شركة السويس للأكياس توقع اتفاقية مع نقابة العاملين في صناعات البناء والأخشاب    أرقام قياسية منتظرة في الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي    منافس الأهلي.. رائعة ميسي لا تكفي.. إنتر ميامي يسقط مجددًا في الدوري الأمريكي    معركة الخمسة الأوائل وسباق المركز الثامن.. ماذا تنتظر الأندية في ختام الدوري الإنجليزي؟    التضامن الاجتماعي تواصل تفويج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة    فوائد بذور دوار الشمس الصحية وتحذيرات من الإفراط في تناولها (تفاصيل)    المنتدى الاقتصادى الأبرز.. أخر مستجدات تعزيز العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى وبلدات في محافظة رام الله والبيرة    محافظ أسيوط: طرح لحوم طازجة ومجمدة بأسعار مخفضة استعدادا لعيد الأضحى    رئيس الوزراء: مصر أثبتت دورها كشريك يعتمد عليه ومؤثر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية    افتتاح أول مصنع لإنتاج كباسات أجهزة التبريد في مصر باستثمارات 5 ملايين دولار    محافظ أسيوط: طرح لحوم طازجة ومجمدة بأسعار مخفضة استعدادًا لعيد الأضحى المبارك    سهل وخرجنا من نص الوقت.. فرحة على وجوه طلاب أولى ثانوي بسوهاج عقب أداء امتحان التاريخ "فيديو"    بعد قليل.. بدء أولى جلسات محاكمة "سفاح المعمورة" أمام جنايات الإسكندرية    مركز الفلك الدولي: الجمعة الموافق 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى    الدكتور هاني سويلم يتابع حالة الري بالبحيرة خلال فترة أقصى الاحتياجات المائية الحالية    محافظ أسيوط يتفقد مستشفى الرمد.. ويلتقي بعض المرضى للاطمئنان على الخدمات المقدمة لهم    «عبد العاطي»: الأجندة الإفريقية تأتي على رأس أولويات السياسية الخارجية المصرية    جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    تراجع في بنكين.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الأحد 25-5-2025    درجات الحرارة اليوم الأحد في مصر    يا رايحين للنبي الغالي.. التضامن تواصل تفويج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة.. تيسيرات في إجراءات السفر بالمطارات.. وباصات خاصة لنقل ضيوف الرحمن للفنادق (صور)    اليوم.. نظر تظلم هيفاء وهبي على قرار منعها من الغناء في مصر    بكاء كيت بلانشيت وجعفر بناهي لحظة فوزه بالسعفة الذهبية في مهرجان كان (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 25-5-2025 في محافظة قنا    الجيش الإسرائيلى يوسع نطاق عملياته بغزة مع انتشار سوء التغذية    مقتل 3 في كييف جراء ضربات جوية روسية جديدة    الكشف على 680 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية العروبة بالبحيرة    موعد إعلان بطل دوري 2025 بعد رفض المحكمة الرياضية الشق المستعجل لبيراميدز .. اعرف التفاصيل    نموذج امتحان الأحياء الثانوية الأزهرية 2025 بنظام البوكليت (كل ما تريد معرفته عن الامتحانات)    "مساهمات كثيرة".. ماذا قدم محمد صلاح في مبارياته أمام كريستال بالاس؟    إصابة عدة أشخاص في أوكرانيا بعد ليلة ثانية من هجمات المسيرات الروسية    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 25 مايو    ما هو ثواب ذبح الأضحية والطريقة المثلى لتوزيعها.. دار الإفتاء توضح    "حياة كريمة".. الانتهاء من 134 مشروعا فى محافظة أسوان    مصرع ميكانيكي سقط من الطابق الخامس هربًا من الديون بسوهاج    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    قانون العمل الجديد من أجل الاستدامة| مؤتمر عمالي يرسم ملامح المستقبل بمصر.. اليوم    نائب إندونيسي يشيد بالتقدم الروسي في محطات الطاقة النووية وتقنيات الطاقة المتجددة    بعد فيديو اعتداء طفل المرور