طالب علم كما يحب أن يطلق على نفسه، حاصل على بكالوريوس علوم قسم فيزياء، معدّ ومقدّم برامج بالقنوات الفضائية، عمل لفترة كمدرّس ثم توجه للعمل بالدعوة، فبدأ في دراسة العلوم الشرعية على يد بعض العلماء المشاهير منهم وغير المشاهير، ثم استكمل دراسته في معهد الدراسات الإسلامية ومعهد الشريعة بدار العلوم، له عدد من الإصدارت والمؤلفات منها: "شد الرحال إلى الله"، "أنا الفقير إليك"، "حين تصفو القلوب"، "قلب يحب الحبيب (صلى الله عليه وسلم)"، موسوعة "إلى الأخلاق من جديد"، "امرأة بدرجة امتياز"، "سبحات في أيام الله".. إنه الكاتب والداعية شريف شحاتة، الذي كان لموقع "بص وطل" معه هذا الحوار حول الدين والسياسة والدعاة الجدد وتجديد الخطاب الديني ودور المرأة في المجتمع المسلم، بالإضافة إلى نظرة الغرب للمرأة، ونصائح للعشر الأواخر من رمضان. هل يمكن للداعية الشاب الخوض في الأمور السياسية كأغلب الشباب؟ هل يؤْثر الدعاة الجدد الابتعاد عن السياسة حتى يسمح لهم بالاستمرار؟ لا يصلح أن يتحدث السياسي باسم الدين، ولا أن يتحدث الشيخ باسم السياسة.. أنا أؤمن أن الدين موجود في كل شيء من الدنيا، أنا إنسان أعيش حياتي بصورة طبيعية؛ حيث أمنح كل جانب من جوانب حياتي حقه تماماً سواء الأسرة أو الأصدقاء أو الرياضة أو القراءة والتي تتضمن قطعاً قراءة المشاكل والقضايا السياسية، وأقوم بإبداء رأيي فيها، ولكن مع أصدقائي فقط؛ حيث إنني لست متخصصاً في السياسة لكي أقوم بالتحدث فيها، ولكن دوري يجب أن يكون من عقلي أنا؛ حيث علي ألا أترك أي شخص يحدد لي دوري، فلا يصلح أن يتحدث رئيس الحزب السياسي باسم الدين، ولا أن يتحدث الشيخ باسم السياسة. فلو قام كل منا بدوره في المجتمع سنكون أفضل مجتمع، وهو ما كان عليه مجتمع الصحابة الذي كان متنوعاً، وكان لكل منهم دوره؛ وفقاً لقدراته الخاصة وسماته الشخصية والشكلية، ولم يقتصر الأمر على الرجال من الصحابة بل كان للصحابيات دور أيضاً، فمثلاً السيدة عائشة لم تنجب من رسول الله؛ وذلك لحكمة ألا تنشغل بالأولاد عن صحبة رسول الله في أغلب تحركاته وروايتها للأحاديث؛ حيث رُوي عنها في صحيح البخاري نحو 60% من الأحاديث، وكذلك الحكمة من إنجاب السيدة خديجة، فلكل منهن دورها المرسوم لها. وما أود أن أقوله هنا أنه يجب أن يكون لديك إلمام بكل ما حولك، وليس شرطاً أن يكون لديك وجهة نظر؛ فسواء كانت خاطئة أو صحيحة فهي لك أنت. وأنا أرى أنني إذا تكلّمت في السياسة ضمن برنامجي فلن يمنعني أحد على عكس ما هو متوقع، ولكنني هنا أسأل عن معنى حديثي في السياسة، يجب أن أجمع طرفي الأزمة وأنا في الحقيقة ملمّ فقط بالجانب أو الخلفية الدينية من المشكلة، أما الجانب السياسي فينقصني، لذلك لا أستطيع أن أعطيك رأيا ما دامت تنقصني المعلومة الكاملة، وهو أمر مهم للغاية. هاقول لك روح انتخب لكن مش هاقول لك تنتخب مين الكلمة معلومة لا بد أن تكون عن يقين، فعندما تقول لي إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا فأسأل عن سند الحديث إن كان صحيحا فهو معلومة، لكن إن كان غير متأكد فهو معرفة، فيمكن يطلع الحديث