أكد الدكتور الشيخ محمد حسان أن مصر تحتاج هذه الأيام لأهل الفضل والكرم لكي تنهض ولن تستطيع الحكومة بمفردها أن تحقق هذا. إلا إذا تقدم المخلصون الصادقون ممن منَّ الله عليهم من فضله وكرمه. لأن الساعي علي الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله والقائم الليل الصائم النهار وفي صحيح مسلم أن رسولنا الكريم. صلي الله عليه وسلم قال: "دخل الجنة من غصن شجرة نحاها عن طريق المسلمين. حتي لا تؤذيهم فما بالنا بمن يقطعون الطريق علي الناس وما حكم من يعطلون الطرق العامة ويعطلون حوائج الناس وتقف السيارات وفيها المريض وذو الحاجة. ويامن تقطع الطريق علي المسلمين أنت تؤذيهم ولا عذر لك ومهما كان حقك الذي تطالب به فليس من حقك وأنت تطالب بحقك أن تضيع حقوق الآخرين. وأضاف د. محمد حسان خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد الإمام الحسين ببورسعيد بحضور جمع غفير من أبناء المحافظة. أن من أعظم خصال العمل الصالح أن تكف أذاك عن الناس فمن لم يستطع فعل أي خصلة من خصال الخير فعليه أن يكف أذاه عن الناس ولتقل خيراً أو لتصمت لا تكذب ولا تقل النميمة ولا تروج الشائعات ولا تغتب ولا تقذف أحداً لاتهامه بما ليس فيه وأنا والله لا أعلم زماناً قد انتشرت فيه كبيرة القذف كهذا الزمان الذي انتشر فيه الإنترنت والفضائيات وكل ليلة ترتكب كبيرة القذف تجلس هذه ويجلس هذا ليقذف هؤلاء الناس بالباطل والبهتان بلا بينة ولا دليل ولا برهان وكأن الأمر صار سهلاً. وذلك كبيرة من الكبائر تسمي بكبيرة القذف ولها ضوابط وأحكام.. وأضاف أن العمل الصالح مقدم علي الإيمان وجزاءه الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة وهو سبب لمحبة الرب للعبد. ولا سعادة لأهل مصر ولا للأمة إلا بالعودة إلي كتاب الله وسنة رسوله. وقد يتصور البعض أن العمل لابد وأن يكون عظيماً وكبيراً ولكن ربما تجبر بابتسامة في وجه فقير أو شربة ماء أو إسعادك لأسرة فقيرة في مناسبة. ولنعلم أن امرأة بغي زانية من بني إسرائيل دخلت الجنة في كلبي سقته فإذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا فكيف تصنع الرحمة بمن وحد رب البرايا بمريض من أمة محمد. أيعقل أن أضرب أنا عن العمل والمرضي في المستشفي أمام عيني وبين يدي يتألمون أيعقل هذا حتي ولو كنت صاحب حق؟! وأشار إلي أن الله عز وجل يعرض الأمة لرحماته وبركاته وفضله رغماً عنها فهي تخرج من موسم طاعة وفضل إلي موسم طاعة وفضل ومن أفضل هذه المواسم هذه الأيام والليالي المباركة التي تظلنا. ويقول رسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله تعالي من هذه الأيام" يعني أيام العشر من ذي الحجة قالوا: "يارسول الله. ولا الجهاد في سبيل الله؟.. قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" وأودع الله سبحانه وتعالي في أيام العشر من ذي الحجة أشرف وأفضل وأطهر يوم طلعت عليه الشمس وهو يوم عرفة ففي رمضان ليلة من أشرف ليالي العام وهي ليلة القدر ومن لم يستطع الحج يستطيع صيام يوم عرفة لأنه يكفر ذنوب السنة الماضية والباقية فلا تضيع هذا الخير.. وقد جمعت بهذه الأيام أمهات العبادة من صلاة وصيام وحج وصدقة. وأكد د. محمد حسان أنه لا يوجد تعارض بين حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "ما رأيت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - صائماً العشر من ذي الحجة كاملة قط" وحديث أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما "كان - صلي الله عليه وسلم - لا يدع صوم تسع ذي الحجة" لأنه لا يجوز صوم يوم العشر من ذي الحجة وهو يوم النحر.. مشيراً إلي أن قول المثبت مقدم علي قول النافي كما قال علماء الأصول لأن المثبت عنده من العلم ما خفي علي الناس لذا فلا حرج علي الإطلاق أن يصوم المسلم تسع ذي الحجة كما كان يفعل - صلي الله عليه وسلم - غالباً. وطالب الشباب بالابتعاد عن الغلو والإفراط والتشدد والاعتدال في التعامل مع الناس. لأن الناس ضاقت صدورهم بنا نحن الملتزمين بسبب غلظتنا وفظاظتنا وعنفنا وغلونا فتعالوا نغير الصورة بالحق لا بالباطل بالصدق لا بالكذب بالكلمة الطيبة الرقيقة الطيبة التي تستمد قوتها من صدق صاحبها وتستمد جمالها من خلق صاحبها. ونتحرك بين الناس بالحكمة والرحمة "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين" "آل عمران: 159".