على زميله بالمقطم.. قرارات عاجلة للنيابة    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    «هذه فلسفة إطلالاتي».. ياسمين صبري تكشف سر أناقتها في مهرجان كان (فيديو)    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    «أضرارها تفوق السجائر العادية».. وزارة الصحة تحذر من استخدام «الأيكوس»    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    «أحدهما مثل الصحف».. بيسيرو يكشف عن الفارق بين الأهلي والزمالك    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    وأنفقوا في سبيل الله.. معانٍ رائعة للآية الكريمة يوضحها أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر    حلم السداسية مستمر.. باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا    الأردن وجرينادا يوقعان بيانا مشتركا لإقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حسن جمال الدين وكيل أول وزارة السياحة الأسبق يكشف في صالون " عقيدتي ":
أخطاء وخطايا تنظيم رحلات الحج والعمرة

بدأ ضيوف الرحمن في مغادرة البلاد الي الاراضي المقدسة رجاء مغفرة الذنوب من الخالق الا ان معاناتهم تبدأ منذ مغادرتهم البلاد حتي العودة اليهم بسبب الفوضي والعشوائية وسوء التنظيم وعدم الرغبة الحقيقية في حل المشكلات والاستفادة من تجارب الدول الأخري وذلك لوجود قلة من المستفيدين من بقاء الوضع علي ما هو عليه حتي بعد قيام الثورة التي طرح مفتي مصر الدكتور علي جمعة بعدها انشاء مؤسسة واحدة للحج والعمرة الا ان البعض مازال يضع أمامها العراقيل لإجهاضها ليستمروا في امتصاص دماء ضيوف الرحمن ابتداء من البسطاء الذين جمعوا تكاليف الحج بالديون حتي حجاج الخمس نجوم .. من هنا تأتي اهمية الحوار مع حسن جمال الدين.. وكيل أول وزارة السياحة سابقا وصاحب الخبرة العريضة في كل ما يتعلق بموسم الحج من خلال مشاركته لمدة 18 عاما بين رئيس لبعثة السياحة أو مساعد لرئيس البعثة.
* عدتم منذ ساعات من المملكة العربية السعودية في زيارة تتعلق بالإعداد لموسم الجح ..فما انجزتم في تلك الزيارة؟
** كان هدف الزيارة معاينة مساكن الحجاج ومراجعة العقود وكل ما يؤدي الي موسم الحج قليل المشاكل واكثر راحة لضيوف الرحمن وخاصة انه بدات منذ الاسبوع الماضي رحلات الحج.
الفوضي والمعاناة
* يرتبط موسم الحج في اذهان المصريين بالمشكلات سواء المتعلقة به قبل بدايته وحتي بعد انتهائه وامل كل المصريين الوصول الي حج بلا مشاكل مثلما تفعل العديد من الدول .. لماذا يعد موسم الحج مشكلة منذ عشرات السنين رغم ما يقال عن التنسيق وعقد اتفاقيات الا أن البعض مازال يصب جام غضبه علي المنظمين والمشرفين والمسئول عن معاناة ضيوف الرحمن؟
** السبب الرئيسي في المشكلة انه توجد لدينا ثلاث جهات تنظم الحج وتشرف عليه أولاها : حج السياحة ويبلغ عدد الحجاج فيه 30 الفا . وثانيها : حج الجمعيات ويبلغ عدد الحجاج المشاركين فيه 5.12 الف . وثالثها حج القرعة ويشترك فيه بقية حصة مصر من الحجاج المصريين الذين يبلغ اجمالي عددهم 80 الف حاج. وتظهر المشكلة من عدم وجود التنسيق او التعاون الكافي فيما بينها مع انه من المفترض أن يحدث تنافس فيما بينها لخدمة ضيوف الرحمن . هناك بعثة رابعة هي البعثة الصحية التي تقدم الخدمات الصحية في حدود امكانياتها وتتعاون مع السلطات الصحية السعودية لاستكمال اي نقص في الادوية
ومن اسباب وجود المشكلات في الحج ان كثيراً من الحجاج لا يلتزم بالتعليمات بمجرد وصوله السعودية فنجده يتحرك بحريته ويقابل من يشاء من اقاربه واصدقائه في مقر اقامته في مختلف المناسك الامر الذي يحدث مشكلات وخاصة في ضوء عدم التأهيل الكافي للمشرفين الذين يخرج بعضهم علي سبيل المجاملة أو ليس لديه ملكة خدمة الغير والسهر علي راحته.