غير صحيح أو ضعيف أو ليس له سند. علشان أديك رأيي في المشاركة السياسية هاقول لك روح انتخب، لكن مش هاقول لك تنتخب مين؛ لأني ما عنديش معلومات، لكن هاقول لك انتخب وفقا لمعلوماتك ومش هاصادر على رأيك؛ لأن ده مش دوري، لكن هاقول لك هانتخب فلان وفقا لمعلوماتي ومقاييسي، لكن إنت معلوماتك إيه، فما ينفعش تاخد مني معلومة مسلّم بيها في حاجة ما عنديش علم بيها؛ فهي وجهات نظر، فكسياسي هاقرأ وأطّلع لأني عايش في البلد دي. الرسول كان يعلّم الصحابة بأسلوب مختلف الرسول كان يعلّم الصحابة بأسلوب مختلف لدينا 3 أنواع من الدعاة على الساحة.. نوع متشدد جدا يرى أن كل الناس على خطأ ونحن جميعا نخطئ بالطبع، لكن يعطيك إحساسا بأنك ماتستاهلش أي حاجة، ونوع آخر يتكلم في الدين لكن بدون فكرة، فلا تخرج من الحلقة بأي فكرة، فبعد الحلقة لو لم يقل اتعلمنا كذا أو نعمل كذا يبقى الدنيا ساحت وتاهت مني، فالمعلومات كتير لكن في الآخر مش عارف أنا أعمل إيه. وفيه نوع ثالث بيدي لك الفكرة والمعلومة والوصية وأنا باميل للمدرسة دي؛ فهذه المدرسة سبقني لها الأستاذ عمرو خالد ومصطفى حسني ومعز مسعود، وهذا شيء أشرف به طبعا، فأنا أتمنى توصيل الدعوة وقدوتي في هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا قريت كتير في سيرة الرسول وأسلوبه في الدعوة، وقريبا سيصدر لي كتاب "يا شباب.. هذا رسول الله"، وأنا نفسي أبقى في المدرسة دي؛ فهو صلى الله عليه وسلم في مرة من المرات علّم الصحابة بأسلوب مختلف، وذلك عندما رأوا في الطريق جدْي ميت وأسكّ (أي ودانه مقطوعة)، فقال لهم: من يشتري هذا؟ فقالوا: يا رسول الله إنه ميت، وحتى لو كان حيا ما اشتريناه؛ فإنه أسَكّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فالدنيا عند الله أهون من نظركم لهذا الجدي الأسكّ. فهو عليه الصلاة والسلام أعطى لهم ديناً في صورة، وقابل امرأة عجوزا فقال لها: لا تدخل الجنة عجوز، فتبكي وتقابل نفرا من الصحابة وتقول لهم: قال الرسول إني لن أدخل الجنة، فلما ذهبوا إليه مع العجوز وقالت له: يا رسول الله أنت حرّمتني على الجنة، فقال: لا؛ فالجنة يدخلها الشباب أي ستموتين عجوزا لكن عند دخولك الجنة ستكونين في سن الشباب. وهكذا نوّع بين الصورة والقصة والضحك الظريف والجد، لكن هناك من يفهم أسلوب البساطة بشكل مختلف، فعندما نسأله عن الربا وهو حرام أو ترك الصلاة وهي فرض أو الحجاب وتاركته مخطئة، فيبدأ في القول إنه ماجتش على دي، واعمل أو اعملي اللي تقدروا عليه، وكل حاجة هتيجي، ده خطأ طبعا.. صحيح لازم البساطة لكن لو حد سايب الصلاة لا أقول له يا عم ماتاخدش في بالك.. لأ نتكلم وقتها في ليه نصلي وإيه اللي هيعود علينا من الصلاة، فأي شيء ينجح في الحياة عبارة عن فكرة، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسله الله للكون كانت فكرة تمثلت في إزاي كل الناس تكون بتحب بعض، وترحم بعض؛ فالله تعالى يقول: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، ونحن في الصلاة نقول: الحمد لله رب العالمين؛ فالنبي مرسل للعالمين ورحمة بهم ليحبوا بعضهم، كما ذكر الله