للوالدين عند الله قدر عظيم ومقام رفيع وفضل كبير والإنسانية جمعاء جعلت مقامهما فوق كل مقام وأحاطتهما بكل إجلال وتقدير واحترام فارتفع شأنهما وعظم قدرها في الدنيا والدين ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ومن أجل تلك جعل سبحانه وتعالي طاعته مقرونة بطاعة الوالدين وأمرنا بالبر بهما والإحسان إليهما بجانب عبادته حتي الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "من أصبح مُرضيا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلي الجنة ومن أصبح مسخطا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلي النار" فمثل ذلك لأن الوالدين سبب وجود الإنسان ومصدر البر والرحمة والحنان. فيا عبدالله الأم حملتك وهنا علي وهن حملتك جنينا ثم وضيعا وسهرت عليك طفلا وقامت علي رعايتك وتتمني وترغب وتود وترجو لك المستقبل السعيد والعمر المديد تتألم بألمك وتفرح بفرحك وتتحمل كل ألم في سبيل سعادتك أما الوالد فكم شقي لاسعادك وكم تعب لراحتك وجمع لك المال ليحقق لك الأمال وما من والد إلا ويسعي ويشقي ويسهر ويكبد وينصب لا لشيء سوي أن يري أولاده من أسعد الناس حظا في الحياة حتي يتمني ويرغب ويود ويريد ويعمل علي أن يكون أولاده أحسن منه حظا. وأعلم يا أخا الإسلام ان عطف الوالدين عطفاً طبيعياً منذ خلق الله الخلق وهذا الحنان لا يغيره شيطان ولا يبدله إنسان لذلك علينا ان نقابل تلك الصلة وهذا المعروف بالإحسان إلي الوالدين والتفاني في خدمتهما والسهر علي مصلحتهما وخدمتهما وكلنا يعلم قوله تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا". أيها القارئ الكريم إن بر الوالدين واجب وطاعتهما فرض والإحسان إليهما مطلوب والعطف عليهما مرغوب ومحبوب - بروا آباءكم يبركم ابناؤكم وأحسنوا إليهم يحسن إليكم وتقربوا إلي الله ولعلنا نتذكر ما حصل لعلقمه عندما جاءه الموت وحيل بينه وبين النطق بالشهادتين ذهب الصحابة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يارسول الله علقمة حضرته الوفاة ولم يستطع ان ينطق بالشهادة رغم انه نقي صالح قال الرسول عليه السلام عليّ بأمه فذهبوا إلي أمه وطلبوا منها ان تحضر لرسول الله فحضرت فقال لها الرسول عليه السلام ان ابنك سيدخل النار لانك عليه غير راضية وسأجمع حطباً له لأحرقه لأن النار في الدنيا أهون عليه من نار الآخرة وإلا فاصفحي عنه فقالت لها ؟؟؟؟ فقالت رضيت عنه وعفوت فقال الرسول اذهبوا إلي علقمة ان رأيتموه ينطق بالشهادتين فقد صدقت المرأة مع رسول الله وإن كان غير ذلك فقد استحت المرأة من رسول الله فذهبوا إليه فسمعوه ينطق بالشهادتين ومازال يكررها حتي فارقت روحه إلي الله هذا وبالله التوفيق.