بعثة الاوقاف
* وماذا عن دور بعثة الاوقاف والوعظ الديني؟
** من المؤسف أننا لا نشعر ببعثة الاوقاف نظرا لقلة العدد حيث يبلغ عددها 70 داعية فقط ولهذا لا يشعر الحاج بدور دعاة الاوقاف او وجوده الي جانبه حتي يساله عن الاحكام الشرعية فيما يتعرض له من مواقف او الامور المتعلقة بالمناسك ولهذا يجد الحاج نفسه مضطرا للجوء الي وعاظ السعودية وبعضهم متشدد وخاصة فيما يتعلق ببعض المناسك مثل الرجم عند الزوال مما يعرض الحجاج لمخاطر التزاحم في حين نجد فتوي ميسرة للدكتور علي جمعة مفتي مصر بجواز الرجم طوال اليوم ومن المؤسف ان بعض الحجاج لا يلتزم بها لأنه لم يجد الداعية أو الواعظ المصري ليوضح له هذا التيسير وكذلك امكانية التوكيل في الرجم للفئات الضعيفة من النساء والمسنين الا أن البعض يصر علي الرجم بنفسه ويعرض نفسه للمخاطر بل انه لا يلتزم بمواعيد الرجم المحددة لكل بعثة وكل هذا ناتج عن الامية الدينية ونقص التوعية وغياب روح الالتزام والنظام.
وتظهر مشكلة أخري أن كثيراً من الحجاج يريد فتوي حسب مزاجه - وخاصة النساء - مما يوقع الجميع في جدل نتيجة هذا الاختلاف الذي ليس له داع من الاصل اذا وفرنا عدداً كافياً من الدعاة والوعاظ ليكونوا بجوار الحاج ويحسنون توصيل المعلومة اليه . ولنا أن نتخيل أن البعثة التي تشرف عليها وزارة الداخلية وعددها 30 الفا معها 70 واعظا فقط فماذا يفعلون خاصة في ظل انعدام الثقافة الدينية لدي كثير من الحجاج حتي إن بعضهم يأتي ليسأل عن الحكم في قتله للناموس وهل هذا يبطل حجه أم لا؟
مشرفون بالمجاملة
* يقال إن اختيار المشرفين يخضع للواسطة والمحسوبية مما يتسبب في استمرار وتكرار معاناة ضيوف الرحمن فهل هذا صحيح؟
** من المؤسف أن هذا صحيح الي حد ما حيث يفتقد بعضهم الي الخبرة اللازمة وقد تم اختياره بحكم وظيفته في المحافظة أو انه قريب المسئول فلان مع انه من المفروض أن تتوافر الخبرة خمس سنوات لمن يتم اختياره مشرفا في موسم الحج وخبرة سنة لمن يخرج في العمرة ولكن الواقع شيء اخر ويدفع ضيوف الرحمن سبب هذه المجاملات او سوء الاختيار لبعض المشرفين الذين يفتقدون للخبرة بالإضافة الي أن بعضهم يسعي الي أخذ امتيازات ليست من حقه وخاصة اذا كانت معه زوجته أحد أقاربه فيكسر النظام من أجل مصلحته الشخصية . ويزيد الطين بلة افتقادهم الي كاريزما القيادة أو احتواء مشكلات الحجاج أو حب خدمة الآخرين ولهذا يتحول المشرف الي مشكلة وليس قائما بحل المشكلات.
