* تسأل الأستاذة "م.ف.س" الشهداء منوفية: قام رجل بالتهجم علي واغتصبني وحاولت الدفاع عن نفسي فلم أستطع. وهو يهددني بالفضيحة إن لم أمكنه من نفسي. فحاولت الانتحار لأحفظ نفسي من الزنا. فقال لي أحد المشايخ الانتحار حرام. فهل الانتحار حرام؟ ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: من المسلم به شرعاً أن الانتحار حرام بل وكفر قول الله تعالي: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً" النساء: 29. وقال تعالي: "ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون" الأنعام: 151. وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يحتسه في نار جهنم خالداً فيها أبداً. ومن تردي من جبل فقتل نفسه فهو مترد في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" وعن جابر بن عبدالله الأنصاري: أن رجلاً قتل نفسه بمشاقص "سهم فيه نصل حاد" فلم يصل عليه رسول الله "البخاري". وجاء في الدر شارح التنوير وحاشيته رد المختار: "ولو أكره أحد علي الزنا بملجيء لايرحص له أي قتل نفسه لأن فيه قتل النفس التي حرمها الله" ومعلوم أن أكرهت علي الزنا ولم تستطع دفعه بأي شكل من أشكال المقاومة لا حد عليها. لقول رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "رفع عن أمتي السهو والنسيان وما استكرهوا عليه". وحديث طلاق المكروه لا يقع مشهور بين الناس جميعاً. فالأخت السائلة لا تقنطي من رحمة الله فرحمته وسعت كل شيء. وقومي بالاستغاثة بالشرطة لدفع هذا الضرر عنك وتأخذ عليه تعهداً بعدم التعرض لك. من ناحية أخري استعيني عليه بقيام الليل واسألي الله من فضله أن يرد شره عنك. ويهديه إلي سبل الرشاد. وأقول لهذا الرجل المسلم: هل ترضي هذا لأمك أو لزوجتك أو لأختك. أو لعمتك. أو لخالتك؟ فاعلم أن الذنب لا يبلي والديان لا يموت ففعل ما شئت كما تدين تدان. وقال أسلفنا: من زنا يزنا بأهله ولو في عقر داره ولو بعد حين. اتقي الله في أعراض المسلمين. وأعلم أنك واقف بين يدي الجبار المنتقم يوم القيامة فهل حضرت الجواب عندما تسأل عن هذا الجرم العظيم؟ أسأل المولي عز وجل العفو والعافية والستر في الدنيا والآخرة لجميع المسلمين. آمين. والله أعلم.