تعالى أن أعظم نعمة هي التآلف فقال: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}. الصحابة مجتمع محترفين فده "أعلم الأمة بالحلال والحرام"، وده "السفير سيدنا مصعب" فده اللى بيتكلم مع الوفود، وده "أمين الأمة"، وده اللي بينسّق بيت المال، وده اللي قوي في الحق، وده اللي قوي في العدل، وده اللي قوي في الجيش... فتلاقى مافيش اتنين صحابة زى بعض، ودورهم واحد؛ فخالد يقود الجيش؛ لأن ده دوره، سيدنا عمر بيحكم بالحق؛ لأنه أقوى الناس بالحق، ولذلك ربنا سمّاه "الفاروق" عنده الحق حق والباطل باطل، سيدنا أبو بكر الصديق قلبه رهيّف شوية، فيتعامل مع الناس البسطاء والفقراء.. سيدنا معاذ بن جبل يتكلم حلو قوي في الحلال والحرام؛ فالرسول بعته للدول علّمهم، سيدنا مصعب لسانه حلو، وولد "فايف ستارز"، وكل يوم يلبس حاجة وشيك وغني قوي، فعارف يتكلم مع الناس، فأوفده النبي يتحدث مع الناس في المدينة؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم وظّف الكل. لازم يكون فيه فكرة وتجديد في شكل البرنامج وطريقة طرح المعلومة والبساطة دون تسفيه ولا تسطيح للدين، فلما نتكلم مثلا عن الصلاة، فنحاول نفرد الموضوع كله بمعلومات بسيطة، لكن دون تسطيح، فمش هييجي حد يقول أنا ما باصلّيش فأقول له إنت كويس لأ هاقول له إن لازم ياخد باله؛ لأن كده عنده مشكلة كبيرة مع ربنا عز وجل، وماينفعش أكون ماشي مع واحد فيشتم حد، ولما أسأله ليه، فيقول: كله بيعمل كده، فأسكت؛ لأني كده هاكون زيه غلطت لكن لازم أنبهه. إضغط لمشاهدة الفيديو: الشباب يحفظ أسماء الممثلين ولاعبي الكرة أكثر من الصحابة! في إحدى حلقات البرنامج صوّرنا في الشارع، وسألنا بعض الشباب عن عشر أسماء ممثلين فيسأل عربي ولا أجنبي ويحكي، طيب لاعبين كرة، عربي ولا أجنبي فيقول كتير، ونسأله عن أسامي مطربين فيجاوب، ثم نسأله عن عشر أسماء لصحابة فيسكت أو يقول 2 أو تلاتة بالكتير، واحد تاني قال والله أنا ماليش في الحاجات دي، كأنهم بيسألوه إنت ليك في الخمرة!. وفي مرة أخرى بنسأل عن سيدنا علي بن أبي طالب وبنقول له إيه معلوماتك عنه، فبيقول لنا ده أنا أعرف معلومات كثير جداً، أولاً قريب للنبي، وكان متجوز السيدة عائشة، وكان أخو سيدنا أبو بكر!!. مرة أخرى نسأل شابا ماذا تعرف عن السيدة فاطمة الزهراء فقال إنه يعرف أنها "ست كويسة وبندعي لها ربنا يهديها وأعرف إنها ساكنة في مصر"!!! بنفس هذا النص موجود على يوتيوب، أنا سمعت هذه الإجابة وذهلت، وواحد تاني قال "إحنا كلنا كمصريين بنتمنى لها كل خير"!!. بالطريقة دي الفكرة نبّهته إن فيه حاجة غلط هو بيعاني منها، ويعرف إن فيه حاجة ناقصاه، وإنه ما ينفعش يكون كده، أما عن الأسباب التي أدت لذلك فهي كثيرة: التربية في البيت، والأب والأم علّمونا إيه، ومصادر المعلومات، والإعلام، والأصحاب، والفتن الموجودة في المجتمع. تجديد الخطاب الديني مستمر إلى يوم القيامة ربما يكون هذا صحيحاً من حيث استخدام الأسلوب البسيط في شرح الأمور المعقّدة بما يضعه البعض في إطار تجديد الخطاب الديني. لنتفق أن تجديد الخطاب الديني مستمر إلى يوم القيامة، وهو