آليات موسم الحج
* ما هي الآليات التي يتم من خلالها تنظيم موسم الحج؟
** تبدأ الاليات بالتفوييج من أماكن تجمع الحجاج الي المطارات والموانيء المصرية وإدخالهم في مجموعات بانتظام حتي الركوب ثم يستمر التفويج عند الوصول الي السعودية حيث تحدث كثير من المشكلات مما يجعل الحاج يركب في اتوبيسات في حين يتم وضع امتعته في اتوبيس اخر لتبدأ رحلة المعاناة في البحث عن الحقائب عند مطوفين اخريين وكذلك البحث عن الحجاج التائهين . ويلي ذلك آلية التسكين في الفنادق وضرورة ان يتم ذلك وفقا للترتيب والنظام المتفق عليه وهنا تظهر مشكلات في رغبات الحجاج في السكن في غرف قريبة من زوجاتهم وكذلك عدم التآلف بين من يتم اختيارهم في غرفة واحدة حيث يتم تسكين الرجال معا ومنهم المدخن ومنهم غير المدخن ومن يحب التكييف ومن يتعب منه وهناك مشكلات أخري في تسكين السيدات معا.
وتظهر مشكلة أخري أن كثيراً من الحجاج لا يعرفون أماكن العيادات بل إن بعض المشرفين لا يعرفونها لأنها موزعة في مناطق معينة يجهلها الكثيرون وعدم توافر رسم تخطيطي يوضح كيفية الوصول اليها مما يضعف الصلة بين المشرفين والحجاج وقد حاولت بعض الشركات الكبري حل المشكلة بعمل غرفة عيادة داخل الفندق ولكن هذا غير متوفر لدي الغالبية العظمي من الحجاج.
وتزداد المشكلات في كل مراحل أداء الفريضة نتيجة الأمية الدينية وجهل كثير من الحجاج بالمناسك وكيفية ادائها وخاصة ابتداء من يوم التروية مما يصعب من مهمة المشرفين حيث يتحرك كل حاج بمزاجه الشخصي فيقابل من يشاء ويستضيف في غرفته أو خيمته من يشاء من أقاربه وأصدقائه المقيمين في السعودية الذين يقتحمون الخيام مما يسبب الضرر لزملائهم دون الالتزام بالتعليمات أو المجموعة التي ينتمي اليها مما يسبب المشكلات للمؤسسات المصرية والسعودية بسبب ¢العشم¢ الذي يصل لدرجة¢ الغشم ¢. وتختلف حدة هذه المشكلات من بعثة لأخري الا انها بوجه عام موجودة ويجب العمل علي حلها بشكل جذري.
معاناة العودة
* هل تستمر هذه المعاناة الناتجة عن الفوضي حتي بداية العودة؟
** نعم حيث نجد كثيراً من الحجاج معهم أمتعة كثيرة وصحته لا تساعده علي حملها أو أنها حمولة فوق المسموح بها ويبدأ الجدل والمشكلات حولها وتستمر معاناة التفويج التي بدأنا بها أثناء رحلة العودة أيضا مع اننا لو قمنا بتدارك السلبيات المؤدية الي تلك المعاناة لأصبح الحج ايسر واكثر راحة للجميع مثلما تفعل كثير من الدول مثل ماليزيا واندونيسيا وتركيا وغيرها من الدول التي تستعين بالنظام والوعي لدي الحجاج والمشرفين علي حد سواء والعديد من الدول الاسلامية.
الجدية هي الحل
* لابد من الجدية في علاج مواطن القصور السابقة لأنها متكررة سنويا كذلك لابد من تثقيف وتدريب وتعليم الحجاج مناسك الحج قبل خروجهم من مصر مثلما تفعل ماليزيا؟
** فما هو الحل اذن حتي يؤدي الحاج الفريضة وهو في راحة نفسية وجسدية مثلا تفعل البعثات التي تعقد دورات مكثفة لمدة شهر للحجاج علي أداء المناسك من خلال ماكيت للكعبة وزيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم وغيرها من الاماكن التي يذهب اليها الحاج . وكذلك كيفية التعاون بين الحجاج والمشرفين وما يجب علي الحاج اذا تعرض لأي موقف أو مشكلة.
