رغم الدعوة الاسلامية بالاحتفاء بالام و تكريمهاپ علي مدار الساعةپ و في كلپ وقت دون انتظار لمناسبة.. تتجدد الاحتفالات بعيد الأم في مارس من كل عام پبعد الدعوة التي أطلقها ¢الأخوان مصطفي وعلي أمين¢ منذ عشرات السنين واستحسنها الكثيرون من الخبراء ومعها تتجدد أيضا الدعوات المتشددة والرافضة باعتبار أنه لا أعياد في الإسلام غير عيدي الأضحي والفطر.. ورغم هذا وذاك يحتفل الناس وتنشط حركة الأسواق بالبيع والشراء وخاصة للمنتجات التي تخص الأم. في هذه الأيام نحتاج پالمناسبات للتذكير بما يجب تجاه الأمهات وإن كنا قد ابتعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف في التمسك برعاية الوالدين والبر بهما فلننظر الي المجتمعات الإنسانية حتي نري ماذا يفعلون معهما من بر ورعاية فها هي الصين تربط بين حسن رعاية الآباء والترقية الوظيفية باعتبار أن من لا يحسن رعاية والديه لا يستحق الترقية الوظيفية لأنه لن يخدم الناس. يستنكر الشيخ محمود عاشور- وكيل الأزهر سابقا- تحريم البعض لمثل هذا الاحتفال مؤكدا أن ديننا الحنيف أمرنا بطاعة الوالدين والبر بهما أحياء وأمواتا حتي انه قرن بين طاعتهما وطاعة الله سبحانه وتعالي لكنه رفض طاعتهما في المعصية. وقال: ما المانع في أن يحتفل الأبناء بالأم حتي وإن كان هذا في يوم واحد علي مدار العام وفيه تعارف الناس علي التواد والتزاور والتجمع الأسري والتهادي فهذا مما يحث عليه الإسلام لأنه يُرقق القلوب ويؤلّفها علي التحاب والتراحم ويجمع الأبناء علي مائدة واحدة بعد أن تكون أشغالهم قد اخذت كلا منهم في دوّامة الحياة. أمور مستحسنة يقررالداعية پفوزي أحمد عباس أن الاحتفال بعيد الأم من الأشياء الحسنة التي لا شئ فيها فهي من الأمور المستحسنة حيث يذهب الابن لأمه حاملا هدية يفرّحها بها خاصة في ظل الأجواء والأزمات الطاحنة التي تأخذ الإنسان من كل مسئولياته الاجتماعية والأسرية فما المانع لو تذكر الإنسان هذه الواجبات في يوم عيد تعارف الناس عليه وتم تخصيصه للأم؟ مع تأكيدنا علي ضرورة طاعة الوالدين والبر بهما طوال العام وليس يوما واحدا في العام لأن الأم هي التي حملت وأرضعت وسهرت وتعبت وهي سبب وجودنا في هذه الحياة فلها الفضل بعد الخالق سبحانه وتعالي لذلك ورد أن الأم إذا ماتت نادي مناد من السماء: يا ابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فاعمل عملا نكرمك من أجله. والأم هي التي ذكرها سيدنا رسول الله في حديثه ثلاث مرات متتاليات في حين ذكر الأب مرة واحدة تأكيدا علي دورها ومكانتها فياليت كل فرد منا يحتفل في هذا اليوم ويفرح مع أمه ويدخل عليها السرور وعلي من ينكر الاحتفال بقوله: لا يوجد في الإسلام إلا عيدا الأضحي والفطر نقول له: هذا تضييق في الشريعة لأن عيد الأم ليس عيدا شرعيا أو دينيا وإنما هو مناسبة لإدخال السرور والبهجة علي قلب ¢ست الحبايب¢ ولا شئ في هذا إطلاقا. يضيف الشيخ فوزي: ليس هذا فحسب بل حتي بعد وفاتها فالابن مطالب بالبر بها وبالأب أيضا بزيارة أصدقائها والتصدق علي روحها والدعاء لها بالمغفرة والرحمة وزيارة قبرها كما كان يفعل سيدنا رسول الله حينما يري السيدة حليمة السعدية يفرش لها رداءه ويقول: مرحبا بأمي. فهذه الأم المرضعة فما بالنا بالأم التي حملت ووضعت وأرضعت؟! من رضا الله يقول الباحث التربوي أحمد أبو الوفا: لقد أولي الإسلام الحنيف الوالدين عناية فائقة وأوصي ببرهما معا وجعله بعد مرتبة الإيمان بالله تعالي. يقول سبحانه تعالي "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" الاسراء 23 ففي هذه الآية الكريمة قرن المولي سبحانه وتعالي بين عبادته وتوحيده وبين الإحسان إلي الوالدين. ولقد خص الله عزوجل الأم بمزيد من الوصيةپ ليعلي من شأنها ولما قامت به من دور يفوق كل دور في الحياة فقد حملت وأرضعت وتعبت وسهرت وربت وعلمت. وقد شاركها الأب في هذه المهام الشاقة. يقول الله تعالي "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير" لقمان 14. أضاف: ولقد ظهر جيل من الشباب في هذا الزمان"وللأسف الشديد" يفضل زوجته علي أمه. ونسوق لهؤلاء وأمثالهم هذه القصة ليأخذوا منها العبرة والعظة: كان في زمن النبي صلي الله عليه وسلم شاب يسمي "علقمة" كثير الاجتهاد في طاعة الله والصلاة والصيام والصدقة فمرض واشتد عليه المرض فأرسلت امرأته الي رسول الله صلي الله عليه وسلم تُعلمه. فأرسل الرسول صلي الله عليه وسلم عمارا وصهيبا وبلالا وقال: امضوا اليه ولقنوه الشهادة. فجعلوا يلقنونه"لا إله إلا الله" ولسانه لا ينطق بها. فأخبروا رسول الله بذلك فسأل: هل له من والدين؟ قالوا: له أم. فأرسل في طلبها وسألها عن حاله فقالت: إني عليه ساخطة!! پفقال لها:لم؟ فقالت: يارسول الله كان يؤثر عليّ زوجته ويعصيني!! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ان سخط ام علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة وكاد يموت كافرا. وطلب الرسول صلي الله عليه وسلم جمع الحطب فقالت أم علقمة: يارسول الله ما تصنع؟ فقال: أحرقه بالنار بين يديك. قالت: يارسول الله ولدي! لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي! ودار حوار ورضيت أم علقمة عليه فنطق علقمة ب"لا إله إلا الله" ومات. فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم علي شفير قبره وقال: ¢يا معشر المهاجرين والانصار من فضّل زوجته علي أمه لعنه الله والملائكة والناس أجمعون¢ رواه الذهبي في الكبائر. ويختتم محذرا: فيا من تُفضّل زوجتك علي أمك تذكر كم عانت أمك من آلام الحمل والوضع والتربية واعلم أن دعاء الأم مستجاب وان رضاها من رضا الله عز وجل وهو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة. فينبغي علينا أن نكرم الوالدين ونبرهما ونحسن اليهما بطاعة أوامرهما وتوقيرهما.