نواصل عرضنا لما تقوم به ساحة سيدي مصطفي الشريف الرفاعي والسيدة حرمه أم الرجال بمنطقة المرج تحت رعاية أبنائها السادة "محمود. إبراهيم. علي. جمال" وبمشاركة الأحفاد.. من تقديم النموذج المشرف من آل البيت والصحابة والتابعين والصالحين باعتبارهم قدوة ومثلاً يحتذي لشباب عصرنا الحاضر وقد توقفنا في العدد الماضي عند خطبة الشيخ خالد آدم حول مسيرة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه. ووصف سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لدرجة إيمان أبي بكر الذي إذا وزن بإيمان الأمة لرجحها. هذا الإيمان هو الجدير أن يكون صاحبه أهلاً ليكون إماماً وخليفة لرسول الله بعد انتقال الحبيب إلي الرفيق الأعلي. هذا الإيمان العظيم هو الذي وقف للمسلمين تثبيتاً لهم في أصعب موقف قد مر بهم.. يوم انتقال الحبيب إلي الرفيق الأعلي مع انه رضي الله عنه كان أشدهم حباً لرسول الله وألينهم قلباً. من مثل أبا بكر إذا ذكر التقا وكذا رحيم لين الجنبين خير البرية أتقاها وأعداها بعد النبي وأوفاها بما حملا وكان حب رسول الله والكل يشهد من البرية لم يعدل به رجلاً وثاني إثنين في الغار والله ثالثهما وأول الناس منهم صدق الرسلا رفيق رسول الله في هجرة الأنوار وثاني اثنين إذ هما في الغار المذكور رضي الله عنه في القرآن إذ قال لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ما ظنك باثنين الله ثالثهما. صوت الأنيس بل من عظيم شأنه ومكانته عند الله ورسوله لما أسري بالنبي صلي الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي إلي ما فوق السبع السموات وعند مكان ما وقف سيدنا جبريل وقال: تقدم يا رسول الله. فما منا إلا له مقام معلوم. فقال له رسول الله: أويترك الخليل خليله؟ فقال له الأمين سيدنا جبريل: تقدم يا رسول الله. فلو تقدمت أنا لاحترقت "لو تجاوزت هذا الحد لاحترقت بالأنوار" ولو تقدمت أنت لاخترقت "هذه الأنوار يا رسول الله" فتقدم الحبيب بمفرده في هذا الموقف العظيم وقد أخذته الرهبة والهيبة فسمع من يها تفه بصوت سيدنا أبو بكر. فتعجب رسول الله وقال يارب!! أسبقني أبو بكر إلي هنا؟! فقال الحق تبارك وتعالي :ما سبقك أحد إلي هنا ولكني أعلم أنك تحب أبا بكر وتأنس به فخلقت ملكاً علي هيئة ابي بكر "وصوته مثل صوت سيدنا أبي بكر" يخاطبك لتأنس به ويهداً روعك في هذا الموقف يا رسول. فياله من شرف لسيدنا أبو بكر الصديق!! وكان أصحاب رسول الله يتسابقون في فعل الخيرات طمعاً في القرب من الله ورسوله عملاً بقول الله تعالي "وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين" ولكن كان أسبقهم دائماً وأولهم وأعلاهم جميعاً سيدنا الصديق رضي الله عنه. أوضح الشيخ خالد آدم أنه عندما نتحدث عن سيرة أحد من أصحاب رسول الله أو سيرة أحد من آل بيته ليس المقصود أن نسمع القصة فقط ولكن المقصود المعرفة والتعلم وتحريك معاني القرب من الله في القلوب من الذين أقاموا الدين مع رسول الله لنتعلم جميعاً من هؤلاء الرجال الذين صدقوا الله ورسوله. كيف أطاعوا الله وعبده؟ وكيف أحبوا الله وأتقوه! وكيف أحبوا رسول الله واتبعوه؟ كيف كانوا يتبغون مرضاة الله؟ وكيف كانوا يجاهدون وينفقون؟وكيف لا يكونوا بهذه الأخلاق والمربي لهم سيدنا محمد.. خير من ربي وخير من علم وخير من أرشد وخير من دعا وخير من جاهد وخير من قام وخير من جاء إلي الوجود خير خلق الله كلهم القائل صلي الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فإن فضل رسول الله ليس له حد"فيعرب عنه ناطق" بفم. واستطرد الشيخ خالد سرد سيرة سيدنا الصديق أسبق الصحابة دائما.. فذات يوم طلب سيدنا المصطفي من أصحابه أن يقدم كل منهم قدر ما يستطيع من المال والمتاع والسلاح والطعام إلي جيش المسلمين والذي يستعد للخروج للقتال في سبيل الله. فقال سيدنا عمر بن الخطاب في نفسه اليوم أسبق أبا بكر وعزم أن يضحي بشئ ظن أن سيدنا أبو بكر لم يضح بمثله. فذهب سيدنا الفاروق إلي بيته وقسم ماله وكل ما يملك إلي نصفين. نصف يأخذه لرسول الله لجيش المسلمين والنصف تركه لأهله. فذهب إلي النبي صلي الله عليه وسلم . وقدم له نصف ما يملك. فقال له النبي: ما بقيت لأهلك يا عمر؟ فقال: نصف ما أملك يارسول الله ..فدعا له النبي وأثني عليه بالخير. وإذا بسيدنا أبو بكر يدخل علي رسول الله ومعه أموالاً كثيرة ومتاعاً ضخمة يقدمها لرسول الله. فقال له النبي صلي الله عليه وسلم :ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر؟ فقال سيدنا الصديق: "أبقيت الله ورسوله". فقال سيدنا عمر: والله لا أسابقك بعدها أبداً يا أبا بكر. خصال أصحاب الجنة وذات يوم سأل النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه قائلا: من منكم اليوم أصبح صائماً؟ كان أولهم وأسبقهم سيدنا. أبو بكر فرد الصديق قائلاً: أنا يا رسول الله. فقال صلي الله عليه وسلم : من منكم اليوم تصدق علي مسكين؟.. فقال سيدنا الصديق: أنا يا رسول الله. فقال صلي الله عليه وسلم : من منكم اليوم عاد مريضاً؟ فقال سيدنا الصديق: أنا يا رسول الله. فقال صلي الله عليه وسلم : من منكم اليوم شيع جنازة؟ فقال سيدنا الصديق: أنا يا رسول الله. فقال صلي الله عليه وسلم : من منكم اليوم أصلح بين اثنين؟ فقال الصديق: أنا يا رسول الله. فقال صلي الله عليه وسلم : ما من مؤمن يفعل خصلة من هذه الخصال إلا نادي عليه باب من أبواب الجنة يوم القيامة: يا فلان. هلم إلينا. فقال سيدنا أبو بكر الصديق يا رسول الله. وإن فعلها كلها؟ فقال سيدنا المصطفي صلي الله عليه وسلم : إن من أمتي من تنادي عليه أبواب الجنة كلها وأنت أولهم يا أبا بكر. "ما سبقكم أبو بكر بكثير صوم وصلاة ولكن بسر وقر في قلبه".