منحة عيد الأضحى 2024 للموظفين.. اعرف قيمتها وموعد صرفها    اعرف الجديد في أسعار العملات اليوم 2 يونيو.. بعد الإجازة المطولة    شعبة المخابز تنفي تغيير سعر رغيف العيش السياحي (فيديو)    الهيئة القومية لعلوم الفضاء تشارك في مؤتمر أفريقيا لمكونات التصنيع الغذائي    البرلمان العربي يستنكر محاولة الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية" وتجريم أنشطتها    زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب جزر كرماديك قبالة سواحل نيوزيلندا    حزب الله يعلن استهداف كتيبة إسرائيلية في الجولان بمسيرات انقضاضية    كاتب صحفي: الرؤية الأمريكية تنسجم مع ما طرحته القاهرة لوقف القتال في غزة    جدول مباريات اليوم.. مواجهة في كأس مصر.. وصدام جديد للتأهل للدوري الممتاز    الزمالك يستأنف تدريباته اليوم في غياب 12 لاعبا    أماكن مبادرة كلنا واحد 2024 في محافظة الجيزة.. مجمعات استهلاكية وشوادر    «لو خرجت من البيت».. 5 نصائح من «الأرصاد» للتعامل مع موجة الحر الشديدة    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    مواعيد قطارات عيد الأضحى المقرر تشغيلها لتخفيف الزحام    "قفز من الرابع".. القبض على المتهمين بالتسبب في إصابة نقاش في أكتوبر    موعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2024.. كم عدد أيامها؟    قيادات «المتحدة» تبحث مع البابا تواضروس إنتاج أعمال عن التاريخ القبطي    جامعة حلوان تحصد العديد من الجوائز في مهرجان إبداع    مي عز الدين تعلن تعرض والدتها لوعكه صحية: «ادعوا لها بالشفاء»    ما هي محظورات الحج المتعلقة بالنساء والرجال؟.. أبرزها «ارتداء النقاب»    «الإفتاء» توضح حكم التصوير أثناء الحج والعمرة.. مشروط    جامعة المنيا تفوز بثلاثة مراكز متقدمة على مستوى الجامعات المصرية    وزير الري يؤكد عمق العلاقات المصرية التنزانية على الأصعدة كافة    إحالة تشكيل عصابي للمحاكمة بتهمة سرقة الدراجات النارية بالقطامية    بسبب سيجارة.. اندلاع حريق فى حي طرة يودى بحياة مواطن    مواعيد مباريات اليوم الأحد 2-6 - 2024 والقنوات الناقلة لها    خبير: يجب وقف قرار رفع سعر الخبز لهذا السبب    سعر الريال السعودي اليوم الأحد 2 يونيو 2024 في بنك الأهلي والقاهرة ومصر (التحديث الصباحي)    وزير خارجية الإمارات: مقترحات «بايدن» بشأن غزة «بناءة وواقعية وقابلة للتطبيق»    للمرة الثانية.. كوريا الشمالية تطلق بالونات قمامة تجاه جارتها الجنوبية    «أوقاف شمال سيناء» تنظم ندوة «أسئلة مفتوحة عن مناسك الحج والعمرة» بالعريش    إضافة 3 مواد جدد.. كيف سيتم تطوير المرحلة الإعدادية؟    ل برج الجدي والعذراء والثور.. ماذا يخبئ شهر يونيو لمواليد الأبراج الترابية 2024    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 2يونيو 2024    الزمالك يدافع عن شيكابالا بسبب الأزمات المستمرة    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    "الأهلي يظهر".. كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا؟    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حسن جمال الدين وكيل أول وزارة السياحة الأسبق يكشف في صالون " عقيدتي ":
أخطاء وخطايا تنظيم رحلات الحج والعمرة

بدأ ضيوف الرحمن في مغادرة البلاد الي الاراضي المقدسة رجاء مغفرة الذنوب من الخالق الا ان معاناتهم تبدأ منذ مغادرتهم البلاد حتي العودة اليهم بسبب الفوضي والعشوائية وسوء التنظيم وعدم الرغبة الحقيقية في حل المشكلات والاستفادة من تجارب الدول الأخري وذلك لوجود قلة من المستفيدين من بقاء الوضع علي ما هو عليه حتي بعد قيام الثورة التي طرح مفتي مصر الدكتور علي جمعة بعدها انشاء مؤسسة واحدة للحج والعمرة الا ان البعض مازال يضع أمامها العراقيل لإجهاضها ليستمروا في امتصاص دماء ضيوف الرحمن ابتداء من البسطاء الذين جمعوا تكاليف الحج بالديون حتي حجاج الخمس نجوم .. من هنا تأتي اهمية الحوار مع حسن جمال الدين.. وكيل أول وزارة السياحة سابقا وصاحب الخبرة العريضة في كل ما يتعلق بموسم الحج من خلال مشاركته لمدة 18 عاما بين رئيس لبعثة السياحة أو مساعد لرئيس البعثة.
