في شوارع وسط البلد.. وعلي الأرصفة في الأحياء المختلفة يجلس الشباب والفتيات متجاورين يدخنون الشيشة.. الظاهرة تزداد انتشاراً كل يوم وخاصة بين صغار السن بعد ظهور أنواع جديدة من النكهات الجذابة. البعض يعتبرها وسيلة للتسلية والتفريج عن التوتر والكبت والبعض الآخر يراها "موضة" وخاصة الفتيات رغم كل ما تسببه من أمراض ورغم القوانين المحلية التي تمنع تقديم الشيشة في المقاهي والكافيهات. جميل أنور مدير كافتيريا يقول أعمل بتلك المهنة منذ 50 عاما كنا في الماضي نقدم الشيشة للرجال والشباب فقط ولكن بعد تطور نكهات الشيشة وظهور أنواع بمذاق الفاكهة مثل التفاح والخوخ والكانتلوب وغيره جاءت الفتيات وبنسبة كبيرة واصبحن بارعات في تدخينها عن الرجال. أحمد توفيق عامل بأحد الكافيهات يشير إلي أن الشيشة كانت سمة من سمات المقاهي البلدي ولكنها مع الوقت انتشرت في الكافيهات الراقية والفنادق الفاخرة ليقبل عليها كل الطبقات وجميع الأعمار وخاصة طلاب الجامعة هربا من ارتفاع أسعار السجائر أما الشيشة فمتوفرة بكل الأسعار. أفضل للفتيات ليلي مختار موظفة تؤكد أن للشيشة مذاقاً خاصاً فقد اعتدت عليه تدخين السجائر منذ الصغر وبتشجيع من زملائي اتجهت للشيشة من باب التجربة فجذبتني رائحتها النفاذة من النكهات المختلفة التي تقدمها الكافيتريات وجدتها أفضل من السجائر بالإضافة إلي أن أصحاب المقاهي يقدمونها بطريقة بارعة فهي مناسبة للفتيات أكثر من الشباب. منه محمد طلبة تضيف أجلس مع زملائي علي الكافيتريات الشهيرة ندخن الشيشة فهي تسليتنا الوحيدة ومع تعدد النكهات زاد إقبال جميع الأعمار عليها للاستمتاع برائحتها الجذابة علاوة علي أن هذه النكهات الجديدة أخف من الأنواع القديمة وغير مضرة. يحدث ذلك رغم أن قوانين البيئة تقنن تدخين الشيشة كما تقول دكتورة أحلام فاروق مدير عام التفتيش بوزارة البيئة والوزارة أصدرت قانون بتخصيص أماكن للمدخنين في الكافيهات والمولات عدا السينما والمطارات فغير مصرح بالتدخين فيها وفرض عقوبة علي المدخنين بالمواصلات العامة وغيرها من الأماكن العامة ومنع تراخيص تقديم الشيشة بها ما عدا ذلك فهو مسئولية وزارة السياحة فهي الجهة المسئولة عن الأماكن المستخدم فيها الشيشة. اضرارها تفوق السجائر الدكتور خالد القاضي أستاذ البيولوجي وصحة البيئة ووكيل كلية الاقتصاد يؤكد علي خطر تناول الشيشة "فالنفس الواحد" به مادة نيكوتين تعادل 100 سيجارة ويعتقد مدخني الشيشة أن مرور الدخان عبر الماء ينقي السموم وهذا اعتقاد خاطئ فأضرار الشيشة تزيد عن السجائر حيث تحتوي علي نفس المواد الضارة والمسرطنة بخلاف الأضرار التي تحدثها في الجهاز التنفسي والدم ما يتسبب في الذبحة الصدرية وتصلب الشرايين علاوة علي وجود ميكروبات داخل خرطوم الشيشة "اللي" تنشط مع تداول الشيشة بين الأشخاص تؤدي لسرطان الدم والفيروسات الكبدية والتهاب الرئوي والسل. ويري القاضي ضرورة فرض رقابة صارمة علي المقاهي والكافيهات لمنع تقديم الشيشة للقضاء علي تلك العادة السلبية فهناك قانون يمنع تقديم الشيشة في المقاهي والكافيتريات وخاصة للشباب تحت 18 عام ولكنه معطل بسبب الانفلات الأمني. خطر علي المرأة دكتور نبيل نجيب استشاري أمراض الباطنة ورئيس قسم الكلي بمستشفي قليوب يقول تحتوي الشيشة علي أكثر من 3 آلاف مادة سامة تمثل خطرأ داهماً خاصة علي الشباب الذي لا يتجاوز عمره 16 و18 سنة حيث تقلل من كفاءة الرئتين وتسبب سرطانات الرئة والفم والمرئ والمعدة علاوة علي أن السيدات أكثر عرضة للخطر لأن رئتا المرأة وعضلات التنفس أقل من الرجل فتدخين الشيشة أثناء الحمل يؤدي لتشوه الجنين ويعرضه لأمراض تنفسية. دكتور محمود عبدالمجيد مدير مستشفي الصدر بالعباسية يري أن إقبال الشباب علي الشيشة رغم خطورتها لكثير من العوامل النفسية وزيادة نسبة البطالة وفقدان الأمل في الحصول علي فرصة عمل وعدم وجود أندية اجتماعية تحتضن هذا العدد الهائل من الشباب علاوة علي عدم التنشئة الصحيحة فنحن نحتاج لنشر الوعي الثقافي قبل سن القوانين للحد من هذه الظاهرة القاتلة.