لسياسة لها معاني كثيرة ومعاني السياسة التي نراها مناسبة لها أنها رعاية شئون الأمة في الداخل والخارج.. في الداخل نسميها السياسة الداخلية. وفي الخارج نسميها السياسة الخارجية.. رعاية شئون الأمة هذه لابد علينا أن نهتم بها» لأننا منتمون إلي الأمة. ولذلك مسئولية كل شخص ومسئولية كل فرد في الجانب السياسي بهذا المفهوم لا يمكن أن تتخلف. والسياسة لها معني آخر. وهو العمل الحزبي. وهذا له قنواته التي وضعت والتي لها حدود. ولها شروط. ولها بداية ونهاية.. وقد لا أكون حزبياً. ولا أنضم إلي أي حزب ما. ولكنني أكون إذا انشغلت برعاية شئون الأمة مشتغلاً بالسياسة من جانب آخر أو بمفهوم آخر.. أو بمفوم أوسع. والأمم التي تقدمت وتمكنت ما كان ذلك إلا لأنها اهتمت بتربية الانسان كفرد من أفراد أمة قوية واسعة "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" الرعاية هنا تعني الاهتمام والعناية بعض الناس يقول: هذه كلمة غير مناسبة لعصرنا الحاضر. لا أبدا هي ستظل مناسبة إلي يوم القيامة. الرعاية أو العناية يجب أن يهتم بها الإنسان إلي يوم القيامة. إذن فلابد علي كل المصريين أن يهتموا بهذا الجانب. وهو رعاية شئون الأمة المصرية.. شئون الأمة العربية تصبح هي السياسة الخارجية. وشئون الأمة الإسلامية كذلك. يجب أن يكون هناك اهتمام بهذه الأمة التي ننتمي إليها والتي نحن جزءاً لا يتجزأ منها. والتي تمثل مصر قيادة لها طوال التاريخ تعليماً وتدريباً ودعوة وفكرة.. إلخ. فرجل الدين الذي صعد المنبر. دوره السياسي أنه مسئول عن رعيته. وهم أولئك الذين يلتجئون إليه في هذا الجانب المهم في الحياة. بل الأساس في حياة الإنسان. وهو الجانب الديني. لابد عليه أن يؤدي هذا الدور. هذا الجانب. أداء حسناً. أداء يتوافق مع اداب هذه المسألة. هذه المسألة ماذا فيها؟! "يسروا ولا تعسروا.. بشروا ولا تنفروا" النبي صلي الله عليه وسلم يبين لنا الخطوات اللازمة لذلك: "أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل" يابن آدم. لو جئتني بقراب الأرض ذنوباً ثم جئتني تائباً غفرت لك" مجموعة من القيم. بالطبع هذه بعضها. لكن توجد قيم أخري كثيرة جداً. "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً يسَّر الله له طريقاً إلي الجنة" "لينوا في أيدي إخوانكم" هذه المفاهيم كلها كيف يحولها هذا الداعية إلي سلوك؟ هذه المفاهيم تشغل 95% من مصادر الدين قرآناً وسنة. وال 5% الباقية من القرآن والسنة تتكلم عن كل أفعال البشر الأخري» يعني 95% تبني عقيدة الإنسان ورويته في الحياة هذه والأخلاق.. و5% للصلاة والصوم والجهاد والبيع والشراء والزواج والطلاق.. وكل مسلك الإنسان.. لكن ما تري في هذه الحياة الدنيا؟ ما غرضك؟ ما هدفك في هذه الحياة؟ كيف تعيش؟ كيف تحيا؟ كيف تسير؟ كل هذا تؤكده 95% من المصادر نحن تمسكنا بشيء من ال 5% وليس بها كلها.. عندنا في الفقه مليون و200 ألف مسألة فقهية تمسكنا ب 100 مسألة فقط. وال 100 مشهورة ومعروفة يسألك عن الغناء والموسيقي واللحية. والسواك وتقصير الثوب... إلخ ويترك بقية المليون و200 ألف مسألة لا يسألك عنها. نحن قد نكون متفقين في المليون و200 ألف مسألة ولنا كلام علي هذه المائة. لكننا متمسكون بالسؤال عن المائة وهي التي نقيس بها الناس. وبها نختبرهم. فعندما أجلس في مجلس أجد الأسئلة كلها من المائة هي أول شيء. حتي يصنفوني.. أنا من بين بين وتركنا المليون مسألة. مع أن هذه المليون 5% من الشريعة وبقية الشريعة تقول لي كيف تكون إنساناً؟ كيف تكون آدمياً لو أن الناس عرفوا حقيقة الإسلام لما تأخر أحد في النسبة للإسلام.