العبادة والطاعة في رمضان وغيره

* يسأل علي سرحان من الشرقية: عشنا شهر رمضان.. شهر عبادة وتقوي ورحمة.. ولكن ما بعد رمضان فهل هناك منهج عبادي نسير به في غير رمضان؟
** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: إذا كان رمضان موسماً للصيام والقيام فإن العالم كله موسم للأعمال الصالحة. واليك طائفة من الأعمال المشروعة في مجال الصلاة والصيام فاحرص علي فعلها وتحقيقها لتفوز بسعادة الدنيا والآخرة:
1- صيام التطوع: كالستة أيام من شوال: ففي صحيح مسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم: قال"من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر". وصيام ثلاثة أيام من كل شهر: لقوله صلي الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أوصاني خليلي بثلاث.. وذكر: ثلاثة أيام من كل شهر" "متفق عليه" وصيام الاثنين والخميس: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلي الله عليه وسلم "يتحري صوم الاثنين والخميس" رواه الترمذي وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:"تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" رواه الترمذي" وصيام يوم عرفة. ويوم عاشورا: ففي صحيح مسلم أن النبي "صلي الله عليه وسلم" سئل عن صيام يوم عرفة فقال:"يكفر السنة الماضية والباقية" وسئل عن صيام عاشورا فقال"صلي الله عليه وسلم" أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وصيام شهر شعبان: عن عائشة رضي الله عنها قالت:" ما رأيت النبي صلي الله عليه وسلم استكمل شهراً قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان".
2- قيام الليل في كل ليلة من ليالي العام: ففي صحيح مسلم عن النبي "صلي الله عليه وسلم" قال:"أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" وفي الصحيحين أن النبي "صلي الله عليه وسلم" قال:"ينزل ربنا تبارك وتعالي كل ليلة إلي السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتي مطلع الفجر" وكان النبي صلي الله عليه وسلم يقيم الليل طول العام بإحدي عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة. فتقول له أمنا عائشة رضي الله عنها: هون علي نفسك يارسول الله. ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول لها: يا عائشة "ألا تحبين أن أكون عبداًً شكوراً".
3- السنن الرواتب التابعة للفرائض: وهي اثنتا عشرة ركعة أربع قبل الظهر. وركعتان بعدها. وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء. وركعتان قبل صلاة الفجر. فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت:" كان رسول الله "صلي الله عليه وسلم" يصلي الضحي أربعاً ويزيد ما شاء الله" رواه مسلم.
4- الصدقات: كان النبي صلي الله عليه وسلم أجود الناس فإذا جاء رمضان كان أكثر جوداً مما كان حين يلتقي بجبريل ويتدارسان القرآن. وكما جاء في الصحيحين والسنن والأسانيد أحاديث كثيرة عن النبي "صلي الله عليه وسلم": "الصدقة برهان". "وممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله يوم القيامة:" رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
فيا من وفي رمضان علي أحسن حال لا تتغير في شوال. يا من رأي العيد ووصل إليه متي تشكر المنعم وتثني عليه. فليس العيد لبس الجديد. وإنما بقبول الأعمال والقرب من الغني الحميد. فيا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه. ومن المحروم فنشفق عليه ونعزيه.