* يسأل محمد فاضل من المنصورة: في هذا الزمن انتشرت الغيبة بين بعض الناس في حكمها؟ وما سببها؟ وما علاجها؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر: اتفق الفقهاء علي أن الغيبة هي ذكر المرء بما يكرهه سواء أكان ذلك في يدي الانسان أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو ماله. وقيل هي ذكر العيب بظهر الغيب واتفق الفقهاء علي أن الغيبة حرام وهي من الكبائر وذلك للنهي عنها قال تعالي في سورة الحجرات: "ولا يغتب بعضكم بعضا" وجاء في سنن ابي داود عن أبي برزة الأسلمي أن سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان في قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته" أما عن أسباب الغيبة فهي كثيرة ومنها: الحقد والحسد الذي في قلب المغتاب ولا يجد شفاء لغليله سوي الاساءة الي من يغتابه وهذا يؤدي الي سوء الظن بالآخرين او اتهامهم بما يؤدي الي انقاص مكانتهم بين الناس. علينا أن نبتعد من مجالس الغيبة حتي لا نقع في الاثم الذي وقع فيه المغتاب لأن الغيبة مرض خطير وداء فتاك ومعواه هدام لأن هذا المرض يؤدي الي تمزيق شمل الاحباب وقد يؤدي الي مالا يحمد عقباه. وعلينا أن نحذر المغتاب من سوء فعله وما يترتب عليه من آثار سيئة تعود علي الفرد والمجتمع. أما اذا كان الانسان مظهريا وعرض مظلمته علي من يستطيع رفع الظلم عنه فلا حرج في ذلك ولا يعد هذا من الغيبة. وكذا لو كان يريد الاستعانة بالغير لرفع الظلم عنه او كان القصد التحذير من شر المغتاب فكل هذا لا يقصد من ورائه الغيبة وانما يريد بيان الحقيقة فقط حتي لا تحدث الفوضي بين الناس ورحم الله الفاروق عمر رضي الله عنه الذي قال: "عليكم بذكر الله تعالي فإنه شفاء وإياكم وذكر الناس فإنه داء". روي عن الإمام الحسن رضي الله عنه أن رجلا قال له: ان فلانا قد اغتابك فبعث إليه رطبا علي طبق وقال: قد بلغني أنك أهديت الي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك علي التمام وقال بعض الصالحين: أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصلاة والصوم ولكن في الكف عن أعراض الناس.