* عدتم منذ ساعات من المملكة العربية السعودية في زيارة تتعلق بالإعداد لموسم الجح ..فما انجزتم في تلك الزيارة؟
** كان هدف الزيارة معاينة مساكن الحجاج ومراجعة العقود وكل ما يؤدي الي موسم الحج قليل المشاكل واكثر راحة لضيوف الرحمن وخاصة انه بدات منذ الاسبوع الماضي رحلات الحج.
الفوضي والمعاناة
* يرتبط موسم الحج في اذهان المصريين بالمشكلات سواء المتعلقة به قبل بدايته وحتي بعد انتهائه وامل كل المصريين الوصول الي حج بلا مشاكل مثلما تفعل العديد من الدول .. لماذا يعد موسم الحج مشكلة منذ عشرات السنين رغم ما يقال عن التنسيق وعقد اتفاقيات الا أن البعض مازال يصب جام غضبه علي المنظمين والمشرفين والمسئول عن معاناة ضيوف الرحمن؟
** السبب الرئيسي في المشكلة انه توجد لدينا ثلاث جهات تنظم الحج وتشرف عليه أولاها : حج السياحة ويبلغ عدد الحجاج فيه 30 الفا . وثانيها : حج الجمعيات ويبلغ عدد الحجاج المشاركين فيه 5.12 الف . وثالثها حج القرعة ويشترك فيه بقية حصة مصر من الحجاج المصريين الذين يبلغ اجمالي عددهم 80 الف حاج. وتظهر المشكلة من عدم وجود التنسيق او التعاون الكافي فيما بينها مع انه من المفترض أن يحدث تنافس فيما بينها لخدمة ضيوف الرحمن . هناك بعثة رابعة هي البعثة الصحية التي تقدم الخدمات الصحية في حدود امكانياتها وتتعاون مع السلطات الصحية السعودية لاستكمال اي نقص في الادوية
ومن اسباب وجود المشكلات في الحج ان كثيراً من الحجاج لا يلتزم بالتعليمات بمجرد وصوله السعودية فنجده يتحرك بحريته ويقابل من يشاء من اقاربه واصدقائه في مقر اقامته في مختلف المناسك الامر الذي يحدث مشكلات وخاصة في ضوء عدم التأهيل الكافي للمشرفين الذين يخرج بعضهم علي سبيل المجاملة أو ليس لديه ملكة خدمة الغير والسهر علي راحته.
بعثة الاوقاف
* وماذا عن دور بعثة الاوقاف والوعظ الديني؟
** من المؤسف أننا لا نشعر ببعثة الاوقاف نظرا لقلة العدد حيث يبلغ عددها 70 داعية فقط ولهذا لا يشعر الحاج بدور دعاة الاوقاف او وجوده الي جانبه حتي يساله عن الاحكام الشرعية فيما يتعرض له من مواقف او الامور المتعلقة بالمناسك ولهذا يجد الحاج نفسه مضطرا للجوء الي وعاظ السعودية وبعضهم متشدد وخاصة فيما يتعلق ببعض المناسك مثل الرجم عند الزوال مما يعرض الحجاج لمخاطر التزاحم في حين نجد فتوي ميسرة للدكتور علي جمعة مفتي مصر بجواز الرجم طوال اليوم ومن المؤسف ان بعض الحجاج لا يلتزم بها لأنه لم يجد الداعية أو الواعظ المصري ليوضح له هذا التيسير وكذلك امكانية التوكيل في الرجم للفئات الضعيفة من النساء والمسنين الا أن البعض يصر علي الرجم بنفسه ويعرض نفسه للمخاطر بل انه لا يلتزم بمواعيد الرجم المحددة لكل بعثة وكل هذا ناتج عن الامية الدينية ونقص التوعية وغياب روح الالتزام والنظام.
