لم أكن أتصور أن تصل مصر إلي حالة أشبه ما تكون بالحالة السورية وقبلها الحالة الأفغانية فقد عشت وعايشت يوم السبت الماضي الضرب فتنة مسجد الفتح برمسيس ورأيت بعيني الرصاص الحي يحصد أرواح المصريين بصرف النظر عن انتماءاتهم .. فالكل ينتمون الي مصر. لعنة الله في الدنيا والآخرة علي كل من تسبب في وصول مصر الي الحالة الحالية التي جعلتنا ننسي معني الأمن والأمان وارتباطهما بمصر منذ فجر التاريخ حتي يوم القيامة لأن هذا مثبت بالنص الشرعي الباقي الي قيام الساعة ¢ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ¢. أري انه لا خروج من هذه الفتنة إلا بالعقل والحكمة وتقديم مصالح البلاد والعباد علي مصالح الأفراد وأن نرجع حقا الي الله ونخلص في طاعة الله وعن ذكره وشكره. لأنه سبحانه القائل "يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " المنافقون:9 . وأحذر أن نكون كالأعراب الذي سجل الله فعلتهم في قوله تعالي ¢ سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ¢ الفتح:11. او نكون كالمنافقين الذين قال الله فيهم "فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" التوبة:81 . ويجب أن نراجع أخلاقنا ومعاملاتنا مع الله تعالي وخلقه لأنه سبحانه الذي بيده مفاتيح القلوب يؤلف بينها اذا أطاعته لا ننسي أن استحلال الحرام إحدي الكوارث التي نعيش فيها رغم التحذير الإلهي ¢ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَي الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ¢ البقرة:188.وقوله سبحانه ¢ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ إن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضي مِّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ¢ النساء:29. ولنتذكر بعد أن وقعنا في هذه الفتنة قول النبي صلي الله عليه وسلم: " لعن الله الراشي والمرتشي " فالغالبية العظمي وقعوا في الرشوة الظاهرة والخفية . حتي بعض من أهل الخير منا أشك في صدق نواياهم فكانوا ممن قال الله فيهم ¢ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَي كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ¢ البقرة:264 ما احوجنا الي تدبر معني الحديث النبوي في ظل حالتنا هذه حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَي حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا. كَمَثَلِ قَوْمي اسْتَهَمُوا عَلَي سَفِينَةي. فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا. فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ. مَرُّوا عَلَي مَنْ فَوْقَهُمْ. فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا. وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً. وَإِنْ أَخَذُوا عَلَي أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا¢. وقوله صلي الله عليه وسلم ¢إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علي يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب¢ كلمات باقية : يقول تعالي ¢ ¢وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ¢ الأنفال 25.