اكد المشاركون في ندوة المجلس الاعلي للشئون الإسلامية أن الأمة أمانة في أعناق الدعوة وخاصة الشباب منهم لإحياء الحماس ونشر الوعي بأمراض الامة وكيفية علاجها وطالبوا بتشخيص أمراض الدعوة ووضع العلاج الشافي لها من خلال توفير كل وسائل المعرفة الموسوعية للدعاة لبيان عظمة الاسلام للمسلمين وغير المسلمين وحثوا الدعاة علي الحصول علي دبلومة في التربية وعلم النفس مما يساعدهم علي التواصل والتاثير في المستمعين وخاصة ان خطيب الجمعة هو الوحيد الذي يستمع اليه الناس اسبوعيا علي الاقل. تحدث الدكتور صلاح سلطان الأمين العام للمجلس الاعلي للشئون الإسلامية فأكد اعتذاره واعتذار كل المصريين للدكتور يوسف القرضاوي الذي ظل غريبا علي مصر وكان لا يدخلها إلا من خلال عشش أمن الدولة في حين يستقبل في كثير من دول العالم بالترحاب الكبير وكان هذا خللا كبيرا في النظام الفاسد الذي لم يوقر العلماء في حين افسح الساحة للتافهين وجعل منهم أبطال قوميين. وأوضح انه دعا الله كثيرا أن يحقق أمنيته في اعتلاء القرضاوي منبر الأزهر باعتباره أشهر دعاته ومن يرتدون زيه في العالم وقد تحقق هذا الحلم مؤخرا وقد اتفقنا معه علي أن يلقي خطبة الجمعة الأولي من كل شهر عربي حسب ما تسمح به ظروفه الصحية وان يكون ضيفا علي المجلس الاعلي للشئون الإسلامية عندما يكون في القاهرة كما ان هناك طفرة ستشهدها الدعوة الإسلامية علي مستوي العالم من خلال معهد بناء لإعداد العلماء الذي يضم حاليا 695 طالبا لهم منح وسيتم زيادتها الي الألف قريبا. أهمية الدعوة پتحدث الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلي انه لم يكن أحد يستطع من تلاميذه الذين تولوا مسئولية وزارة الأوقاف دعوته للمؤتمرات والندوات حتي الدكتور احمد زكي يماني تعجب من عدم عضوتي في المجلس حتي أن البعض وصفني بأني عدو المجلس الاعلي للشئون الإسلامية رغم أن أول وظيفة كانت في الدعوة وكان عمري 17 عاما عندما بدأت الخطابة في قريتي وطنطا والقري المجاورة ولكن بعدها أصبحت منابر بلدي محرمة علي ولكن شاءت إرادة الله أن اخطب الأزهر بعد سنوات طويلة من الانقطاعپولهذا فإن عملي الأساسي الإمامة والخطابة وسأظل اخطب قاعدا حتي القي الله ولا يمنعني احد علي الخطابة ولهذا فإن أمل إصلاح الأمة في شبابها المخلصين وعلي رأسهم الدعاة الذين عليهم أن يتسلحوا بالعلم معالجة جوانب القصور الكثيرة الموجودة حاليا حيث أن كثير من الدعاة لا يجيدون العربية ولهذا لابد من الاهتمام بتعليم أبنائنا العربية منذ الصغر في حاجة الي تعليم أبنائناپالعربية السليمة منذ الصغر لأن ضعف مستوي العلماء في اللغة مشكلة تسيئ إلي دينهم ولابد أن تعود لأبناء الأزهر في الريادة والقيادة. وأوضحپالقرضاوي أن الفئة الوحيدة الي يسمعها الجميع هم خطباء الجمعة لهذا لابد من اتخاذ كل الوسائل لإعدادهم علي اعلي مستوي لان الأمة أمانة في أعناق الدعاة لتبصير الشعوب بحقيقة الأوضاع والإسهام في التنشئة الإسلامية الصحيحة للأجيال ونشر مفاهيم الاسلام من خلال الشوري ما يتوافق مع الشريعة ومراعاة تغير الزمان والمكان وتكامل الأصالة والمعاصرة وتوظيف الحقائق العلمية في الاتجاه السليم لخدمة الدين.