وتظهر مشكلة أخري أن كثيراً من الحجاج يريد فتوي حسب مزاجه - وخاصة النساء - مما يوقع الجميع في جدل نتيجة هذا الاختلاف الذي ليس له داع من الاصل اذا وفرنا عدداً كافياً من الدعاة والوعاظ ليكونوا بجوار الحاج ويحسنون توصيل المعلومة اليه . ولنا أن نتخيل أن البعثة التي تشرف عليها وزارة الداخلية وعددها 30 الفا معها 70 واعظا فقط فماذا يفعلون خاصة في ظل انعدام الثقافة الدينية لدي كثير من الحجاج حتي إن بعضهم يأتي ليسأل عن الحكم في قتله للناموس وهل هذا يبطل حجه أم لا؟
مشرفون بالمجاملة
* يقال إن اختيار المشرفين يخضع للواسطة والمحسوبية مما يتسبب في استمرار وتكرار معاناة ضيوف الرحمن فهل هذا صحيح؟
** من المؤسف أن هذا صحيح الي حد ما حيث يفتقد بعضهم الي الخبرة اللازمة وقد تم اختياره بحكم وظيفته في المحافظة أو انه قريب المسئول فلان مع انه من المفروض أن تتوافر الخبرة خمس سنوات لمن يتم اختياره مشرفا في موسم الحج وخبرة سنة لمن يخرج في العمرة ولكن الواقع شيء اخر ويدفع ضيوف الرحمن سبب هذه المجاملات او سوء الاختيار لبعض المشرفين الذين يفتقدون للخبرة بالإضافة الي أن بعضهم يسعي الي أخذ امتيازات ليست من حقه وخاصة اذا كانت معه زوجته أحد أقاربه فيكسر النظام من أجل مصلحته الشخصية . ويزيد الطين بلة افتقادهم الي كاريزما القيادة أو احتواء مشكلات الحجاج أو حب خدمة الآخرين ولهذا يتحول المشرف الي مشكلة وليس قائما بحل المشكلات.
آليات موسم الحج
* ما هي الآليات التي يتم من خلالها تنظيم موسم الحج؟
** تبدأ الاليات بالتفوييج من أماكن تجمع الحجاج الي المطارات والموانيء المصرية وإدخالهم في مجموعات بانتظام حتي الركوب ثم يستمر التفويج عند الوصول الي السعودية حيث تحدث كثير من المشكلات مما يجعل الحاج يركب في اتوبيسات في حين يتم وضع امتعته في اتوبيس اخر لتبدأ رحلة المعاناة في البحث عن الحقائب عند مطوفين اخريين وكذلك البحث عن الحجاج التائهين . ويلي ذلك آلية التسكين في الفنادق وضرورة ان يتم ذلك وفقا للترتيب والنظام المتفق عليه وهنا تظهر مشكلات في رغبات الحجاج في السكن في غرف قريبة من زوجاتهم وكذلك عدم التآلف بين من يتم اختيارهم في غرفة واحدة حيث يتم تسكين الرجال معا ومنهم المدخن ومنهم غير المدخن ومن يحب التكييف ومن يتعب منه وهناك مشكلات أخري في تسكين السيدات معا.
وتظهر مشكلة أخري أن كثيراً من الحجاج لا يعرفون أماكن العيادات بل إن بعض المشرفين لا يعرفونها لأنها موزعة في مناطق معينة يجهلها الكثيرون وعدم توافر رسم تخطيطي يوضح كيفية الوصول اليها مما يضعف الصلة بين المشرفين والحجاج وقد حاولت بعض الشركات الكبري حل المشكلة بعمل غرفة عيادة داخل الفندق ولكن هذا غير متوفر لدي الغالبية العظمي من الحجاج.
وتزداد المشكلات في كل مراحل أداء الفريضة نتيجة الأمية الدينية وجهل كثير من الحجاج بالمناسك وكيفية ادائها وخاصة ابتداء من يوم التروية مما يصعب من مهمة المشرفين حيث يتحرك كل حاج بمزاجه الشخصي فيقابل من يشاء ويستضيف في غرفته أو خيمته من يشاء من أقاربه وأصدقائه المقيمين في السعودية الذين يقتحمون الخيام مما يسبب الضرر لزملائهم دون الالتزام بالتعليمات أو المجموعة التي ينتمي اليها مما يسبب المشكلات للمؤسسات المصرية والسعودية بسبب ¢العشم¢ الذي يصل لدرجة¢ الغشم ¢. وتختلف حدة هذه المشكلات من بعثة لأخري الا انها بوجه عام موجودة ويجب العمل علي حلها بشكل جذري.
