أكد علماء وسياسيون ينتمون للتيار السلفي أن الفتاوي الدينية في معظمها اجتهادات بشرية تحتمل الصواب والخطأ لأن السلفيين ليسوا أنبياء معصومين ولا ملائكة منزلين . وانما كل ما يطرح في جانب الفتوي اجتهاد بشري يخضع للاخذ والرد ومن الوارد ان يكون استند الي قياس خاطئ. اعتبروا أن تعدد المنصات السياسية والدعوية للتيار السلفي دليل علي ثراء التيار وتفاعل المنتسبين اليه وحرصهم علي ممارسة العمل السياسي والدعوي من خلال منصات رسمية .. مشيرين الي ان اغلب مواقف هذه المنصات السياسية والدعوية تتفق عندما تحتاج لرأي مباشر وواضح في قضية من القضايا ولعل من بين ذلك موقفها في الانتخابات الرئاسية وكذا موقفها في استفتاء الدستور وكذا مسندة الشرعية . حمل المنتمون للتيار السلفي الاعلام الوزر الأكبر في التصيد لمشايخ ورموز التيار وتسليط الضوء عليها والمبالغة فيها ومنها ما تكشف خطأه بسبب السيطرة الليبرالية علي المنصات الاعلامية الأكثر تأثيرا وهو ما يجب مواجهته . وهو ما تحرك لأجله الشيخ حازم ابواسماعيل وانصاره للاعتصام امام مدينة الانتاج الاعلامي وغيرها من المواقف .. مطالبين بضرورة تغليب لغة الحوار لأنها الارقي والافعل . مستدلين علي ذلك بمناظرة السلفيين والليبراليين بين المهندس عبدالمنعم الشحات والدكتور سعد الدين ابراهيم . أكد المهندس عبد المنعم الشحات - المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية - أن الإعلام يعمل علي تصيد الأخطاء للسلفيين وأن السلفيين شديدو التخوف من تطبيق الليبرالية بمفهومها الغربي. وأن السلفية تطالب بالمرجعية الدينية والتي تحقق مبدأ أنت حر ما لم تضر. الخلاف والحوار أضاف أنه لابد أن يكون الخلاف الفكري مع الليبراليين وغيرهم عبر موائد الحوار من خلال عقليات تحترم عقل الآخر من خلال حوار راق وبناء يدفع بالتجربة السياسية المصرية خطوات للامام لا يعطل مسيرتها وانما نتدافع جميعا من اجل صالح هذا البلد . فلا أخون الآخر ولا يخونني ولكن نتحاور لنتكامل وليقنع كل منا الآخر بوجهة نظره دون مساس بالثوابت .. موضحا أنه حين واجه الدكتور سعد الدين ابراهيم في المناظرة الشهيرة منذ ثلاثة أشهر تقريبا كان ولا يزال يؤمن بأن الحوار المخلص هو تلك الوسيلة المثالية لبناء الأوطان علي أرضية مشتركة من الأفكار والرؤي . وأن يبقي الجميع علي احترم الآخر لصالح هذا البلد لكن أن نسرد الخطايا والأخطاء التي فيها تزيد وتصيد فذلك أمر غير مقبول ولا مجال له. وعن تعدد المنصات التي تمثل التيار السلفي قال : هذا أمر يجسد ثراء الفكر السلفي وحجم المقتنعين به ولذلك فلا يستوعبهم تنظيم واحد والعبرة الحقيقية في النهاية بأن كل هذه التنظيمات المختلفة حين تحتكم الي الثوابت والأصول تجد المواقف واحدة ولعل معركة الرئاسة عكست ذلك بوضوح .. مشيرا الي ان الفتاوي الفردية التي تصدر من مشايخ هنا وهناك ليست سوي اجتهاد بشري يصيب فيه البعض ويخطئ البعض الآخر لكن الاعلام هو الذي يضخم من مثل هذه الفتاوي التي تثير اللغط . وانه لا يبالغ حين يقول إن الاعلام هو من صنع كثيرا منها وصدقه وروج له . تنظيم الصفوف ويشير الشيخ أيمن صيدح - الداعية المعروف - الي أن التيار السلفي بكل ما سبق من تجربة سياسية لا يزال ينظم صفوفه وهذه مرحلة من الوارد ان تحدث فيها تجاوزات بطبيعة الحال . لكن هناك من يتصيدون الأخطاء أو الاجتهادات التي تحتمل تأويلات معينة ويسلطون الأضواء عليها حتي تنتشر وتبرز