السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بعد التحية،،، أنا عايز أتكلم معاكم شوية؛ لأني في حيرة وخلاص دماغي هتنفجر من كثر التفكير، أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة.. فيه شوية تساؤلات في دماغي.. 1- هو ليه ما دام الأفلام والمسلسلات والأغنيات حرام بإجماع أهل العلم والفتوى والصحابة رضوان الله عليهم وبالأخص الأغنيات، كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه، وكما جاء في تفسير ابن مسعود رضوان الله عليه لقول الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} صدق الله العظيم، فقد اقسم بالله بأن المراد والمقصود هنا هو الغناء.. فلماذا بعد كل هذا نتربى على وجود المسرح بالمدرسة، وأن الموسيقى تسمو بالروح وتهذبها، وأن التمثيل فن ورسالة، ونبدأ إحنا التربية على إنه مش حرام، ونحب إحنا الحاجة دي وتبقى شيء طبيعي في حياتنا ثم نفاجئ بحرمانية الدين لكل هذا!! فلماذا لم يتقوا الله فينا وأين دور الأزهر وأهل الدين؟؟ لماذا لم يعترضوا على كل هذه المهلكات؟؟ أنا لست متعصبا ولكني متحيرا لأمرنا ولأمر التربية في مدارسنا التي تخالف الدين، وإحنا اللي هندفع الثمن لأني من شبّ على شيء شاب عليه!! 2- ربتونا في المدرسة والكتاب والبيت إني مش نشوف باطل ونسكت عليه، أو حد يظلمنا عيني عينك ونسيب حقنا يضيع هدر.. طيب ليه إحنا ساكتين على الحكومة واللي بتعمله فينا؟؟ ليه السكوت اللي مخيم على الناس ده؟؟ ليه تجاوزات الشرطة في الأقسام والمراكز؟؟ ليه تزوير الانتخابات حتى نواب المجلس مش قادرين نختارهم؟؟ وشايفين التسويد عيني عينك والمنع من دخول لجان الانتخاب أصلا وراضيين (عليه العوض). 3- أنا من النوع اللي في حاله لأبعد درجة ممكن بشر يتخيلها، يعنى مش بضر حد أو أبجح فيه دون وجه حق، بس لما حد يتعدى حدوده معايا ويجي عليّ أوي، مش باقدر أسيبه لحد ما أخد حقي منه ومش باعرف أسامحه خالص أو أصفى له إلا لما أخد حقي منه وده واجعني.. مع إني قرأت كثير في التسامح وأجر المتسامح عند ربه، بس مش عارف أتغير، رغم إني الحمد لله باحافظ على الصلوات كلها، والحمد لله في أوقاتها وقراءة القرآن والأذكار، وباقول إزاي عايز رحمة ربنا وإنه يسامحني وأنا مش قادر أسامح.. تردّ نفسي الأمارة بالسوء "وأنت هتيجي زي ربنا أنت بشر ضعيف وده حقك!!". 4- الحمد لله تربيت على قدر كبير من القسوة، وده ممكن يكون سبب كبير أوي إني أكون إنسان محترم ومتعلم، على عكس أخواتي اللي ماكملوش تعليم أصلا، بس القسوة دي خلتني غليظ القلب. يعنى ماتخضش على حد تعب أو مات، كل اللي عليّ إني أقول ربنا يرحمه أو ربنا يشفيه، حتى والدي مرض والكل اتخضوا عليه أنا كنت عادي خالص، بس مش معنى كده إني كارهه أو باتمنى له الشر، حتى أمي على طول تقول لي: "جبت منين الجمودية ديه؟ أنت قلبك حجر!!"، هتصدقني إني عمري ما حضنت أمي.. كثير باحس إني عايز أجري عليها وأضمها وأبوسها وأحكي لها على اللي جوايا.. بس مش عارف.. 5- باكتب أشعار بس قلمي مش عارف يكتب كلمه حلوة غير ألوان درامية للكلام، يعني بالاقي نفسي فيها؛ لإنها كلمات تحمل معاني قهر الزمن والدنيا والأيام.. بس كتبت كلمات رومانسية لما قلبي دق وحبيت؛ لكن لما أحس إنها هتضيع مني ترجع حالة التشاؤم تاني ليّ؛ أصلي مش عارف أصارحها، حاسس إنها أعلى مني بس ناس تعرفها وتعرفني ويقولوا: "أنت ليه واخد الموضوع كده؟؟ أنت مناسب جدا ليها بالعكس أنت الأفضل".. آسف على الإطالة ويا ريت تردوا عليّ. sherif2007 مرحبا بك صديق "بص وطل" في باب الفضفضة.. ويسعدنا أن نكون محل ثقتك، وحفظك الله من أي مكروه أنت وكل شباب المسلمين، علما بأن سنك ومرحلتك العمرية شيء مهم جدا، وبأن تساؤلاتك تطرأ على بال كثيرين منا.. وادعوا الله أن يوفقني في الرد عليك وأن أكون في بقدر المسئولية. بالنسبة لتساؤلك الأول والخاص بالتمثيل والأغنيات.. فحكم الدين لن نستطيع أن نزيد عليه شيء، أضف إلى الآية الكريمة والحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيأتي زمان على أمتي القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من النار".. كلنا نعلم أن الله عز وجل حينما حرم أي شيء لم يكن التحريم في أغلب الأحيان مفاجئا، بل كان على مراحل؛ حتى يستجيب الناس ويقتنعوا بالعقل والمنطق؛ ولأننا بشر ضعاف النفوس لم يستطع كثيرون التمسك كما يجب بالطريق الذي وضعه لنا الله عز وجل ورسوله الكريم، فابتعدوا عن أحكام الدين أيضا على مراحل. أخي أنت تعرف أن الاحتفالات والأفراح كانت موجودة منذ عهد الرسول الكريم؛ لكن باختلاف سبل التعبير عن هذه المشاعر؛ فقد استقبل المهاجرون والأنصار رسول الرحمة بأنشودة، كما استخدموا الدفوف، حتى النقوش والرسومات فقد استخدمها الفنان المسلم. لكن ما نراه اليوم من كلمات مخلّة بكل معاني الذوق الراقي، تلك الكلمات والألحان والرسومات والنصوص التي لا تقود إلى أي شيء راقٍ هي بالضبط المحرمة، أعتقد أنك متفق معي على هذا. أعتقد أننا قبل أن نحرم أو لا نجيز شيئا فيجب أن ننظر لطبيعة المحيط الذي نعيش فيه، والدوافع والأسباب، نُعمِل عقولنا وقلوبنا، ولا نقول أين الوقت والجهد وأين.. وأين.. و.....؛ بل نجتهد قدر المستطاع لمجاهدة أنفسنا. لقد جاهد أجدادنا وحاربوا على ظهور الخيول وفي الحر والبرد والجوع والعطش، حاربوا وجاهدوا بصبر وجلد.. فلماذا لا نجاهد نحن أنفسنا ونحن في هذا التطور الذي نعيش فيه ونستغله لنكون أكثر تقربا لله، فنكون أكثر تمسكا بجمر الدنيا لنفوز بنعيم الآخرة. أخي تذكر معي الصحابي الجليل حسان بن ثابت إنه كان شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذن فقد أقرّ حبيبنا المصطفى نظم الشعر، لكن وبالتأكيد ليس هذا الشعر الذي نسمعه الآن؛ ذلك الشعر الذي تحول إلى أغنيات غاية في الإسفاف ولن أطيل الحديث عنها. نأتي الآن للتمثيل.. تخيل معي مسلسل أو فيلم أو مسرحية نتعرف من خلاله على أحكام دينية ومواعظ اجتماعية وقصص تربوية للأطفال، ويكون الممثلون متمسكون بالزي الشرعي ولا أقصد الحجاب المتبهرج؛ وإنما أعني الحجاب الذي لا يصف ولا يشف ولا يلفت النظر، أعتقد أن مثل هذا العمل لا يستوجب منا الرفض أو التحريم. نحن بشر ومغريات الحياة عديدة، فمن استطاع تجنبها جميعا والتمسك بما أمرنا به الله ورسوله بلا تعنت -التزام وليس تزمت- فله الأجر العظيم؛ لكننا لسنا جميعا على هذا القدر من القوة؛ لذا فادعوا الله أن نحاول بقدر الإمكان توخي الحذر. فبدلا من أن نستمع للأغنيات المسفّة يمكن أن نستمع للأناشيد الإسلامية أو حتى الأعمال الراقية، وما رأيك في أن نضع قيمة شريط أو اسطوانة الأغنيات في أحد دور الأيتام أو الجمعيات الخيرية. وبدلا من مشاهدة فيلم أو مسلسل لا فائدة منه.. لماذا لا نحاول مشاهدة المسلسلات الدينية والبرامج المفيدة!! مع ملاحظة الابتعاد عن البرامج المتعصبة، التي تستثير المشاعر بلا تقديم لحلول لأي قضية. ما هو عنوان آخر كتاب ديني قرأته؟ وما رأيك أن نستبدل الروايات بقصص الأنبياء والصحابة والقصص الاجتماعية والتربوية، وكتب الطب وكل ما يفيدنا نحن وأبناءنا في المستقبل بإذن الله. وبالنسبة لرجال الدين.. فلا أعتقد أنهم مقصرون في الوعظ والإرشاد، فقد هدى الله ملايين من شباب المسلمين على أيدي الشيوخ وشباب الدعاة؛ ولكن هذا هو حال الدنيا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ولد الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء". ابدأ بنفسك واجتهد لتكون نموذجا يُحتذى به للشاب المسلم الملتزم لكن بلا تزمت، دافع عن دينك بالتي هي أحسن، ولا تكن فظا غليظ القلب فينفضوا من حولك، اجعل حسن الخلق عنوانك، وإرضاء الله هدفك والجنة جائزتك، وتذكر ما حييت أن الدين المعاملة وليس الأمر والنهي بالقول دون الفعل. أما التساؤل الثاني.. فأنا معك في هذه الحيرة؛ لكن أخي لماذا تلقي باللوم فقط على الحكومة ورجال الشرطة والنواب، نعم منهم من أخطأ في حقنا لكني لا أعفي الناس أنفسهم من المسئولية. تذكر معي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الخير في أمتي إلى يوم الدين"، إذن هناك جانب من الخير وآخر من الشر؛ إلا أن الضعف البشري يميل دائما للأسهل، ومع تقدم الزمان نجد أن التمسك بالطاعات فيه مشقّة مما يدفع الضعفاء لاستبدالها بالتساهل في تطبيق أحكام الدين. لا تتخيل أن كل المسئولين سيئين؛ بل هي فئة قليلة لكن تساهل الناس في الحفاظ على حقوقها، وعدم الوعي بكيفية المطالبة بها هو الأساس في تضييعها. أين نحن من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}. ما رأيك فيما يقوم به البعض من سبّ وقذف وتخريب وشعارات لا ترتقي لدرجة التطبيق، فضلا عن التجريح في رموزنا أمام أعدائنا الحقيقيون، التفكك والتشتت، التمسك بقشور الدين وترك الجوهر، ليست هذه الطريقة الصحيحة للمطالبة بحقوقنا. أين نحن من قوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، ومِن الحديث الشريف: "ليس منا مَن لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر". أخي.. انظر حولك هل ترى القمامة الملقاة على طول الشوارع، لا فرق بين منطقة راقية وأخرى شعبية، كم راكب يفتح نافذة السيارة ويلقي بالقمامة في الشارع الحزين؟ وكم شخص يحتفظ بها في كيس ليلقيها في أماكنها؟ تربينا على أن القيادة "فن وذوق وأخلاق".. مع احترامي أرى أن العكس تماما هو المتبع حاليا، ماذا عن انعدام القناعة والطمع والكذب والتملق ونقل الكلام وخيانة الأمانة، والغش في الكيل والميزان، ووضع الموظف غير الكفء في غير محله و... أعتقد أن السبب الحقيقي فيما نعانيه هو البعد عن أحكام الدين، وإلقاء المسئولية على الآخرين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستأتي على أمتي سنوات خداعات يكذّب فيها الصادق، ويصدّق فيها الكاذب، ويؤتمن الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضه.. قيل: وما الرويبضه؟ قال: الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر العامة". نأتي للتساؤل الثالث.. فتذكر أخي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان". فأنت في محاولتك للتمسك بهدوء الأعصاب ومجاهدتك لنفسك؛ لتنال ثواب المتسامح قوة لا تستطيع تخيلها، وبطبيعة الحال فإن أي شيء يولد صغير وبالإصرار يزيد ويكبر، وأنت في مرحلة عمرية تتميز بالعنفوان وعدم التحكم في سرعة ردود أفعالك وقوتها، إلا أنه ومع مرور الوقت فستصل بقوة إيمانك وثقتك في نفسك للهدوء والتسامح الذي ترجوه. وتذكر أيضا قوله عليه الصلاة والسلام : "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، تذكر هذا الحديث الشريف في كل موقف يمرّ عليك، قم وتوضأ؛ فالوضوء يطفئ الغضب، وأكثر من الاستغفار وذكر الله عز وجل، وقراءة قصار السور وستهدأ بكل تأكيد {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. تذكر رواية أنس -رضي الله عنه- كان فتى من الأنصار يُصلي مع النبي ولا يدع شيئا من الفواحش والسرقة إلا فعله، فذُكِر للنبي فقال: "إن الصلاة ستنهاه"، فلم يلبث أن تاب وصلُحت حاله، فقال رسول الله: "ألم أقل لكم ؟!". ما دمت أخي تحافظ على صلاتك وقربك من الله، ومتمسك بالأخلاق الحسنة فثق في أن الله عز وجل لن يضيعك، وسيرزقك بهدوء النفس الذي سيظهر على كل تصرفاتك. رد على نفسك الأمارة بالسوء بأنك خليفة الله عز وجل في الكون، وبالتالي لا بد أن تمتثل لأوامره، وبالتالي أيضا لا بد أن تكون متسامحا لعل الله يهدي بك آخرين. السؤال الرابع.. عذرا أرفض تماما اعتقادك في أن القسوة سببا لكونك إنسان محترم ومتعلم؛ فالهداية من عند الله عز وجل قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، والنجاح في الحياة العلمية والعملية له اعتبارات ومقاييس أخرى تربوية واجتماعية ونفسية، إنه استعداد وطموح ورغبة في التميز والتطلع لما هو أفضل. أما بالنسبة لغلظة القلب؛ فأنصحك بالإكثار من قراءة القرآن وتدبر معانيه ومحاولة استشعار كل آية، قراءة محب وليست قراءة واجب، اقرأ وارفع يديك للسماء، وأطلق لنفسك العنان والحرية في الدعاء، لا تمسك عليك مشاعرك ولا تخجل من رفع صوتك بالدعاء والمناجاة في أي وقت خاصة وقت الفجر، بالإضافة إلى قراءة كتب السيرة وقصص الأنبياء والصحابة. قد يكون الخجل هو ما يمنعك وليس القسوة كما تتصور، ولذا أرجوك أذهب الآن إلى سجادة الصلاة وصلِ ركعتين لله عز وجل على نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى، ثم اذهب بلا أدنى تفكير لست الحبايب قبل رأسها ويديها، وقل لها مشتاق لضمّك يا أمي منذ كنت صغيرا، فقط ارتمي في هذا النهر من العطف والحنان.. وأنت ستستشعر معنى قوة الشخصية وحسن التربية. ونأتي الآن لسؤالك الخامس.. واسمح لي أخي أن أقول لك إنه على الرغم من أنك شخصية ملتزمة تعرف واجباتك نحو ربك؛ فإنك تنقصك بعض الثقة في نفس، قد تكون هي السبب الرئيسي في أغلب تساؤلاتك السابقة. أين أنت من الثقة في النفس والطموح والتفاؤل، والنظر للمستقبل المشرق، وتحسين الأوضاع، وشكر الله على نعمه من خلال استخدام كل نعمة فيما يرضيه عز وجل. أعلم أنك بإذن الله لا تفعل شيئا يغضبه عز وجل؛ لكنك ترهق نفسك في التفكير في الزوايا المظلمة في الحياة، وتلبس نظارة سوداء خوفا من نور الشمس، نسيت أن الله ورسوله نهيانا عن التشاؤم، وأننا خلقنا لنعمل كل ما في وسعينا في هذه الحياة لتعمير الأرض، وهذا يستدعي القوة والابتسامة المشرقة. ثق في نفسك، وتذكر دائما قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". إذن لماذا التشاؤم والخوف من المستقبل الذي يستتبعه ردود أفعال تزيدك تشاؤما وخوفا وافتقادا للثقة في نفسك. لا أجد مشكلة في أن تتسم كتاباتك بالشجن؛ ولكن المشكلة الحقيقية أن يكون هذا هو أسلوب تفكيرك في الحياة، وبالتالي يمنعك التقدم، ويقف أمام طموحك في الفوز بمن تحب. توكل على الله وتقدم للفتاة التي تودّ الارتباط بها، وكن طموحا بلا طمع، متوكلا لا متواكلا، واثقا لا مغرورا، حنونا لا فظا غليظا، رجلا لا متجبرا، مؤمنا بأن الله لا يأتي إلا بالخير لا متشائما، متمسكا بجوهر الدين لا بقشوره، قويا بإيمانك وثقتك بالله لا بصوتك المرتفع.. حينها تستطيع الإجابة على كل تساؤلاتك. أدع الله أن نكون من الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم بأنهم يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقك الله لكل ما يحب ويرضى.