بلاد الدنيا بالحب والتسامح والعدل بين الناس فكانوا لا يظلمون أحدا حتي في طريق فتح الصعيد مثلاً بقيادة جابر بن عبد الله بن جابر الأنصاري. كانوا يأخذون طعامهم من السكان بالمال فإذا لم يكن معهم أعطوهم إيصالات لتُخصم من خراجهم أو قيمة الجزية. محذّراً من مخططات تدمير ممتلكات الشعب وبيعها كما كان مقررا مع قصر المنتزه بالأسكندرية ببيعه للشيخة موزة. والسلاملك لخيرت الشاطر. مشيرا الي أن عدد قصور الرئاسة المصرية يبلغ 250 قصرا علي مستوي الجمهورية لم تستطع الحكومات المتعاقبة الإضافة إليها! وصف د. الحداد المصريين بعادة ¢تمصير¢ كل وافد عليهم حتي الحضارات والثقافات والغزاة. مشيرا الي أن مسجد السلطان حسن يُعدّ هرماً لمصر الإسلامية بما يقدّمه من تميّز وحضارة وخدمة إنسانية مستدامة. مؤكداً أن الحضارة الإسلامية ما كان لها لتزدهر لولا ¢الأوقاف¢ التي أوقفها أهل الخير. وفي هذا الإطار وصف د.مجدي علام المصريين عامة وعلماء الدين خاصة بأنهم دائماً يُعلون مصلحة الوطن علي مصالحهم الشخصية. مستشهداً بما حدث في ثورتي القاهرة الأولي والثانية ضد الاحتلال الأجنبي فلم يطلبوا منصباً ولا جاهاً واتفقوا علي شخص مُحنّك ليقود البلاد الي بر الأمان. ولم يُفرّقوا كلمتهم بادعاء إن كان مدنيا أم عسكريا. فاختاروا محمد علي صانع نهضة مصر الحديثة علي مدي 200 عام. تكريم وتقدير وكما بدأ الملتقي بالتكريم لعدد من الشخصيات والوزراء مثل وزيري البيئة د.ليلي اسكندر. والسياحة د.هشام زعزوع . ود.حاتم خاطر رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الاهلية. ود.عماد عدلي - رئيس منتدي التنمية المستدامة. ود.عبد العزيز سليم - ممثل منظمة الايسيسكو. كان أيضا الختام تكريماً قدّمه شيخ السادة الرفاعية السيد طارق يس الرفاعي. وخليفته محمود. بتسليم شهادات تقدير للوفد الشبابي ومرافقيه بإشراف د.ممدوح رشوان ود.هشام حسين- المعماري بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا. تشجيعا للسياحة عامة والبيئية خاصة. وتعبيرا عن المشاركة المجتمعية الفعالة. وإظهارا للدور الصوفي الفعال في خدمة المجتمع. خاصة وأن المشاركين في الملتقي كانوا قد قاموا في ختام لقائهم بزيارة سياحية لأقدم وأهم الآثار الإسلامية ممثلة في مسجدي السلطان حسن والرفاعي تحت إشراف مدير المنطقة الأثرية جمال مصطفي الرودي.. وقدّم طارق الرفاعي تعريفا لمؤسس الطريقة الرفاعية بالعراق وللمسجد وأهميته حيث مدفون فيه الشيخ علي أبو شبّاك وقصة تحويله الي مدفن للعائلة المالكة من أسرة محمد علي وأيضا لشاه إيران. وحثّ الرفاعي السيّاح العرب والمسلمين والأجانب للعودة الي مصر بلد الأمن والأمان لأنها سرعان ما ستتغلب علي الكبوة التي ألمّت بها في الفترة الأخيرة. داعياً كل مصري الي العمل والإنتاج وتخطي العقبة الركود التي أصابتنا مؤخراً. وعلّق د.ممدوح رشوان- أمين عام الاتحاد- بأن ما دفعه فعلا للإسراع في عقد هذا الملتقي. واتفاقه مع زملائه في مختلف الدول لنقل كل الأنشطة والفعاليات الي مصر. ذلك الخبر المحزن من أن إيراد معبد أبي سمبل في أحد الأيام قيمة تذكرة واحدة 4 جنيهات ونصف!! ما يدل علي ضرب وتدمير السياحة المصرية التي هي عماد الاقتصاد.