إمام وخطيب مسجد الصحفيين بالجيزة يقول الحق - تبارك وتعالي - في كتابه العزيز وهو أصدق القائلين: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ہ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ہ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". البقرة 155 - .157 في هذه الآيات المباركات يخبرنا الحق - تبارك وتعالي - بأنه يبتلي عباده المؤمنين والابتلاء تارة يكون بالسراء. وتارة يكون بالضراء فمن صبر فله الرضا. ومن سخط فعليه السخط والعقاب من الله تعالي يوم القيامة ففي الحديث القدسي يقول الله - عز وجل -: "عبدي أنت تريد. وأنا أريد. ولا يكون إلا ما أريد. فإن سلمت بما أريد كفيتك ما تريد. وإن لم تسلم بما أريد أتعبتك فيما تريد. ولا يكون إلا ما أريد".. وما أعظم الجوائز التي أعدها الله للصابرين. فهناك ثلاث جوائز أعدت لهؤلاء الصابرين.. الأولي أن الله يصلي عليهم. والثانية يتغمدهم ربهم برحمته والثالثة يهديهم - سبحانه - في الدنيا إلي الخير. وفي الآخرة إلي الجنة فهو القائل - سبحانه وتعالي -: "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" البقرة 157. وهناك سؤال يطرح نفسه هذه الأيام: هل الأزمات والفتن التي نتعرض لها من حين لآخر غضب من الله علينا؟ وماذا يفعل المسلم عند مواجهة هذه المحن؟ أولاً لابد أن نعرف أن الدنيا لا راحة فيها وهي لا تدوم علي حالة واحدة فهي إذا حلت أوحلت. وإذا أقبلت بلت. وإذا جلت أوجولت وإذا أكرمت رمت. وإذا أنعمت عمت. وإذا كست أوكست. ومن عشق فيها المال مال. فكم من ملك فيها له علامات» فلما علا مات... إذا فليس لنا من الأمر شيء إلا اللجوء إلي الله رب العالمين. وتأكد أن الله مع الصابرين "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" البقرة 156. فلا يرفع البلاء إلا الله. ولا يكشف الكرب إلا الله. ولا يعفو عنا إلا الله. فلا تحزن أيها المسلم إذا ما واجهتك مصائب الدنيا وهمومها. فأنت لست بأكرم من سيد الخلق - محمد صلي الله عليه وسلم - وأعداؤك مهما كانوا فليسوا كأبي جهل وأبي بن خلف وغيرهما من صناديد قريش الذين تفننوا في الإيذاء برسول الله - صلي الله عليه وسلم.