تجارب ناجحة
* اذا كنتم تقولون إن هناك العديد من الدول التي توجد فيها مؤسسة واحدة لتنظيم الحج والعمرة فكيف يمكن الاستفادة منها ونقل التجربة لدينا للتقليل من هذه المعاناة والمغالاة ؟
** لاشك أن حصة مصر ليست قليلة حيث تبلغ 80 الف حاج ولهذا يمكن الحصول علي تخفيضات كثيرة في كافة الحجوزات السكنية ومختلف الخدمات مثلما تفعل اندونيسيا التي تبلغ حصتها 200 ألف حاج تحصل علي أقل الأسعار في كل شئ وهذا يعود علي الحاج حيث تقل التكلفة حيث ان كثيراً من الحجاج يبيع كثير مما يملك حتي يؤدي فريضة الحج فلو كان السعر أقل لكان أفضل للجميع بدلا من التفاوت الكبير في الاسعار بين مصر وغيرها من الدول مع العلم بأن 40 % من تكلفة الحج تدفع في مصر بالجنيه المصري من خلال تذاكر السفر في تمثل المصاريف الادارية التي تمثل الربح لشركات السياحة تمثل 25% اما ما يدفع في السعودية بالريال فيمثل 35 %- 40% . كما يمكن دراسة تجربة ماليزيا وقد ذهبت اليها ورأيت تجربة جديرة بالانتقال الينا حيث تجعل موسم الحج أكثر راحة ونظاماً وأداء متحضراً في السلوكيات والاخلاق التي يجب أن يلتزم بها الحاج . كما أن التجربة التركية والايرانية وكذلك تجارب بعض الدول العربية جديرة بالدراسة لنقل منها ما يفيدنا.
تجربة ماليزيا
* ماذا وجدت في تجربة ماليزيا بإيجاز؟
** يتم تقسيم عدد الحجاج الي 20 % للحج الفاخر بالإضافة الي 70 % للحج المتوسط او الشعبي اما 10% المتبقية فهي للحالات الخاصة من كبار السن وتم مراعاة كل المستويات ورفع الثقافة الدينية بوجه عام والمتعلقة بالحج بوجه خاص لأعلي مستوي من خلال دورات تدريبية للحجاج والمشرفين وارتداء زي معين واشارات معينة والتعارف التام بين المشرف ومجموعته من الحجاج.
مؤسسة موحدة للحج
* بعد أن عرضتم لهذه المعاناة الكبيرة في موسم الحج الا تري أن وجود مؤسسة واحدة للحج والعمرة أفضل كثيرا من الوضع الحالي؟
** بالتأكيد وهي فكرة طيبة ومطبقة في كثير من الدول أسهمت في علاج كثير من الثغرات ومواطن القصور الموجودة لدينا وقللت من تكاليف الحج لأنه من المؤسف أن موسم الحج تحول الي ¢ بيزنس وسبوبة ¢ وتجارة رابحة لدي الكثيرين ممن يسعون الي الربح بأي وسيلة وهذا ما جعل تكاليف الحج في مصر اعلي بكثير من الدول الاكثر ابتعادا عن السعودية حتي إن الحج من الولايات المتحدة ارخص كثيرا من الحج من مصر وذلك أن الكثير من الشركات تتكسب من الحج الذي يعد مصدر رزقها الوحيد طول العام ولا تعمل في السياحة الخارجية وتكتفي بالسياحة الدينية خلال الحج والعمرة وقد اتجهت العديد من الشركات الي الجمع بين السياحة الخارجية والدينية.