لا يعني تجديد مضمون الدين حتى لا يظهر من يقول إن الدعاة الجدد يجدّدون في الدين. فالقرآن والسنة تواجدا منذ أكثر من 14 قرناً؛ لكن التجديد يكون في أسلوب توصيل المعلومة من الترهيب إلى الترغيب والقول بالحسنى، فهناك من ينصحك بالصلاة فيقول لك لا بد أن تصلي وإلا ستدخل النار ويغضب الله عليك، ولكن هناك من يقول صلِّ؛ لأن الصلاة هي أحب الأعمال إلى الله عز وجل الخالق الأعظم، فقالوا نفس الحديث لكن بطرق مختلفة، وهناك من يتطرف فيقول صحيح أن الله أمر بالصلاة لكن لا بد أن نرى حياتنا؛ فهو هنا أخرجك بره الحديث. الغرب يتجه حالياً لمنع الاختلاط.. في الخارج هناك قيم بالفعل.. وليس هناك دين بالنسبة لقضية المرأة.. عندما أتحدث عن أمر يختص بزوجتي فأفضل طبعاً أن تذهب لطبيبة ولا أرضى أن تذهب زوجتي لطبيب حتى لو كان طبيب "كحّة"؛ إنما أنا كرجل أذهب إلى طبيب؛ وأقصد أن كل أمر وله مكانه المحدد، وأنا عندما أتحدث بهذا القول فإنما أقوله بدافع الغيرة على المرأة المسلمة. الشباب يحفظ أسماء الممثلين ولاعبي الكرة أكثر من الصحابة! حالياً في الغرب يتمنون أن يكون حال المرأة المسلمة كالمرأة عندهم، أمريكا الآن قامت بمنع الاختلاط رسمياً في المدارس، كما قامت بتقليل وظائف المرأة بنسبة 30%، وهناك اتجاه لتقليل النسبة عن هذا؛ حيث إن هذه المجتمعات تعاني بالفعل من العديد من المشاكل الاجتماعية، ومنها قطعاً التفسخ الأسري، إذن من الواضح أن الدور الأساسي للمرأة غائب تماماً. يجب أن يكون للمنزل مساحة في حياة المرأة؛ حيث عليها أن تؤدي دورها في المجتمع في وظيفة مناسبة، وفي نفس الوقت تفيد المنزل، فهل يصح أن تذهب امرأة مهندسة مثلاً إلى العمل وتعود إلى بيتها في وقت العشاء، فكيف ستقوم بواجباتها نحو أولادها وتربيتهم ورعايتهم.. أين البيت في كل هذا؟، وهنا يجب أن نحدد أين دور المرأة وأين دور الرجل، وأنا هنا مع المرأة في كل شيء تريده، بشرط أن يفيد المجتمع، ويجب ألا نرى ماذا تفعل المرأة بالخارج لنفعل مثلها، بالرغم من اختلاف مجتمعنا عن المجتمعات الخارجية. في الخارج هناك قيم بالفعل ننادي بها الآن؛ لأنها أساسا في ديننا، ولكننا أهملناها، وهم في الحقيقة ليس لديهم دين فلا يهمهم شكل لبس المرأة ولا طريقة حياتها؛ بينما الوضع عندنا مختلف تماماً؛ فنحن لدينا مقاييس وهي أنني أولا وأخيراً سأموت، وسيسألني الله ويقول للمرأة مثلاً التي تعمل في التليفزيون: لماذا قمتِ بالعمل في هذا المجال؟ وهل يصح أن تتواجدي في هذا المكان؟ فإذا تمكنت من الرد على الله بأنها تحب هذا العمل بإخلاص وصدق، وأنه يصح أن تتواجد في ذلك المكان فلو لم تتمكني من الإجابة فمن الأفضل لكِ الابتعاد عن ذلك المكان. الخلاصة أن من يمكنه الإجابة عن الأسئلة التي سيوجهها إليه الله فيمكنه التواجد مطمئن القلب في أي مكان يريد ما دام يعرف بصدق أن الله يرضى عن تواجده هذا. ويمكننا تلخيص قضية دور الرجل والمرأة، وما تحدثنا فيه طويلاً في ثلاث نقاط رئيسية: 1- تواجد المرأة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب بدور مناسب مع التأكيد على عدم وجود مبالغة في