معاناة العودة
* هل تستمر هذه المعاناة الناتجة عن الفوضي حتي بداية العودة؟
** نعم حيث نجد كثيراً من الحجاج معهم أمتعة كثيرة وصحته لا تساعده علي حملها أو أنها حمولة فوق المسموح بها ويبدأ الجدل والمشكلات حولها وتستمر معاناة التفويج التي بدأنا بها أثناء رحلة العودة أيضا مع اننا لو قمنا بتدارك السلبيات المؤدية الي تلك المعاناة لأصبح الحج ايسر واكثر راحة للجميع مثلما تفعل كثير من الدول مثل ماليزيا واندونيسيا وتركيا وغيرها من الدول التي تستعين بالنظام والوعي لدي الحجاج والمشرفين علي حد سواء والعديد من الدول الاسلامية.
الجدية هي الحل
* لابد من الجدية في علاج مواطن القصور السابقة لأنها متكررة سنويا كذلك لابد من تثقيف وتدريب وتعليم الحجاج مناسك الحج قبل خروجهم من مصر مثلما تفعل ماليزيا؟
** فما هو الحل اذن حتي يؤدي الحاج الفريضة وهو في راحة نفسية وجسدية مثلا تفعل البعثات التي تعقد دورات مكثفة لمدة شهر للحجاج علي أداء المناسك من خلال ماكيت للكعبة وزيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم وغيرها من الاماكن التي يذهب اليها الحاج . وكذلك كيفية التعاون بين الحجاج والمشرفين وما يجب علي الحاج اذا تعرض لأي موقف أو مشكلة.
تجارب ناجحة
* اذا كنتم تقولون إن هناك العديد من الدول التي توجد فيها مؤسسة واحدة لتنظيم الحج والعمرة فكيف يمكن الاستفادة منها ونقل التجربة لدينا للتقليل من هذه المعاناة والمغالاة ؟
** لاشك أن حصة مصر ليست قليلة حيث تبلغ 80 الف حاج ولهذا يمكن الحصول علي تخفيضات كثيرة في كافة الحجوزات السكنية ومختلف الخدمات مثلما تفعل اندونيسيا التي تبلغ حصتها 200 ألف حاج تحصل علي أقل الأسعار في كل شئ وهذا يعود علي الحاج حيث تقل التكلفة حيث ان كثيراً من الحجاج يبيع كثير مما يملك حتي يؤدي فريضة الحج فلو كان السعر أقل لكان أفضل للجميع بدلا من التفاوت الكبير في الاسعار بين مصر وغيرها من الدول مع العلم بأن 40 % من تكلفة الحج تدفع في مصر بالجنيه المصري من خلال تذاكر السفر في تمثل المصاريف الادارية التي تمثل الربح لشركات السياحة تمثل 25% اما ما يدفع في السعودية بالريال فيمثل 35 %- 40% . كما يمكن دراسة تجربة ماليزيا وقد ذهبت اليها ورأيت تجربة جديرة بالانتقال الينا حيث تجعل موسم الحج أكثر راحة ونظاماً وأداء متحضراً في السلوكيات والاخلاق التي يجب أن يلتزم بها الحاج . كما أن التجربة التركية والايرانية وكذلك تجارب بعض الدول العربية جديرة بالدراسة لنقل منها ما يفيدنا.
تجربة ماليزيا
* ماذا وجدت في تجربة ماليزيا بإيجاز؟
** يتم تقسيم عدد الحجاج الي 20 % للحج الفاخر بالإضافة الي 70 % للحج المتوسط او الشعبي اما 10% المتبقية فهي للحالات الخاصة من كبار السن وتم مراعاة كل المستويات ورفع الثقافة الدينية بوجه عام والمتعلقة بالحج بوجه خاص لأعلي مستوي من خلال دورات تدريبية للحجاج والمشرفين وارتداء زي معين واشارات معينة والتعارف التام بين المشرف ومجموعته من الحجاج.