بيع الاوهام
* هناك شركات تبيع الأوهام لضيوف الرحمن حيث يبالغون في السفر في الخدمات التي تقدمها ولكن الواقع شيء اخر تماما فما هو الحل؟
** للأسف هذه حقيقة ويمكن للحجاج تقديم شكوي فيها الي وزارة السياحة التي تحقق في الموضوع ولديها من السلطات ما يمكنها من توقيع العقوبة المناسبة التي تصل لدرجة الحرمان والمنع من المشاركة في موسم الحج لسنوات معينة. وفي نفس الوقت لابد أن يدرك الحاج أن معالم مكة المحيطة بالحرم قد تغيرت عن ذي قبل حيث تتم توسعة الحرم باستمرار وأصبحت المساكن اكثر بعدا ولهذا لا يصدق من يقول له إنه سيسكنه بجوار الحرم مباشرة بأقل الأسعار فهذا الكلام ليس منطقيا وبالتالي فإن وعي الحاج أو المعتمر يحميه من النصب أو شراء الأوهام.
اعتراض شركات السياحة
* لماذا تعترض شركات السياحة علي وجود مؤسسة موحدة للحج رغم انها ستكون أحد عناصرها وادواتها الرئيسية التي لا يمكن الاستغناء عنها؟
** الشركات تخشي من سحب البساط من تحتها ولا تصبح لها اليد العليا في الحج . وقد قلت هذا الكلام امام مجلس الشعب وأوضحت لهم أن وزارة السياحة خرج من رحمها ثلاث هيئات بعد ان كانت قطاعات هي هيئات مستقلة . ولماذا لا يتم تحويل قطاع الشركات السياحية الي هيئة تضم ممثلين لكافة الجهات المتعاملة في الحج بدلا من التفكير في هيئة ليس لها جذور؟. وللعلم فإن قطاع السياحة الدينية بالوزارة يمكن تحويله لهيئة ولكن يبدو أن هذا الفكر لا يعجب الآخرين ويتعارض مع مصالح البعض.
الحج المفتوح
* هل يمكن أن يحل نظام ¢ الحج المفتوح ¢ المشكلة ولو بشكل جزئي؟
** يمكن أن يسهم في الحل الجزئي ولكن تظهر مشكلة في التطبيق وهي أن وزارة السياحة تخصص لكل شركة عدداً من التأشيرات يتناسب مع عدد سنوات خبرتها وقد تم تقسيمها الي ثلاثة شرائح الأولي خبرة عشر سنوات والثانية أقل من عشر سنوات وحتي ست سنوات والثالثة أقل من ست سنوات وحتي سنة واحدة خبرة ويرتبط عدد التأشيرات بسنوات الخبرة الا انه ظهرت التجارة في التأشيرات حتي وصل سعر التأشيرة الي ستة آلاف جنيه علي الأقل . كما أن نظام الحج المفتوح سيؤدي الي الغاء كثير الشركات لمشاركتها في الحج وستكتفي ببيع حصتها من التأشيرات للإنفاق منها علي نفسها وللعلم فإن لدينا في مصر حوالي 1500 شركة ما يعمل منها في السياحة الدينية 240 فقط وهناك شركات تعمل في السياحة الدينية والخارجية.
عمرة الشهر
* اعلن وزير السياحة ان عدد المعتمرين في رمضان الماضي وصل الي 850 الفاً الا تري ان هذا الرقم كبير جدا في وقت تعاني فيه مصر من ازمة اقتصادية ؟ وهل هذا الرقم راجع لشطارة شركات السياحة التي استغلت الشعور الديني المرتفع لدي المصريين لتحقيق مكاسب؟
** يضاف الي شطارة شركات السياحة هناك عوامل اخري ادت الي تصاعد عدد المعتمرين حتي قارب المليون ومنها توافق العمرة الرمضانية مع اجازة الصيف في المدارس والجامعات وتقارب مصاريف العمرة مع تكاليف المصايف في ظل العروض التي طرحتها شركات السياحة مما جعل كثير من المصريين الذين يتميزون بعشقهم للاماكن المقدسة الي تفضيل العمرة علي المصيف.
