كلام من القلب

إنفلات أخلاقي وإعلام مأجور

إعلام فاشل بل قل إعلام قليل الأدب ومأجور هذا أقل وصف ممكن أن أصف فيه الحالة التي وصل إليها إعلامنا في الفضائيات الخاصة المملوكة لرجال الأعمال التابعين للنظام السابق الفاسد هذا الإعلام الذي تفنن في اعتراضه علي نظام الحكم بطريقة غير لائقة ولا تراعي الآداب العامة والأخلاق الإسلامية!
عندما يخرج علينا مذيع دخل مجال الإعلام بالصدفة وليس لديه خبرة إعلامية وكل مؤهلاته التطاول علي الناس وسبهم مثل يوسف الحسيني المذيع بقناة أون تي في المشبوهة المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس ويشن هجوما شرسا علي جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي بألفاظ بذيئة وشتائم وسباب صريح يعاقب عليه القانون فهذا تعد صارخ لا نقبله لأنه تعد علي المباديء العامة وعلي الذوق والأخلاق يعني قلة أدب من إنسان مأجور.
هذا المأجور يصف في برنامجه ¢مباشر من العاصمة¢ رئيس الدولة وهو رمز لمصر بأنه فاشل ويوجه له الإهانة عند حديثه عن موضوع تعيين ابنه في الشركة القابضة للمطارات والمرتب الذي يأخذه فيقول : ¢لا هي فلوسك يا مرسي ولا فلوس جدك ولا فلوس أهلك دي فلوس مصر¢ فهذه وصلة من وصلات الردح الإعلامي وقمة الفجور غير الأخلاقي.
من الممكن أن نعترض علي جماعة الإخوان المسلمين في سعيها للاستحواذ علي السلطة والتدخل الواضح في شئون الرئاسة ومحاولتها إقصاء الآخر ومن الممكن أن ننقد سياسة الرئيس محمد مرسي نفسه ونظام الحكم في مصر الآن خاصة بعد ثورة 25 يناير العظيمة وننقد القرارات الرئاسية الآخيرة مثل زيادة أسعار بعض السلع والتي لا يستطيع تحملها المواطن في ظل الوضع الاقتصادي الراهن المتدهور وهذا شيء طبيعي لأن من وظيفتنا نحن الإعلاميين النقد الهادف البناء وبأسلوب أدبي راق وليس بخروج عن القيم والأخلاق التي تربينا عليها.
ألم يسمع هذا الذي يدعي أنه إعلامي قول الله تعالي في كتابه العزيز: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد¢ وقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لمعاذ - رضي الله عنه - ملخصا ما يدخله الجنة ويباعد بينه وبين النار: "أمسك عليك هذا وأشار إلي لسانه قال : أو إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال : هل يكب الناس في النار علي مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم¢. وتحذير رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن قوم كسبهم في أواخر الزمان من حصاد ألسنتهم حيث قال :¢ لا تقوم الساعة حتي يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها".
إن الإنفلات الأخلاقي بين كثير من الإعلاميين والذي أصبح ظاهرة تقلقنا لأنها تتنافي مع مباديء الإسلام الحنيف الذي يحث علي مكارم الأخلاق وقد كان لنا في رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أسوة حسنة كما قال تعالي: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" وهو الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق.. لذلك يجب علي الدولة أن تطهر الإعلام من أمثال هؤلاء الذين يحملون الوجه القبيح غير الأخلاقي وحتي نحافظ علي الوجه الحسن لإعلامنا الشريف.