إن الأمانة توجب علي الحكماء التحرك الدائم لاستيعاب الخلافات التي تنال من وحدة المجتمع.. فلماذا لا تخرج مجموعة من أساتذتنا الأفاضل الأطباء وأساتذتنا المدرسين بطلباتهم إلي مجلس الوزراء أو إلي رئاسة الجمهورية وأحث المسئولين علي تنفيذ هذه الطلبات وأنا أعلم ان المسئولية علي رءوسهم كبيرة وان الأمانة عليهم ثقيلة وعظيمة والكل يطالب الآن بحقه في وقت لا تملك فيه الدولة الامكانيات التي تعطي الجميع في سنة أو ثمانية أشهر لكن يبقي العمل تبقي المستشفي تعمل به بل والطبيب المسلم صادق يقول والله أنا لو كان عملي 8 ساعات هخليهم عشر ساعات لله ثم لصالح هؤلاء المساكين المتألمين المدرس اللي كان بيعمل ست ساعات أو أربع حصص أو خمس حصص يقول أنا مني حصتين لله ثم لمصر. هذا هو المنطق في وقت الأزمة لا تطالبني وانت تعلم انني لا أملك وأنا لا أنكر حقك الذي تطالبني به لكن أمهلني حتي أخرج من أزمتي حتي أخرج من ضائقتي ثم التخريب والتحطيم لن يعدل الواقع بل يزيد الطين بلة وقد ضربت مثالا شاب دخل البيت متنرفز كسر الثلاجة كسر السرير كسر الفراش حطم البيت وبعد ساعات لما هدأ يا أمي عاوز مية باردة مافيش يابني مية باردة ما انت لسة مكسر التلاجة دلوقتي.. عاوز أنام مافيش نام علي الأرض ما انت مكسر السرير.. وبالتالي هذا منطق سفيه ان تحطم كل شيء وان تطالب بكل شيء لا دليل عليه لا من قرآن ولا من سنة "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" أنا أعلم ان التلميذ الذي ينتظرني لأعلمه الحق في وقت نحتاج أن نعلم أولادنا فيه الحق بحق. أنا أعلم يقينا انه لا ذنب له وانه مظلوم وهو أيضا ممن وقع عليهم الظلم هذا الطريق الذي قطع هنا أو هناك وخرج الناس وأوقفوا سيلا من السيارات علي الطريق العام قد تصل عدد السيارات علي طريق رئيسي إلي آلاف السيارات إلي كيلو مترات واقفة متوقفة متعطلة تماما ليه؟ لأن فئة طالعة قاطعة الطريق عشان لها حق. ما ذنب هؤلاء؟ أقسم بالله سنسأل عن كل واحد من هؤلاء بين يدي الله تبارك وتعالي وان كنت تتحرك الآن لأنك تعلم انه لا توجد قوة تردعك عن هذا العمل فاعلم بأن الله حي لا يموت قيوم لا ينام ونحن ما استفدنا من الدرس الذي رأيناه أي شيء ما استفاد البلطجي شيئا ما استفاد الظالم شيئا ما استفاد آكل الحرام شيئا ما استفاد قاطع الطريق شيئا وهو يري سدنة الظلم وأساتذة الاجرام يراهم الآن في السجون والمعتقلات ما الذي استفاده هذا الظلم يظلم الخلق ويتعدي علي الخلق ويروع الآمنين ويسلب المستقرين استقرارهم وطمأنينتهم وسكينتهم ما الذي استفاده هذا؟ نعم صدق ربي "إن في ذلك لآية" بس لمين؟! مش لأي أحد لن يستفيد من الدرس أي واحد ولن يتعلم الدرس أي أحد "إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة" فقط هو ده اللي بيخاف هو ده لما تقول له حرام يقولك حاش لله والله لو آكل التراب لا ارتكب الحرام والله لو حاكل عيش حاف لا أرتكب الحرام لأنه يراقب ربه لا يراقب قانونا وضعيا أعمي ولا يراقب وزيرا ولا رئيس الوزراء ولا رئيسا مباشرا لوظيفته يراقب ربه الذي يعلم انه يسمعه ويراه "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به". نعمة الموعظة أن يعظنا ربنا جل وعلا بتحقيق الأمانة وأدائها والحكم بيننا والحق "إن الله كان سميعا بصيرا". نهايات الآيات مش مجرد كلمات موضوعة لا تحتاج إلي تفكر وإلي تدبر "إن الله كان سميعا بصيرا" يسمع أقوالنا ويري أفعالنا وأحوالنا التي لا ترضيه ورب الكعبة التي لا ترضيه. التغيير لابد أن يكون نابعا منا هذا مخالف لسنة التدرج في الكون مخالف لسنة كونية ثابتة لن تتغير ولما علت طموحات الناس إلي سقف لا حدود له ووقعوا علي أرض الواقع المر الأليم اصيب كثير منهم بالإحباط واليأس الذي أوصله إلي هذا الخلل في الأقوال والأفعال والسلوك. يوجد تدرج في الكون والله جل وعلا لا يجامل أحدا من الخلق بحال مهما ادعي لنفسه من مقومات المجاملة أو المحاباة لابد أن تسير سنن الله الكونية في مدارها وفي طريقها كما قدر ربها وربنا جل وعلا ان السنن ولن تتغير أبدا لا تتصور أبدا ان السنن ستتسارع من أجل سواد عيوننا ومن أجل سواد عيون الثوار لا قد هزم المصطفي وهزم المسلمون في أحد. لقد هزم المسلمون بقيادة المصطفي في أحد نعم وفشل الصحابة بنص القرآن "حتي اذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة".. فشل الصحابة وهزموا في أحد وقائد المعركة المصطفي حبيب الحق وسيد الخلق معقول الكلام ده ينفع؟ ينفع يهزم جيش قائده النبي محمد والله ما ينفع.. ينفع ينتصر جيش بقيادة الكفر والشرك علي جيش التوحيد بقيادة امام التوحيد محمد بن عبدالله؟ انها السنن يعني ايه يعني الصحابة أو بعض الصحابة أو حتي بعض الرماة خالفوا أمرا واحدا لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ما تنزلوش لو رأيتم السباع تتخطفنا لو رأيتمونا نغنم لو رأيتمونا نقتل لا تتركوا أماكنكم وكان الأمر النبوي صريحا واضحا لكن الصحابة تناسوا الأمر أو إن شئت فقل لما ظنوا ان المعركة قد حسمت وانتهت وهم يرون اخوانهم في أرض الميدان يجمعون الغنائم فنزلوا متناسين لأمر النبي صلي الله عليه وسلم وكان ما كان تعرض النبي للموت شج وجهه كسرت رباعيته دخلت حلقة المغفر في وجنتيه الشريفتين انتشر خبر قتله في الميدان حتي استسلم الصحابة بعضهم للموت وألقي بعضهم السلاح من بين يديه ومر عليهم أنس بن النضر وحديثه في الصحصحين وقال ما تصنعون؟ لما ألقيتم السلاح؟ قالوا: قتل رسول الله فماذا نصنع بالحياة بعده. فقال لهم أنس: قوموا فموتوا علي ما مات عليه رسول الله إلي هذا الحد نعم كيف؟ الجواب من الله "أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم اني هذا قل هو من عند أنفسكم". لا نريد شماعات نعلق عليها أخطاءنا وتقصيرنا وهزائمنا أنا عندي خطأ أنا عندي قصور وحضرتك عندك خطأ وعندك قصور طب ليه أنا مصر أن أري القذاة الصغيرة في عينك مع انها لا تري إلا بالميكروسكوب وفي الوقت الذي أغمض فيه عيني علي عود ضخم يملأ عيني لا يكاد يبصر الانسان معه أغض الطرف عن عيبي وأنظر عيوب الآخرين وأضخمها أغض الطرف عن تقصيري وأجسد وأضخم خلل الآخرين وتقصير الآخرين. فلان لا يعمل فلان حتي لو عمل لا دا صاحب نية سيئة ده عاوز فلوس ده عاوز منصب دا عاوز جاه دا كذا وكذاك. وأنا لا أريد أبدا أري في نفسي في الوقت الذي أري فيه الآخرين جميعا كتلة مجسمة ومجسدة للعيوب والنقائص والتقصير. أيها الناقد أعمال الوري هل أريت الناس ماذا نعمل؟ لا تقل عن عمل ذا ناقصا جيء بأوفي ثم قل ذا أكمل إن يغب عن ليل صار قمرا فحرام أن يلام المشعل لو لم تجد إلا أخ من اخوانك يؤدي عملا لو كان يسيرا من وجهة نظري أكمل انت العمل سد الخلل أكمل النقص لكن لا تتهمني بالخيانة ولا بالتقصير ما دمت أعمل علي قدر طاعتي وامكانياتي والله يعلم السر وأخفي.