* يسأل أحمد عبدالمنعم من كرداسة: ما حكم الشرع فيمن قتل وسحل جثث الجنود ورجال الشرطة؟ ** يقول الشيخ عادل أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: حذر النبي صلي الله عليه وسلم طيلة حياته من القتل وتحطيم بنية الإنسان أي كانت عقيدته أو اتجاهه السياسي. أو منهجه الذي يعتنقه وذلك تطبيقا لقول الله عز وجل "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" وكانت آخر خطبة التي خطبها صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع "ألا إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض" وحذر من الفتن وأكد علي أن من علامات الساعة أن يكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل. وهناك أحاديث كثيرة بينت الموضوع من بدايته كقوله صلي الله عليه وسلم: "من أعان علي قتل مسلم ولو بشطر كلمة كان في النار" ومعلوم أن كلمة "اقتل" مكونة من أربعة أحرف وشطرها "أق.." فمن حرض ولو بنصف الكلمة فهو مشترك في الجريمة. وقتل الجنود ورجال الشرطة وغيرهم والتمثيل بالجثث جريمة منكرة أي ما كان دوافعها فعندما مثل المشركون بحمزة توعدهم رسول الله بالتمثيل فنزل القرآن يحذره ويطلب منه الصبر فنزلت الآية: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولأن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله" وما يجري علي الساحة من امتهان وتعذيب وتمثيل بالجثث عمل يجرمه الإسلام أيا كان المفعول به جنديا أو شرطيا أو مسلما أو مسيحيا فالعبد بنيان الرب ملعون من هدمه فما بالك بمن مثل وشمت وأهان الجثة ولا تجد شريعة أو منطقا يؤيد هذا الصنيع الآثم لدرجة أن النبي صلي الله عليه وسلم بين في شريعته السمحة أن كسر عظام الميت ككسر عظام الحي بل تفوق في الإثم لكونها اعتداء علي جسد لا يستطيع الدفاع عن نفسه بعد أن ذهبت الروح إلي ربها. وقرر الفقهاء أن من يسحل أو يقتل أو يمثل بالجثة أو يهينها بأي من أنواع المهانة أن يقتص عن طريق القضاء سواء كان القاتل أو المحرض علي القتل أو التمثيل فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بفقأ أعين أصحاب "الحرة" الذين قتلوا الرعاة ومثلوا بجثثهم تطبيقا لقوله تعالي: "لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب". إن غياب وسطية الفكر الإسلامي عن عقول هؤلاء المجرمين هي التي صنعت منهم قلوبا غليظة ونفوسا مريضة وعقولا متحجرة لا تعرف الرحمة التي أمر بها الإسلام وجاء بها رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن الخطأ أن تنسب هذه الجرائم إلي الإسلام. إن الجنود هم أولادنا ورجال الشرطة إخوانا لنا وإن المصريين جسد متماسك تربطنا جميعا هوية الدين ووشائح القربة فما من بيت إلا وله ابن أو أخ يعمل في الأجهزة الأمنية سواء في الجيش أو الشرطة فلابد من الحفاظ عليهم ومعرفة أحكام الإسلام في التعامل معهم وتجريم الدماء وحرمة الدم ورحم الله كل من لقي ربه.