ردود الفعل؛ وذلك لأن طبيعة الرجل وجسده تختلف كلياً عن طبيعة المرأة وجسدها؛ حيث إن المرأة في حد ذاتها زينة. 2- العمل على الالتزام بتعاليم الدين وليس أن نطوّع الدين ليتوافق مع دنيانا، وفقاً لأهوائنا الشخصية، حيث سئلت في يوم من الأيام عن كيفية تطويع الدين للدنيا وأجبت أن صيغة الإجابة خاطئة فهي كيف يتم تطويع الدنيا للدين، فعلم التنمية البشرية الذي بدأ حديثاً في الانتشار واكتسب أرضية واهتماما قويين هو موجود في القرآن الكريم. 3- التزام المرأة بدورها الأساسي كأمّ، كما على الرجل أن يلتزم بدوره كأب، فقد أعجبني يوما كلمة تقول إن الزوج يجب أن يكون رجلاً والزوجة يجب أن تكون امرأة، ولا يصح أن يتبادل الرجل والمرأة الأدوار التي رسمها الله لهم، ولا يجب التأثّر بدعاوى الغرب في هذا المجال، ومن هنا أؤكد أن أهم شيء في هذه القضية هو الالتزام بالمعايير، وليس عندي أدنى مانع في حتى أن تجلس المرأة مكاني. تعلمت من الرسول أن أحتضن كل الناس ولو بكلامي فقط لما توفيت والدتى اتعلمت شوية حاجات.. كنت أصغر إخواتى نعيش في بيت عيلة وكان إخواتى كلهم متجوزين، خلال هذه الفترة تعلمت أنه لن ينفعك أحد إلا الله عز وجل، فأمي ذهبت، وبالتالي لا يوجد صدر حنين لك، والحل الوحيد هو السجود والبكاء لله ومناجاته، وتعلمت أيضا أن أحب الناس وأعامل كل إنسان وكأنه يتيم.. كلها على هذه الشاكلة، ووجدت في سيرة النبي أن النبي أصلا يتيم وقال له الله إنك رحمة للناس، وعامل النبي الناس على هذا الأساس، وهو ما تعلمته من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أحد صحابة النبي دميما، وكان يصعُب على باقي الصحابة النظر إليه، وفي يوم من الأيام عانقه رسول الله وسأل: من يشتري هذا العبد؟ فقال: أوَتراني كاسدا يا رسول الله؟ (أي لا أصلح للبيع والشراء) فقال له النبي: لكنك عند الله لست بكاسد، وبالتالي تعلمت أن أحضن كل الناس بالكلام، وتعلمت من والدتي كلمة تقول: خليك حضن واسع للناس حتى يستوعب الجميع، وهو ما وجدته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي ستشعر أن الجميع يعاملونك كأخ وأب. لا يصح أن يتبادل الرجل والمرأة الأدوار التي رسمها الله لهم وصية للشباب خلال العشر الأواخر من رمضان رمضان كنز، وبالتالي مافيش داعي أن نجعل رمضان زعلان دائما أو نجعله أكلا وشربا ومسلسلات وفوازير، عايزين نركّز في معنى جديد خلال هذا الشهر، نريد أن نعيش رمضان للناس، فدائما كنا نركّز على أنفسنا، ولكن هذه أمور تتكرر كل شهر من ختم قرآن وصلاة تراويح... إلخ، وبالتالي من الأفضل أن نعيش بشكل مختلف، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال إن من فطّر صائماً يأخذ نفس ثوابه، ففكّرت بيني وبين نفسي متسائلا لماذا لا نصوم 60 يوما؟ فكل يوم نفطّر صائما أو اثنين ونحصل على نفس ثوابهم، أو نقوم بالتبرع لجمعية خيرية تصل لأكثر من 30 أسرة يوميا، فهذه الجمعيات لديها حصر بالفقراء وأماكنهم. موقف لن أنساه ما حييت وما جعلني أفكر في هذا الأمر هو موقف حدث معي في يوم من أيام رمضان الساعة ال3 صباحا في الشتاء، كنت أشتري شيئا بسيارتي، ووجدت شخصا يبحث عن طعام في مقلب القمامة ووجد رغيف خبز وأخذ يأكله، وعندما رأيت هذا المشهد ناديته وسألته عن سبب تصرفه هذا، فأكد أنه لم يفطر من يوم أمس، فأعطيته مبلغا يشتري به طعاماً، فأخذه ثم عاد إليّ، فاعتقدت أنه يريد مزيدا من المال، لكنه أعطاني الباقي، وقال إنه كان يسعى لشراء ساندوتشين فحسب وقد كان، وبالتالي لا أريد هذا الباقي وأقسم ألا يأخذ البقية، وأكد أن هذين الساندوتشين لزوجته وابنه أما هو فقال إنه قد أكل، وبالتالي يجب علينا أن نُطعم الناس في رمضان، فأهل العلم يؤكدون أن العمل الوحيد المضمون قبوله 100% هو إعطاء الأموال للفقير، فكان هناك مبدأ للصحابة وهو: "أيها الفقراء شكراً"؛ لأنهم -أي الفقراء- كانوا سببا في حصولهم على الحسنات. وبالتالي هيا بنا نُطعم الناس بشكل مختلف من خلال الجمعيات القائمة على هذه الأسر الفقيرة، فأموالك توضع مع أموال أخرى، وبالتالي يُطعمون الفقراء ويشترون لهم جاموسة أو دكانا أو كشكا.. إلخ، وبالتالي يقيمون لهم مشروعات تجلب لهم رزقا، وبالتالي أتمنى أن نعيش لنا وللآخرين خلال هذا العام. تعالوا نعيش رمضان لينا ولغيرنا وفي النهاية أنا لي وصيّتان إحداهما إيمانية وأقول فيها إنك يجب أن تحدّد عددا من النقاط في رمضان، وتستعين بكراسة وقلم وتكتب كل آية قرأتها وشعرت بها، ويمكنك أن تستعين بكتاب كلمات القرآن في فهم معاني كلمات الآيات. وكذلك تحديد ذكْر لكل يوم سواء "سبحان الله وبحمده" أو "الحمد لله"... وتردده طوال اليوم، وثالث شيء هو أن تفكّر أنك ستقابل النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم خلال شهر رمضان في الجنة، فماذا ستقول له؟ أما النقطة الأخيرة وهي أن تشتري 100 لعبة أو هدية وتذهب بها لملجأ أيتام وتعطيهم للأيتام بعد أن تقبّلهم وتمسح على رأسهم؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة"، ولم يعرف شرعا أن هناك مكانة أقرب للنبي صلى الله عليه وسلم من كافل اليتيم في الجنة، فالله عز وجل كفل النبي عندما قال له: أفلم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى.. إلى آخر الآية، وبالتالي أخذ النبي على عاتقه أن يكفلنا جميعا من الضياع ومن العدم. ما تيجوا نأكّل الناس بشكل مختلف، الجمعيات القائمة على الناس الفقيرة اللي مش لاقية، المبلغ ده للناس دي، هتقول لي أنا إيه ضمّني إن ال100 جنيه أو 200 جنيه ولا حتى ألف جنيه يأكّلوا الناس، أصل الفلوس دي اتحطت مع فلوس تانية وتالتة فاشتروا للناس وأكّلوهم، وجابوا للناس بقرة وراعوها، فالناس دي بقت تجيب من لبنها ومن جبنها فلوس وبتصرف على نفسها، وواحد تاني خدوه عملوا له دكان، وواحد ثالث عملوا له كشك فيه جرايد، وواحدة جابوا لها ماكينة تريكو. آه ده أنا ما أكلتهومش، ده أنا أكلتهم وشربتهم وربتهم وهاجوّزهم من 100 جنيه، ليه أصل الفلوس مع بعض وربنا بيبارك، فنعيش رمضان لينا كلنا. فالوصية بتاعتي السنة دي يا ريت نعيش رمضان لينا ولغيرنا.. فيه جمعيات خيرية معتمدة وموثقة ومشهورة، نودّي لهم الحاجة دي ونقول لهم دي بتاعة رمضان. وكل سنة وإنتم طيبين.. إضغط لمشاهدة الفيديو: