المقاهي والكافيهات اصبحت من الظواهر الخطيرة التي اكتظت بها مدينة القاهرة. بكل شوارعها واحيائها. القديمة والجديدة. الشعبية والراقية. انها الظاهرة. أو قل. "الموضة الجديدة" التي بدأت تغزو شوارع واحياء القاهرة الجميلة العريقة. منذ بضع سنوات قلائل مضت. ومن الملاحظ ان هذه الظاهرة تزداد انتشاراً يوماً بعد يوم وخاصة بين الشباب وصغار السن من الجنسين. بعد ظهور انواع جديدة من الشيشة. بمذاقات من النكهات الجذابة. بطعم الفواكه كالتفاح والخوخ والكانتلوب. البعض يعتبر الشيشة وسيلة للتسلية والتفريج عن التوتر والكبت والبعض الآخر يراها "موضة". وأما عن أماكن تواجد هذه الكافيهات فتلاحظ انها انتشرت. وبكثرة. بالادوار الارضية من العمائر السكنية. والتي من المفترض انها منازل سكنية كباقي أدوار وشقق العمارة. لكن أصحاب هذه الشقق. بالادوار الارضية. معظمهم قام بتأجيرها لآخرين ليديروها ككافيهات. ليتربحوا منها. بالرغم من أن ذلك فيه مخالفة للقانون. تدار هذه الكافيهات. ويتواصل العمل فيها الي ما بعد منتصف الليل. ويمارس فيها المشروع وغير المشروع. فكل شيء فيها جائز مادام ان صاحبها يحقق من ورائها أرباحاً. هذا بالاضافة الي استغلال بعض اصحاب هذه المقاهي والكافيهات للارصفة والمساحات الخضراء. المجاورة والمواجهة للمقهي او الكافيه. وجعلها اماكن ملحقة بكافيهاتهم. وذلك بوضع كراسيهم وطاولاتهم فيها ليجلس رواد المقهي. غير مبالين بحجم الأذي الذي يلحقونه بالسكان. لاسيما البنات والسيدات. الذين لا يستطيعون النزول او الصعود. من وإلي منازلهم. الا ويتعرضون للمضايقات من قبل الشباب الذي يرتاد المقاهي. والجديد او قل والمرعب في الموضوع ان بنات هذا العصر اصابتهم حمي الجرأة التي وصلت الي حد البجاحة. وربما الوقاحة. والتي لاحظنا معها ان غالبية رواد هذه المقاهي والكافيهات من البنات. بالفعل منظر مقزز ان تري فتاة جالسة في مقهي او كافيه. وسط مجموعة من الشباب. واضعة إحدي ساقيها. العاريتين تماماً علي الاخري. وتنفث دخان الشيشة بلا خجل ولا حياء. علي الملأ وفي مكان عام ناهيك عن المواعيد المتأخرة التي يتواصل العمل فيها بتلك الاماكن. حيث يبدأ اصحاب المقاهي والكافيهات اعمالهم. البداية الفعلية. من بعد العصر تقريباً ويستمرون الي ما بعد منتصف الليل ربما بقليل أو بكثير. اتذكر. وأنا في طفولتي. ان الرجال فقط هم الذين كانوا يتعاطون مثل هذه الاشياء. وكان ذلك منتشراً في المناطق الشعبية والاحياء الفقيرة حيث ان الشيشة. او كما كانت تسمي قديما ب"الجوزة" كانت تعتبر في متناول يد الفقراء ومتوسطي الحال الذين لا يستطيعون شراء السجائر. فكانت الجوزة او الشيشة هي الكيف عندهم. واتذكر ايضا انه لو ان امرأة ابتليت بهذا الابتلاء كانت تتخفي بابتلائها بحيث لا يراها احد والا ففضيحتها تكون بجلاجل. اما اليوم فالبنات اصبحن يتباهين بمثل هذه السلوكيات البغيضة. الوافدة الينا من مجتمعات مختلفة عنا تماماً من حيث الدين والاخلاق والعادات والتقاليد. وللأسف الشديد أصبحنا نقلد كالببغاوات بلا أدني تفكير أو تعقل أو تدبر. وأما عن اضرار الشيشة وانها تفوق اضرار تدخين السجائر فحدث ولا حرج. حيث يؤكد المتخصصون علي خطر تناول الشيشة وانها تحتوي علي نفس المواد الضارة والمسرطنة الموجودة بالسجائر. هذا بخلاف الاضرار التي تحدثها في الجهاز التنفسي حيث تقلل من كفاءة الرئتين وتسبب الذبحة الصدرية وتصلب الشرايين وسرطانات الرئة والفم والمرئ والمعدة. علاوة علي أن السيدات اكثر عرضة للخطر لان رئتي المرأة وعضلات التنفس اقل من الرجل. وتدخين الشيشة اثناء الحمل يؤدي لتشوه الجنين ويعرضه لأمراض تنفسية. علاوة علي وجود ميكروبات داخل خرطوم الشيشة "اللي". تنشط مع تداول الشيشة بين الاشخاص. تؤدي لسرطان الدم والفيروسات الكبدية والتهاب الرئوي والسل. الي جانب ان الشيشة تحتوي علي اكثر من 3 آلاف مادة سامة تمثل خطرا داهماً خاصة علي الشباب الذي لا يتجاوز عمره 16 - 18 سنة. وللحديث بقية