مؤسسة موحدة للحج
* بعد أن عرضتم لهذه المعاناة الكبيرة في موسم الحج الا تري أن وجود مؤسسة واحدة للحج والعمرة أفضل كثيرا من الوضع الحالي؟
** بالتأكيد وهي فكرة طيبة ومطبقة في كثير من الدول أسهمت في علاج كثير من الثغرات ومواطن القصور الموجودة لدينا وقللت من تكاليف الحج لأنه من المؤسف أن موسم الحج تحول الي ¢ بيزنس وسبوبة ¢ وتجارة رابحة لدي الكثيرين ممن يسعون الي الربح بأي وسيلة وهذا ما جعل تكاليف الحج في مصر اعلي بكثير من الدول الاكثر ابتعادا عن السعودية حتي إن الحج من الولايات المتحدة ارخص كثيرا من الحج من مصر وذلك أن الكثير من الشركات تتكسب من الحج الذي يعد مصدر رزقها الوحيد طول العام ولا تعمل في السياحة الخارجية وتكتفي بالسياحة الدينية خلال الحج والعمرة وقد اتجهت العديد من الشركات الي الجمع بين السياحة الخارجية والدينية.
بيع الاوهام
* هناك شركات تبيع الأوهام لضيوف الرحمن حيث يبالغون في السفر في الخدمات التي تقدمها ولكن الواقع شيء اخر تماما فما هو الحل؟
** للأسف هذه حقيقة ويمكن للحجاج تقديم شكوي فيها الي وزارة السياحة التي تحقق في الموضوع ولديها من السلطات ما يمكنها من توقيع العقوبة المناسبة التي تصل لدرجة الحرمان والمنع من المشاركة في موسم الحج لسنوات معينة. وفي نفس الوقت لابد أن يدرك الحاج أن معالم مكة المحيطة بالحرم قد تغيرت عن ذي قبل حيث تتم توسعة الحرم باستمرار وأصبحت المساكن اكثر بعدا ولهذا لا يصدق من يقول له إنه سيسكنه بجوار الحرم مباشرة بأقل الأسعار فهذا الكلام ليس منطقيا وبالتالي فإن وعي الحاج أو المعتمر يحميه من النصب أو شراء الأوهام.
اعتراض شركات السياحة
* لماذا تعترض شركات السياحة علي وجود مؤسسة موحدة للحج رغم انها ستكون أحد عناصرها وادواتها الرئيسية التي لا يمكن الاستغناء عنها؟
** الشركات تخشي من سحب البساط من تحتها ولا تصبح لها اليد العليا في الحج . وقد قلت هذا الكلام امام مجلس الشعب وأوضحت لهم أن وزارة السياحة خرج من رحمها ثلاث هيئات بعد ان كانت قطاعات هي هيئات مستقلة . ولماذا لا يتم تحويل قطاع الشركات السياحية الي هيئة تضم ممثلين لكافة الجهات المتعاملة في الحج بدلا من التفكير في هيئة ليس لها جذور؟. وللعلم فإن قطاع السياحة الدينية بالوزارة يمكن تحويله لهيئة ولكن يبدو أن هذا الفكر لا يعجب الآخرين ويتعارض مع مصالح البعض.
الحج المفتوح
* هل يمكن أن يحل نظام ¢ الحج المفتوح ¢ المشكلة ولو بشكل جزئي؟
** يمكن أن يسهم في الحل الجزئي ولكن تظهر مشكلة في التطبيق وهي أن وزارة السياحة تخصص لكل شركة عدداً من التأشيرات يتناسب مع عدد سنوات خبرتها وقد تم تقسيمها الي ثلاثة شرائح الأولي خبرة عشر سنوات والثانية أقل من عشر سنوات وحتي ست سنوات والثالثة أقل من ست سنوات وحتي سنة واحدة خبرة ويرتبط عدد التأشيرات بسنوات الخبرة الا انه ظهرت التجارة في التأشيرات حتي وصل سعر التأشيرة الي ستة آلاف جنيه علي الأقل . كما أن نظام الحج المفتوح سيؤدي الي الغاء كثير الشركات لمشاركتها في الحج وستكتفي ببيع حصتها من التأشيرات للإنفاق منها علي نفسها وللعلم فإن لدينا في مصر حوالي 1500 شركة ما يعمل منها في السياحة الدينية 240 فقط وهناك شركات تعمل في السياحة الدينية والخارجية.
عمرة الشهر
* اعلن وزير السياحة ان عدد المعتمرين في رمضان الماضي وصل الي 850 الفاً الا تري ان هذا الرقم كبير جدا في وقت تعاني فيه مصر من ازمة اقتصادية ؟ وهل هذا الرقم راجع لشطارة شركات السياحة التي استغلت الشعور الديني المرتفع لدي المصريين لتحقيق مكاسب؟
** يضاف الي شطارة شركات السياحة هناك عوامل اخري ادت الي تصاعد عدد المعتمرين حتي قارب المليون ومنها توافق العمرة الرمضانية مع اجازة الصيف في المدارس والجامعات وتقارب مصاريف العمرة مع تكاليف المصايف في ظل العروض التي طرحتها شركات السياحة مما جعل كثير من المصريين الذين يتميزون بعشقهم للاماكن المقدسة الي تفضيل العمرة علي المصيف.
حج خمس نجوم
* من خلال خبرتكم الواسعة في الحج لسنوات طويلة كيف تري ¢ حج الخمس نجوم ¢؟
** لابد ان نؤكد ان الحساب علي النيات والقبول لفريضة الحج بيد الله وحده ولكن من المؤسف ان بعض المشاركين في حج الخمس نجوم ذهبوا اليه للتفاخر كأنها نزهة او رحلة للتنزه ولهذا وجدناهم يتنافسون علي السفر مع شركات معينة تأتي اليهم بمشاهير الشيوخ ويقدمون لهم أشهي الوجبات ويقيمون في أرقي الفنادق بل إن الخيام نفسها مجهزة علي أعلي مستوي وصلت الي تزويدها بكراسي الطائرات الهزازة كنوع من الوجاهة الاجتماعية والبعد عن أي مشقة ولم تتغير كثير من السلوكيات والاخلاقيات أثناء أداء الفريضة نتيجة استعراض العضلات بين الشركات لجذب هؤلاء المشاهير بأغلي الاسعار.
تأشيرات المجاملة
* الا تري أن تأشيرات الزيارة والمجاملة تزيد الوضع سوءا اثناء موسم الحج المزدحم بالفعل من خلال الاعداد الرسمية؟
** هذه مشكلة من المشكلات الكبري التي نعاني منها كل عام وقد اشتكي رئيس الطوافة في العام الماضي من أن تأشيرات الزيارة أو المجاملة التي يحصل عليها رجال الاعمال وغيرهم وصلت الي 30 ألفا . وهؤلاء يكررون الحج دون التزام بشرط مرور خمس سنوات كما يطبق علي الجميع ويضرب هؤلاء بالقوانين والفتاوي الدينية التي لا تسمح بذلك عرض الحائط فضلا عما يسببوه لضيوف الرحمن من مشكلات اقلها التزاحم حيث يكون في المكان اكثر من سعته المقررة والمسموح بها بسبب التحايل علي القوانين.
الهاربون والمتخلفون
* الهاربون والمتخلفون من العمرة الي الحج وكذلك من يتخلفون من الحج للعمل في السعودية كيف تنظرون لتلك المشكلة ؟
** من المؤسف ان هذه الظاهرة متكررة ومستمرة رغم التشديدات القانونية والتحريم الديني لمخالفة اوامر ولي الامر الا انها مازالت مستمرة رغم ان القانون يحرم الشركة التي يتخلف منها اكثر من 1% من افرادها وهناك دراسة لمنع دخول من يتخلف الي المملكة مستقبلا.
عصابات النشل
* من المؤسف ان هناك من يخرجون في موسم الحج والعمرة للشرقة والنشل فهل اصبحت هذه ظاهرة مصرية؟
** رغم انها جريمة كبري من الناحية الدينية والقانونية الا انها ليست ظاهرة مصرية خالصة كما قد يظن البعض بل ان هناك عديداً من الدول يأتي منها النشالون ومن يحترفون كل الاعمال المخالفة للأخلاق ومنها نيجيريا.
مواقف لا تنسي
* ما هو الموقف الذي لا تنساه خلال مشاركاتك الكثيرة في تنظيم موسم الحج والاشراف عليه؟
** هناك موقفان لا انساهما الاول لحاج مسن من الوادي الجديد توفي بسبب حادث اتوبيس واخذنا نبحث عما معه من المال فلم نجد معه سوي جنيهات قليلة في حزامه اما متاعه فكان عبارة عما اتي به من اكلات ريفية بسيطة اي انه باع كل ما يملك حتي يؤدي الحج علي النقيض من ذلك في مكان اقامة احدي شركات حج الخمس نجوم وجدت شابة تقول لوالدتها انني تعبت كثيرا وانا الف سبعة مرات حول المبني الاسود ولم استطع تكملة الجري في المكان الذين يجري فيه الناس سبع اشواط فقالت لها والدتها ¢ برافو عليك حجك مقبول ان شاء الله ¢ الي هذه الدرجة وصلت الامية الدينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.