پ وحث الدكتور القرضاوي الدعاة إلي القراءة الموسوعية في العلوم العربية والشرعية فأول كتاب ألفته كان عن "ثقافة الداعية" ولا يجوز لأي داعية ألا يقرأ فأنا عمري 87 سنة ومازلت اقرأ حتي الآن في مختلف العلومپوطالب القرضاوي الدعاة بأن يقرأوا في العلوم الشرعية والعربية والتاريخية والإنسانية والعلمية وفي نفس الوقت أن يتحلوا بالواقعية بغير تهويل أو تهوين مع التأكيد أن الدعوة فطرة وملكة مع الإلمام بكل أنواع الفقه وخاصة فقه المقاصد لأنه الفقه الحقيقي مع التأكيد علي المقاصد الكلية الحفاظ علي الضرورات الخمس ولابد أن يعرف الداعية الفرق بين الضروريات والحاجيات والتحسينات لأن جهل بعض الدعاة يجعلهم يحيون السنن ويميتون الدين بإهمال الفرائض وكذلك لابد من الإلمام بفقه الموازنات بين المصالح والمفاسد وفقه الأولويات وفقه الاختلاف الذي اسماه بعض السوريين ¢ فقه الائتلاف ¢ لأنه يهدف الي إزالة الاختلاف والتمزق. وانهي القرضاوي محاضرته بالتأكيد علي أن الأمة لن تموت وهناك مبشرات كثيرة رغم الوضع الحالي لها لأن هناك صحوة متزايدة واتجاه الناس الي الدين . المؤامرة علي العربية حذر الدكتور: عبد الحميد أبوسليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي من المؤامرة التي تتعرض لها اللغة العربية ومزاحمة اللغات الأجنبية لها في عقر داره وكذلك اللهجات المحلية التي يتم اعداد قواميس لها حاليا بهدف القضاء العربية وأنا احذر من هذا منذ عام 1973 ولكن ليس هناك من يسمع أو يمنع المؤامرة.پ وطالب الدكتور أبو سليمان كل الأئمة وخطباء الأوقاف تتسع معارفهم ويحصلوا علي دبلومة في العلوم التربوية والنفسية حتي يكونوا أكثر تأثيرا في المستمعين وكذلك يعرفوا الآباء والأمهات كيفية تربية أبنائهم من خلال التنشئة الإسلامية.پ وأشار أبو سليمان إلي أنه للأسف فإن حالة الدعوة في العالم الإسلامي بوجه عام متخلفة ولم تحترم اختلاف وتفاوت القدرات ولابد ان نظهر خيرية امتنا التي أعلت كرامة النفس الإنسانية بصرف النظر عن دين صاحبها علي عكس الحضارة الغربية التي حققت أعلي درجات التقدم العلمي إلا أنها استخدمت هذا التقدم العلمي في إعلاء القيم الحيوانية التي يتم من خلالها استعباد الإنسان لأخيه الإنسان بل لأنها تحتكم الي قانون الغابة وسفك الدماء. علي هامش الندوة * رفض الدكتور يوسف القرضاوي قيام البعض بترديد الهتافات أثناء الندوة مؤكدا اننا في حاجة الي استثمار الوقت. * علق الدكتور القرضاوي علي دعوة احد الحضور له بالعودة نهائيا الي مصر انه ليس لديه مانع من العودة قريبا. * قام الشيخ احمد هليل - مقدم الندوة - بتقديم العزاء الي أهالي ضحايا قطار أسيوط من أبناء المعهد الأزهري النموذجي واغلبهم من حفظة القرآن ونواسي إخواننا في غزة ونرجو إلي تتحول من محنة الي منحة ونأمل أن يعود المجلسپ الاعلي سيعود الي عصره الذهبي في ظل قيادته الجديدة. * الشيخ سلامة عبد القوي حضر الندوة ممثلا لوزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفي. * الدكتور صلاح سلطان اعلن انه تقدم بطلب الي الدكتور طلعت عفيفي وزير الاوقاف لتكون كل المكاتبات في الوزارة تبدأ بالتاريخ الهجري أولا ثم الميلادي. * قام الطالب النيجيري محمد الأول وأحد طلاب معهد بناء لصناعة العلماء بإلقاء قصيدة حول ¢القدس وفلسطين¢ * اثني المتحدثون علي التواجد النسائي الكبير من الداعيات والموظفات بالمجلس الاعلي للشئون الاسلامية.