* تسأل نعمة محمود من الفشن: سيد مات ابنها. وهي تذهب إليه كل يوم جمعة.. وهي تسأل سؤالين: الأول هل يشعر الميت بذويه أو بأمه وهي موجودة جالسة عند شاهد قبره؟ والثاني: ماذا عن الكلام الذي يتردد بأن روح الأموات ترفرف حول القبور يوم الجمعة واليوم الذي يليه واليوم الذي يسبقه؟. ** أجاب علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: بالنسبة لزيارة المرأة القبر ففيها كراهة» لأن الإسلام يريد لها أ ن تنسي الحزن وتزاول أعمالها مرة ثانية في الحياة.. ولكن نحن نفتي للمرأة بالذهاب إلي القبر من أجل حالتها النفسية. فربما لو لم تذهب تجن أو تتأثر حالتها النفسية والصحية.. لأنها فقدت ابنها. وهي محرومة منه. وهذا الذهاب للقبر سيريحها.. فنفتي لها أن تذهب. ولكن المهم ألا تحدث مخالفات شرعية. فلا نياحة ولا أصوات مرتفعة بالبكاء ولا تلطم الخدود ولا تشق الملابس. لا تقول إلا ما يرضي الله عز وجل.. وإنما ذهابها مع الالتزام هو من باب العلاج.. ولكن الأفضل أن تبتعد. وتنسي الأحزان. وتخالط الحياة.. ولا داعي للإصرار علي الذهاب كل جمعة حتي وإن كان ذلك يسلي قلبها. ويحدث شيئاً من تسلية القلب.. إلا أن الأفضل أن تبتعد عن كثرة زيارة القبور.. وربنا يكرمك إن كان لك أولاد آخرون. أو يكرمك في حياتك بصبرك.. ويدخلك به الجنة.. ودائماً نحاول أن نجعل الإنسان ينسي أحزانه ويزاول حياته مرة ثانية. أما بالنسبة للأرواح التي تحس بالزائر. أو ترفرف حول القبور يوم الجمعة أو أي يوم آخر.. فليس في الكتاب ولا في السنة الصحيحة عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الأمر هذا التفصيل. إنما هو موجود في كتبنا التراثية منسوباً إلي التابعين.. فبعض تابعي الصحابة أو بعض تلامذة الصحابة "كما في كتاب التذكرة للإمام القرطبي صاحب التفسير" يقول: إن الروح لها اتصال بعد عصر يوم الخميس وإلي فجر السبت.. وكأن هناك تليفزيوناً تفتحه الروح للاتصال بزائري القبر. فيري فيه زائريه. ويري فيه من يذهب إليه.. هذا الكلام ليس موجوداً في الكتاب. وليس موجوداً في السنة.. إنما هو موجود في التراث.. ونحن في هذه الحالة غير ملزمين باعتقادها» فإنها غير موجودة في القرآن أو السنة الصحيحة.. وهي وإن كانت ممكنة عقلاً.. فالسؤال كيف عرفها التابعي.. ربما يكون قد قرأها في رواية من روايات بني إسرائيل.. أو وردت عن أنبياء بني إسرائيل.. وقد يكون عرفها عن طريق آخر.. ولذلك أنا لا ألتفت إليها. لا أكذبها وكذلك لا أصدقها. لا أكذبها ولا أنكرها. إلا إذا ترتبت عليها مفاسد. ففي هذه الحالة أنكرها وأكذبها.. لكن هي كمعلومة غير موثقة.. فهناك معلومات في الدين غير موثقة. ولذلك لا نعتمد عليها» لأنها غير موجودة في الكتاب ولا في السنة الصحيحة.. وإن كانت موجودة في كلام التابعين.. فإنها لا ترقي إلي مرحلة الاعتقاد أو التعامل معها علي انها حقيقة لا خلاف عليها..