اثار تصيد بعض وسائل الاعلام للغة المتدنية التي يستخدمها قلة من الدعاة.. وتعميم الاتهام لكل العاملين في حقل الدعوة الاسلامية غضب العلماء وخبراء الاعلام.. اكدوا علي ضرورة التأهيل الاعلامي للداعية قبل الظهور علي وسائل الاعلام.. وحذروا من الانفلات اللفظي لدي بعض المنتسبين إلي التيار الاسلامي مما يجعلهم يقدمون خدمة لاعداء الدين لايحملمون بها ويستخدمونها ليس للإساءة للدعاة فقط بل للمسلمين والاسلام ذاته رغم انه ينهي عن استخدام "الغليظ من القول".. وطالبوا الدعاة ان يعملوا علي تطهير ساحتهم من الدخيل عليها من انصاف العلماء الذين لايراعون فقه الواقع ولا الذوق العام فيبارون السفهاء في الفاظهم فيكونون في السفه سواء. يري الدكتور حسن علي رئيس جمعية المشاهدين ورئيس قسم الاعلام- جامعة المنيا ان كثيرا من الدعاة لم يتم تأهيلهم اعلاميا بالتالي فهم لايفرقون بين الخطابة علي المنبر حيث لايستمع الا العشرات او المئات وبين الحديث عبر الفضائيات التي يستمع اليها عشرات الملايين وبالتالي افتقاد حساسية هذا الفرق اوقع الكثير من الدعاة في مشكلات كثيرة لم يكونوا يتوقعونها. واوضح الدكتور حسن علي ان المشكلة ان بعض الدعاة لم يتعلموا من اخطائهم لهذا راحوا يكثرون من تكرار نفس الاخطاء ولم يعرفوا ان هناك من يتربصون بهم الدوائر ويستفيدون من هذه الاخطاء ليسخروا منهم ومن المسلمين بل ومن الاسلام نفسه باعتبار ان هؤلاء يقدمون انفسهم للرأي العام علي انهم دعاة وانهم يتحدثون باسم الاسلام مع ان ديننا لايوجد متحدث رسمي او حصري باسمه وانما وضع مباديء من التزم بها كان من الدعاة ومن خالفها كان من ادعياء الدعوة الذين يجب منعهم. وكشف الدكتور حسن علي ان جمعية حماية المشاهدين قد دربت واشرفت علي الاعداد الاعلامي لحوالي 30 داعية من دول الخليج طلبوا ان يتم اعدادهم علي التعامل مع الجماهير من خلال الاعلام ولهذا ندعو الدعاة المصريين إلي الخضوع لمثل هذه الدورات وليس هذا عيبا وانما اراه امرا ضروريا يحتاج اليه كل من يتعامل مع الناس من خلال الاعلام فما بالنا اذا كان هذا الانسان داعية ينق دين الله إلي المشاهدين فهو ان نجح خدم الدين وان اساء التعامل مع الاعلام فإنه يعد صورة سلبية للاسلام ولكن المشكلة ان بعض ادعياء الدعوة الذين احترفوا السباب والشتائم لكل من يخالفهم ينطبق عليهم قوله تعالي "قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا".. ولابد ان يدرك هؤلاء ان حسن النية لا يكفي بل لابد من الوعي بالوقاع لأنه كما يقال "الطريق إلي النار مفروش بالنوايا الحسنة" ضوابط الداعية الاعلامي أشار الدكتور عبدالله بركات العميد الاسبق لكلية الدعوة الاسلامية إلي أهمية أن يكون الداعية مخلصا في عمله لوجه الله ولا يبتغي من الظهور الاعلامي الشهرة أو البحث عن الغريب الذي يجعله مثار جدل أو أن يشب ويشتم فليس هذا من شيم الدعاة الذين ينبغي أن يكون قدوتهم رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي وصفه ربه بقوله "وإنك لعلي خلق عظيم" ووصف الرسول نفسه ورسالته في الحياة قائلا "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". الدكتور بركات: يجب أن يكون الداعية متأملا في أن الله جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتآلفوا ويتعاونوا علي البر والتقوي ولا يتعاونوا علي الإثم والعدوان ولابد للدعاة المخلصين بالتصدي لمن ينحرف عن جادة الصواب لأنه يسيء إلي الجميع ولا يفرق الاعلام المتربص بين داعية وآخر بل انه يتعمد تعميم أخطاء الداعية الواحد علي كل الدعاة كنوع من التضليل مع أن هذا المبدأ الميكافيللي أن الغاية تبرر الوسيلة مرفوض شرعاً لقوله تعالي "كل نفس بما كسبت رهينة" وقوله تعالي "ألا تزر وازرة وزر أخري ہ وأن ليس للإنسان إلا ما سعي ہ وأن سعيه سوف يري ہ تم يجزاه الجزاء الأوفي ہ وأن إلي ربك المنتهي" ويحذر الدكتور منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من تصدي بعض غير المؤهلين للدعوة الاسلامية لان هؤلاء يعدون وبالا عليها بل انه يعد عودة للجاهلية التي جاء الإسلام لمحاربتها إن اختلفت صورة تلك الجاهلية عن الجاهلية الأولي لكن المضمون واحد من حيث معاداة الدين أو الاساءة إليه ولو بحسن نية يرافقه حسب للظهور. وأشار الدكتور منير إلي ضرورة المام بعض الدعاة بأبجديات الاعلام علي الاقل لأن ليس كل ما يعرف يقال وما يقال في الغرف المغلقة أو حتي بعض الماجد يختلف عما يقال أمام البشرية جمعاء وعلانية عبر الاعلام ولهذا اقترح أن يحصل الدعاة بعد انتهائهم من الدراسة بالكليات الشرعية أن يحصلوا علي دراسات عليا في الاعلام والتربية وعلم النفس حتي يكونوا اكثر تأثيرا في الرأي العام سواء في الفضائيات أو المساجد وطالب الدكتور منير جمعة الدعاة بالإلمام بأدوات الاعلام والدعوة وفقه الواقع وأن يتحلوا بأسلحة الداعية واهمها ما جاء نصا في القرآن الكريم حيث يقول تعالي "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين" وقوله تعالي "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمتهدين". تحذير ورجاء حذر الدكتور محمد عبداللطيف قنديل الاستاذ بكلية الدراسات الاسلامية بالإسكندرية جامعة الازهر من الانفلات اللفظي المرفوض شرعا ردا علي السفهاء لأن العالم لا ينبغي له أن يرد علي السفهاء بنفس أسلوبهم وإلا اصبحوا سواء بل انه لابد أن يتحلي بالحكمة والموعظة الحسنة حتي انه لا يرد الاساءة بمثلها لقوله تعالي "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم". ووجه الدكتور محمد قنديل نداء إلي كل الدعاة وخاصة المشهورين منهم بأن يكونوا قدوة لغيرهم في الاقوال والأفعال وأن يبتعدوا عن التناقض بينهم فمثلا الاسلام يأمرنا بأن نقول الطيب من القول وان تتطابق اقوالنا مع افعالنا حتي لا نكون ممن قال الله فيهم "أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" وقوله تعالي "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" وقد أخبرنا الله تعالي عن نبيه شعيب عليه السلام بقوله "وما أريد أن أخالفكم إلي ما أنهاكم عنه" ولهذا من الواجب علي المتحدثين باسم التيارات الاسلامية ان ينتبهوا إلي الطبيعة الظرف والمكان والزمان واللغة المستخدمة فيه ولهذا ينبغي أن تكون الدعوة في صلب أولويات الخطاب الإسلامي المعاصر وان يتم العمل علي تحديد المفاهيم وضبط الاصطلاحات لأنها عملية في صميم قضية الهوية ويجب علي المسئولين عن الاعلام الاسلامي ان يتقوا الله ويمنعوا من يجاري السفهاء في الفاظهم باسم الدين وهو من الفاظهم براء.