طالب العلماء مختلف الاحزاب والقوي السياسية بتلبية دعوة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي للحوار الجاد باعتباره السبيل الوحيد للخروج من النفق المظلم والأحوال المتردية التي يعيش فيها الوطن حاليا .. واشاروا الي اهمية وضع ضوابط جادة للحوار حتي يكون مثمرا وفي مصلحة البلاد والعباد والرد علي المشككين في جدواه .. وأهمية دور الازهر بأن يقود مسيرة الحوار الحالية بما له من مصداقية وموضوعية وحياد عن جميع التيارات المتصارعة وفي نفس الوقت يجب الاستماع للمعارضين للحوار والتعرف علي مبرراتهم. اكد الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية ان الحوار في هذه المرحلة الحرجة يعد ¢ طوق النجاة ¢ للخروج من المأزق الحالي الذي يهدد أمن وسلامة الوطن الذي اصبح حرما مستباحا للبلطجية والفلول وانصار الثورة المضادة الذين يعبثون بمقدرات الوطن اشار الدكتور المختار المهدي الي ضرورة توسيع قاعدة الحوار قدر المستطاع ليشمل كل الأطياف والفئات المصرية التي لها وجود في الشارع سواء من ممثلي الاحزاب او التيارات الدينية والسياسية فهذه مسئولية القيادة السايسية التي عليها أن تنظر الي كل المصريين علي قدم المساواة بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية او السياسية. وطالب الدكتور المهدي مختلف الفصائل والتيارات التحلي بالعقلانية والحكمة والذهاب الي مائدة الحوار وعرض تصوراته للخروج من المأزق الحالي الذي يهدد سفينة الوطن بالغرق اذا لم يضع الجميع مصلحة الوطن فوق مصالحهم الشخصية او الحزبية وألا يتعصب اي تيار لرؤيته بل لابد ان يتصف الجميع بسعة الصدر وقبول الاخر. وحذر الدكتور طارق الزمر رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية من سياسة الاقصاء او الاستبعاد التي يفكر فيها البعض علي حساب بقية التيارات ويجب ان يدرك الجميع ان الحوار هو الخيار الأفضل والوحيد حاليا بشرط ان تبتعد لغة الحوار والتواصل بين جميع الأطراف في مصر عن التخوين والتآمر. اشار الدكتور الزمر الي انه يجب ان يدرك الجميع أن بناء مصر الثورة لن يتم دون مشاركة جميع المصريين اما استعمال العنف أو التهديد به يعد خروجا عن الإرادة الشعبية وإهانة لثورة 25 يناير السلمية. اشار الزمر الي ان من مصلحة جميع ابناء مصر علي اختلاف انتماءاتهم ان يكونوا علي مستوي التحديات التي يمر بها الوطن حاليا وتهدد استقراره الداخلي وسمعته الخارجية ويجب ان يدرك الجميع - اغلبية ومعارضة - انه لن يستطيع فصيل واحد قيادة مصر وحده أو تحمل المسئولية الثقيلة بمفرده ولهذا فإن الحوار في ظل الظروف الحالية يعد واجبا وطنيا للخروج من النفق المظلم. وطالب الزمر بالمصارحة الصادقة قبل المصالحة حتي يكون صوت العقل هو المسيطر وان يتم تلافي الاخطاء التي حدثت في جلسات الحوار السابقة وهذا لن يكون الا بالتوافق علي اهداف عامة مرتبطة بمصلحة الوطن أولا واخيرا. دعوة الأزهر أعرب الدكتور صلاح الجعفراوي خبير الاتصال بمنظمة الايسيسكو عن استيائه الشديد لما تعيشه مصر هذه الأيام ورداً علي الدعوة للحوار قال: انطباعي غير جيد خاصة وان معظم المدعويين من