حج خمس نجوم
* من خلال خبرتكم الواسعة في الحج لسنوات طويلة كيف تري ¢ حج الخمس نجوم ¢؟
** لابد ان نؤكد ان الحساب علي النيات والقبول لفريضة الحج بيد الله وحده ولكن من المؤسف ان بعض المشاركين في حج الخمس نجوم ذهبوا اليه للتفاخر كأنها نزهة او رحلة للتنزه ولهذا وجدناهم يتنافسون علي السفر مع شركات معينة تأتي اليهم بمشاهير الشيوخ ويقدمون لهم أشهي الوجبات ويقيمون في أرقي الفنادق بل إن الخيام نفسها مجهزة علي أعلي مستوي وصلت الي تزويدها بكراسي الطائرات الهزازة كنوع من الوجاهة الاجتماعية والبعد عن أي مشقة ولم تتغير كثير من السلوكيات والاخلاقيات أثناء أداء الفريضة نتيجة استعراض العضلات بين الشركات لجذب هؤلاء المشاهير بأغلي الاسعار.
تأشيرات المجاملة
* الا تري أن تأشيرات الزيارة والمجاملة تزيد الوضع سوءا اثناء موسم الحج المزدحم بالفعل من خلال الاعداد الرسمية؟
** هذه مشكلة من المشكلات الكبري التي نعاني منها كل عام وقد اشتكي رئيس الطوافة في العام الماضي من أن تأشيرات الزيارة أو المجاملة التي يحصل عليها رجال الاعمال وغيرهم وصلت الي 30 ألفا . وهؤلاء يكررون الحج دون التزام بشرط مرور خمس سنوات كما يطبق علي الجميع ويضرب هؤلاء بالقوانين والفتاوي الدينية التي لا تسمح بذلك عرض الحائط فضلا عما يسببوه لضيوف الرحمن من مشكلات اقلها التزاحم حيث يكون في المكان اكثر من سعته المقررة والمسموح بها بسبب التحايل علي القوانين.
الهاربون والمتخلفون
* الهاربون والمتخلفون من العمرة الي الحج وكذلك من يتخلفون من الحج للعمل في السعودية كيف تنظرون لتلك المشكلة ؟
** من المؤسف ان هذه الظاهرة متكررة ومستمرة رغم التشديدات القانونية والتحريم الديني لمخالفة اوامر ولي الامر الا انها مازالت مستمرة رغم ان القانون يحرم الشركة التي يتخلف منها اكثر من 1% من افرادها وهناك دراسة لمنع دخول من يتخلف الي المملكة مستقبلا.
عصابات النشل
* من المؤسف ان هناك من يخرجون في موسم الحج والعمرة للشرقة والنشل فهل اصبحت هذه ظاهرة مصرية؟
** رغم انها جريمة كبري من الناحية الدينية والقانونية الا انها ليست ظاهرة مصرية خالصة كما قد يظن البعض بل ان هناك عديداً من الدول يأتي منها النشالون ومن يحترفون كل الاعمال المخالفة للأخلاق ومنها نيجيريا.
مواقف لا تنسي
* ما هو الموقف الذي لا تنساه خلال مشاركاتك الكثيرة في تنظيم موسم الحج والاشراف عليه؟
** هناك موقفان لا انساهما الاول لحاج مسن من الوادي الجديد توفي بسبب حادث اتوبيس واخذنا نبحث عما معه من المال فلم نجد معه سوي جنيهات قليلة في حزامه اما متاعه فكان عبارة عما اتي به من اكلات ريفية بسيطة اي انه باع كل ما يملك حتي يؤدي الحج علي النقيض من ذلك في مكان اقامة احدي شركات حج الخمس نجوم وجدت شابة تقول لوالدتها انني تعبت كثيرا وانا الف سبعة مرات حول المبني الاسود ولم استطع تكملة الجري في المكان الذين يجري فيه الناس سبع اشواط فقالت لها والدتها ¢ برافو عليك حجك مقبول ان شاء الله ¢ الي هذه الدرجة وصلت الامية الدينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.