علي أنها خرافة وليست وجهة نظر ترتبط بطبيعة السؤال وحال الفتوي والفرق بين وجهة النظر الشخصية لانسان واصداره لفتوي تصدر للعامة . وعرض الي أن أبناء الدعوة السلفية والتيار السلفي بشر خطاؤون وليسوا أنبياء معصومين فلا عصمة لبشر بعد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وكل رأي يؤخذ منه ويرد . ومسألة التناصح ضرورية للغاية لتحقيق ما فيه صالح هذه الأمة التي يتربص بها من يكرهون لها سيادة الاسلام وتطبيق شريعة سيد الأنام لما فيها من خير وبركة وصدق ورزق وأمل كبير في تحقيق مستقبل أفضل يغير وجه العالم ويطرح ترتيبا جديدا لموازين القوي ويحقق الرخاء والاستقرار والامن . ويعتبر الدكتور أحمد بديع - القيادي بحزب الوطن السلفي - أن وجود أخطاء في أي تيار أمر طبيعي وسنة كونية وطبيعة بشرية لا ينزه عنها أحد لكن ما ليس طبيعيا ولا يليق بنا كبشر هو أن يصدر التيار السلفي للعوام علي أنه شماعة كل الأخطاء والأفكار الخارجة عن اطار القبول العام .. معبرا عن بالغ قلقه للحديث عن مثل هذه الأمور الآن ولماذا يحاكم التيار السلفي عن ميراث عامين كاملين من مسألة التداخل والتدافع السياسي الذي شاركت فيه مصر كلها . ولم يسلم أي تيار من الاخطاء القاتلة التي ربما لو سلط عليها الضوء كما يفعل بالاسلاميين فأظنهم لن تقوم لهم قائمة بينما التيار السلفي والتيارات الدينية عموما رغم كثرة المنصات المهاجمة لها الا أنه لايزال يمارس دورا سياسيا غاية في القوة ويجدد من نفسه ويصوب سلبياته اولاً بأول . بين أن تجربة إنشاء حزب الوطن ربما انطلقت من ارضية تصويب أخطاء المرحلة التأسيسية والانطلاق الي آفاق ارحب وبلغة أكثر تناغما مع طبيعة المجتمع المصري التي تتوق الي التدين الوسطي والتفاعل المتناغم مع الشارع بلا معارك مصطنعة ولا جدال فارغ المعني والمضمون .. مؤكدا ان وجود الأخطاء في أي تيار أمر طبيعي لكن ما يجب أن يحاسب عليه الجميع أن تستمر هذه الأخطاء موجودة علي ذات حدتها . الا أن ما يحدث الآن تحديدا من خلال تجربة حزب الوطن ما هو الا تجسيد عملي لمسألة تصحيح وتصويب المسار من صحيح الي أكثر صحة . وتقديم لمثل يحتذي في معالجة الخلاف بشكل اسلامي فيه رقي الاسلام وصفح المحب وتسامح المخلصين لقضاياهم غير الملتفتين الي المتاع الدنيوي الزائل . القادم أفضل من جانبه يري الشيخ علاء سعيد أن المرحلة القادمة ستكون أكثر نضجا والنظر اليها اولي وأهم من التقليب في صفحات لا نزاهة في رصدها وربما لا ادراك واسع لمصدرها و شهدت تصديرا لكل ما يثير الجدل ويشغل الأذهان ويصرفها عن التيار السلفي الذي أحدث صدمة سياسية للبعض بما حققه من نتائج تطرح هوية هذا البلد أمام العالم أجمع . وأن تصدير هذه الاخطاء الآن ما هو الا استعداد للمعركة القادمة التي ستشهد شكلا اكثر قوة في التعبير عن الهوية الاسلامية لمصر التي لا يمكن أن يجادل فيها الا جاهل أو حاقد . أشار الي ان مصر بلد متدين بطبيعته يتوق الي الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها . ولا ينبغي أن يلومه في ذلك انسان فضلا عن أي تيار منافس لما في ذلك من عدم فهم لطبيعة الشعب المصري الذي احتضن صحابة رسول الله وآل بيته والذي مثل علي مر التاريخ قلعة الاسلام الحصينة وصخرته التي تحطمت عليها كل جحافل الشرك والظلم والطغيان .. ناصحا من يتاجر بأخطاء السلفيين ألا يضيع وقته ويبحث عن وسيلة يساعد فيها في البناء بدلا من ان يبقي معول هدم فقط .