التيار الاسلامي حتي وان قاده التيارات الأخري فعددهم بسيط وهم بالأساس يعترضون ويطالبون بجعل الجلسات علنية وعلي أوسع نطاق وهذا مطلوب حتي لا تكثر التكهنات والشائعات حول ما يدور مما يزيد التناحر والصراع أكثر. ويؤكد الجعفراوي أنه اذا كانت الأوضاع ملتبسة ومأساوية وليس لها من دون الله كاشفة فلابد من اجتماع كل القوي السياسية علي اختلاف انتماءاتها السياسية والدينية وليضع الجميع مصلحة البلد فوق كل اعتبار ومصلحة أخري لأن الشعب هو ضحية تلك الاختلافات ويجب التنبه إلي ان الشعب يمكن ان ينفجر في أي لحظة وساعتها ستكون الخسائر أكبر بكثير مما يقع حالياً. ويطرح د. الجعفراوي مبادرة بأن يتولي الأزهر الشريف الدعوة للحوار وقيادته لما له من مكانة في نفوس كل المجتمع علي اختلاف الانتماءات والتوجهات السياسية وغيرها حتي الكنائس تحترم الأزهر الشريف. وقد أثبت د. أحمد الطيب قدرة واتزاناً في معالجة الأمور خاصة فيما مر من مشكلات وأزمات يستطيع معها قيادة سفينة الحوار إلي بر الأمان. كلام فارغ وصف الشيخ علاء أبوالعزائم - شيخ الطريقة العزمية وزعيم حزب التحرير المصري دعوة الرئاسة للحوار بأنها "كلام فارغ" ولن يستجيب لها أحد من قادة المعارضة خاصة الذين ذكروا لأن تجاربهم السابقة مع مثل تلك الدعوات التي لم تنته علي شيء بل دائماً يقرر ما هو عكس الاتفاق!! لذلك فلن يحضر أحد سواء البرادعي أو حمدين أو موسي أو غيرهم. فقط سيحضر الأحزاب السائدة في ركاب الإخوان وكذا حزب د. أيمن نور لأنه يريد الإمساك بالعصا من المنتصف. يستطرد أبوالعزائم قائلاً: قرارات الرئاسة لم تعجب أحد حتي السوايسة المتضارين من حظر التجوال والطواريء فإنهم قرروا بدء تظاهراتهم مساء كل يوم تحدياً لقرار الحظر وإعلاناً لرفضهم ذلك القرار الجائر. أضاف: لقد فضحت سياسة الاخوان نواياهم تجاه الوطن وأنهم لا يصدقون أبداً في أي عهد أو وعد يقطعونه علي أنفسهم. والمشكلة ان الناس لم تصدق هذا إلي اليوم لكن تصريحات قادتهم تكشفهم وتؤكد مساندتهم لليهود حتي ان د.عصام العريان يدعوهم للعودة إلي مصر.في تصريح آخر له مع صحيفة"الواشنطن بوست" الأمريكية يؤكد ان الاخوان جاءوا حماية لأمن إسرائيل!! لذلك فعلينا البحث عن قاتل المتظاهرين. فإذا كان المقتول مسروقاً منه أمواله وممتلكاته فالمتهم بلطجي وحرامي. أما إذا كانت ممتلكاته سليمة فالقاتل هو من الاخوان!! سبيل الخلاص واتهم أبوالعزائم كل الأطراف بأنها تعمل لمصلحتها الشخصية الضيقة وليس لمصلحة البلد العليا. حتي الشعب للأسف الشديد وقع في هذا الفخ عندما قبل الرشاوي الانتخابية بالزيت والسكر ولم يفكر إلي أين يدفع بنا هؤلاء؟ وكذا ما يعرف بالالتراس فولاؤهم وانتماؤهم لأنديتهم أكثر من ولائهم للبلد. وللخروج من المأزق الراهن يدعو أبوالعزائم كل المحبين المخلصين لمصر أياً كانت انتماءاتهم أو توجهاتهم إلي الاجتماع بمقر المشيخة العزمية يوم الثلاثاء القادم لطرح الأفكار والرؤي والأساليب العملية لحل الأزمة والخروج من النفق المظلم. وحتي مثول الجريدة للطبع لا تزال جبهة الانقاذ والعلمانيون مترددون في قبول دعوة الحوار ويطالبون بإملاء شروطهم أولا.